كتاب وادباء

الاستحواذ…..بداية السقوط………..

  • الاستحواذ…..بداية السقوط………..

    بقلم المحلل السياسى

    حاتم غريب

    حاتم غريب ——————————

    الاستحواذ فى اللغة معناها الاستيلاء يقال فلان استحوذ على الشىء اى استولى عليه وما يعنينا هنا هو الاستحواذ السياسى والاقتصادى والتشريعى وبمعنى ادق الاستحواذ على الحياة العامة للمصريين والتى انتهجها العسكر مؤخرا فى ادارتهم لامور الدولة ويبدو انهم لم يتعلموا ولم يستوعبوا الدرس جيدا من التاريخ وان الانظمة الشمولية تولد ميتة بطبعها فهى مهما عاشت لن تعيش طويلا كما يظن اصحابها والانظمة الشموليه فى اوروبا خلال القرن الماضى خير شاهد على ذلك. الملاحظ الان ان العسكر بغبائهم وجهلهم وتعنتهم وتكبرهم ونظرتهم الدونية لغيرهم من افراد الشعب قاموا بالاستيلاء على كل مفاصل الدولة حتى وصلوا بها الى مرحلة عسكرة الدولة بتسخير كل سلطات الدولة لمصلحتهم وتحقيق مأربهم وليس لمصلحة الوطن والشعب كما يظن القطيع الذى يتبعهم فهانحن الان فى مصر امام عملية استحواذ كامل لكل مقدراتها من حفنة من اللصوص الخارجين عن الشرع والقانون ويعيثون فى ارضها الفساد والافساد ويجمعون حولهم المنتفعين من بلطجية ومصاصى دماء الشعب من يقال عنهم انهم رجال اعمال وماهم الا رجال سحر وشعوذة ونصابين وعملية الاستحواذ هذه بدأت خطواتها الاولى عام 1952 مع بداية انقلاب هؤلاء العسكر على ملك البلاد حتى اتسعت رقعتها لتصل الى شكلها النهائى مع الانقلاب الثانى فى يوليو 2013 حيث استولى العسكر بشكل تام على مصر ارضا وشعبا….ارضا بثرواتها وخيراتها …وشعبا ليكونوا لهم عبيدا وخدام. واذا اردنا ان نحدد معالم هذا الاستحواذ بدقه سنجد ذلك فى السياسة والاقتصاد والتشريع والقضاء والاعلام حتى وصل الى ابعد من ذلك الاستحواذ على الدين والامور الفقهية والعقائدية وعلى الاخص الدين الاسلامى انهم يديرون مصر الان باسلوب ادارة المعسكرات الحربية يفعلون مايفعلون وعلى الاخرين السمع والطاعة دون ملل او اعتراض واهم مافعلوه هو مصادرة كل اشكال الحياة فى مصر فلاحق لغيرهم فى ممارسة السياسة واعتلاء المناصب ولاحق لغيرهم فى اقامة مشاريع اقتصادية او استثمارية ولاحق كذلك فى ممارسة الشعائر الدينية الا باذن منهم فلم يعد باق سوى ان نتنفس بتصريح منهم كذلك وليتهم وقفوا عند هذا الحد بل كان لهم الفضل الاكبر فى زراعة اشجار الفساد والافساد فى التربة المصرية التى وصلت الى مرحلة البوار فقضوا بشكل او باخر على مكارم الاخلاق فى نفوس المصريين ونشروا الرزيلة والموبقات وتعاطى المخدرات فهم من يقوموا بادخالها عن طريق الحدود مقابل مبالغ طائلة من تجار المخدرات ان لم يكن البعض منهم يتاجر فيها كذلك فى محاولة منهم للقضاء على الشباب عصب الامة ومستقبلها القادم. هؤلاء اللصوص يسيرون على منهاج اختاروه لانفسهم بعناية وسياسة فرق ودمر وخرب تسد وتستحوذ على كل شىء فالمواطن المصرى اصبح كذلك من الاشياء التى يستحوذون عليها جسده وعقله وفكره ولهم اساليبهم القذره فى ذلك حتى اصبح المصرى فى ظل استحواذهم مجرد مسخ بشرى لاشكل ولا معالم له بعد ان جعلوا منه كائن ابله غائب عن الوعى والادراك لايدرك يومه من غده كل شىء عنده سواء. وعلى الرغم من استحواذهم كما اشرت من قبل على السياسة والاقتصاد والاعلام الا ان الطامة الكبرى والتى لم يكن يتوقعها احد من قبل هو استحواذهم على التشريع والقضاء فرغم كل المعاناة التى عانى منها الشعب المصرى والنكبات التى تعرض لها طوال تاريخه معهم الا ان صدمته كانت كبيرة فى قضائه الذى لم يظن يوما انه بهذه السفالة والحقارة والانحطاط الاخلاقى والانسانى بعد ان باع نفسه للشيطان ومكنه من الاستحواذ عليه كان من الممكن ان يكون القضاء حائط صد منيع ضد هؤلاء اللصوص الخونة ولايمكنهم من الشعب ومقدراته لولا ضعاف النفوس وعديمى الضمائر والدين فلو وجد هؤلاء المستبدين فى القضاء القوة والمهابة والعزة ماستطاعوا ان يفعلوا مافعلوه لكنهم ادركوا الحقيقة التى لم يدركها الشعب وهى ان هؤلاء ماهم الا شرازم لايعنيهم شرف ولاذمة يمكن شرائهم بابخس الاثمان ومستعدون لبيع اخرتهم بدنيا غيرهم فكانت النكبة التى نعانى منها الان. لكن الاهم فى كل ذلك ان مرحلة الاستحواذ هذه لن تدم طويلا وكان لابد ان يصلوا اليها حتى يصلوا بذلك الى مرحلة السقوط وقياسا على الحضارات فكم من حضارات وصلت الى عنفوانها وجبروتها ثم بها تنهار فجأة وتندثر وكأنها لم تكن يوما وهؤلاء اللصوص الخونة العملاء وصلوا الى مرحلة جبروتهم وعنفوانهم وتسلطهم واستبدادهم واستحوذوا على دولة بكل مافيها ظنا منهم انهم باقون ومخلدون وحرموا الشعب من حريته وكرامته وحقه فى حياة كريمة فمن حق كل مصرى ان يتعلم وان يعمل ويتكسب وان يعالج من مرضه وان يعيش فى بيت يليق بادميته ومن حقه كذلك ان يعتلى المناصب بعلمه وخلقه وكفاءته وكده واجتهاده حتى ينهض ببلده ولا ان يكون كل ذلك حكرا على احد دون غيره.

    ………………../حاتم غريب

     

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى