تقارير وملفات

الاحرار والعبيد ..

 

صحفي محلل سياسي

د . محمد رمضان 

نأئب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم 

صنفان من البشر مختلفان تماما في كل شيء،
فمن الناحية السلوكية تجد الحر لايقبل الاهانه والدنية ولا يمكن شراءه باموال الدنيا لانه تربي علي القناعة ويعتز بكرامته ولوكان فقير معدوما .
اما من ارتضي العبودية سبيلًا فتجد سلوكًا غير مالوف يكاد ان يركع لنيل ما يريدة ،عليه مسح من ذُل ويبتغي الوصول لهدفه بأحط الوسائل وكثيرًا ما يتنازل عن كرامته ،
فعلي مدار سنوات عمري الماضية شاهدت الصنفان ووجدت هذا الفارق الكبير بين من يعيش مرفوع الهامة يتعامل مع الجميع بعزة نفس ومن يلهث منكبًا علي وجه بحثا عن تحقيق أهدافه ،
وما دفعني لكتابة هذا الحديث هو ما رايته امس في جنازة المخلوع التي حضرها الاذلاء وأسيادهم ، فقد حمل الاذلاء صورا للمخلوع يثنون عليه وعلي حكمه البائد ويترحم البعض عليه !
فإذا تمعنت في وجوههم رايت البؤس قد كساها وإذا نظرت اليهم وسمعت كلامهم علمت انك امام صنفا جديدا من العبيد .

فقديمًا كان العبيد يسيرون خلف سيدهم مرغمين ليقتاتوا علي ما يلقي لهم اما اليوم فتجد العبيد يبحثون عن سيد يسيرون خلفه ويتملقونه املا في ان يتقبل عبوديتهم .
رايت من لا كرامة لهم يبكون علي من اذلهم 30 عاما وجعلهم بين فقير معدم ومريض ميؤوس من شفاءه وايضاً كان بينهم من يرتدون ملابس الأثرياء ولكنهم عبيد للسلطان يتمسحون في اذنابه في محاولة لإثبات ولائهم املا في نيل قسطًا من رضاهم .
فماذا غيرت ثورة يناير وماذا تحقق من اهدافها ؟
أين الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الاجتماعية ؟
الشعار الذي ردده الملايين في الميادين حتي رحل راس الفساد ولكن سرعان ما حن العبيد الي جلاديهم ولم يستغرق الامر وقتا طويلا ، ونحن نشاهد من قامت عليه الثورة يكرم من العبيد ومن شاركوا في خلعه لتدور عجلة التاريخ ويعودا الي اماكنهم مرة اخري خلف سيدهم، في الوقت الذي يدفع فيه الاحرار ثمنا باهظا رفضا للذل والتفريط في الحقوق و يعانون الظلم والقهر بألوانه في سجون الظالم دون ان ينحنوا او يركعوا .
فلا العبيد اصبحوا اسياد ولا الاحرار تنازلوا عن كرامتهم ، وسيظل العبيد يلهثون خلف سيدهم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى