آخر الأخبار

“التحرك الأعمى”.. استنفار بأمريكا بسبب تقارير “فوضوية وعشوائية” عن كورونا تسببت في فشل البلاد بمواجهة الفيروس

ذكرت مراجعة شاملة أولى لبيانات الولايات المتحدة بشأن فيروس كورونا أن البلاد تُخفق في تسجيل وتوفير البيانات الحيوية حول “كوفيد-19” التي من شأنها المساعدة في تتبع انتشار المرض ووفاة عشرات الآلاف من الأمريكيين، نقلاً عن صحيفة The Guardian البريطانية.

التقرير المعنون بـ”Tracking Covid-19 in the United States” أي “تتبع كوفيد-19 في الولايات المتحدة”، يشير إلى صورة قاتمة لاستجابة البلد للجائحة. 

بعد مرور خمسة أشهر منذ بدء الجائحة في البلاد، لا تزال المعلومات الاستخباراتية الضرورية التي من شأنها السماح للسلطات المعنية بالصحة العامة بمكافحة الفيروس لا تُجمَع بطريقة تُمكن من استخدامها.

معلومات منقوصة عن الفيروس: يتضمن ذلك المعلومات المهمة بشأن الاختبار، وتتبع المخالطين، وحالات الإصابة والوفاة الجديدة.

إذ تجمع الولايات منفردة البيانات التي سماها مُعدو التقرير “معلومات الحياة والوفاة” بطريقة عشوائية “غير متسقة، ومنقوصة، ولا يمكن الوصول إليها في أغلب الأماكن”. 

وبدون هذه المعلومات الاستخباراتية تتحرك البلد عملياً عمياء دون معرفة مُسبقة بما يحدث، مع وجود فرصة ضئيلة لعودة “أطفالنا إلى المدارس في الخريف، وعودتنا إلى العمل، وإعادة تشغيل عجلة الاقتصاد، ومنع عشرات الآلاف من حالات الوفاة”. 

كما أعدّت المراجعة مبادرة “Resolve to Save Lives” التابعة لمجموعة “Vital Strategies” المعنية بالصحة العالمية. قاد الفريق الذي أعد المراجعة توم فريدن، المدير السابق لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها الأمريكية، وهي الوكالة الرئيسية المعنية بالصحة العامة في الولايات المتحدة. 

انتقادات لترامب: فريدن يُلقي بلوم العرقلة البياناتية المحفوفة بالمخاطر والمميتة صراحة على عاتق الرئيس دونالد ترامب. وقال فريدن، أثناء تقديمه التقرير، إن الصورة الفوضوية كانت نتيجة “إخفاق القيادة الوطنية. الولايات المتحدة تتحرك عمياء في مسعانا لكبح انتشار كوفيد-19”.

مضيفاً أن “نقص المعايير المشتركة، والتعريفات، والمحاسبة يعكس غياب استراتيجية قومية، أو خطة، أو قيادة، أو اتصال أو منظومة وينتج عنه فوضى من البيانات المُربكة”.

“الصحة” قالت إن ما اكتشفه معدو التقرير هو قراءة صادمة لما يحدث، حتى بالنسبة لبلدٍ كان محور عناوين أخبار مروعة منذ بدء الجائحة. ففي كل الولايات، لا يجري متابعة سوى 40% فقط من نقاط البيانات الأساسية وإبلاغ المواطنين بها. 

فيما لا يجري الإبلاغ تماماً حتى الآن عن أكثر من نصف المعلومات المهمة، ما يحرم القادة السياسيين من الأسلحة التي يحتاجونها لمكافحة الفيروس. من بين 15 نقطة بيانات أساسية، فإن 11 نقطة بيانات لا تُبلغ عنها أي ولاية بطريقة صحيحة، ويخفق أكثر من نصف الولايات في توفير أي معلومات تماماً بشأن تسع نقاط بيانات أخرى.  

أما الأمر الأكثر إثارة للقلق فهو تتبع المخالطين، وهي تقنية لعزل المصابين يتفق أغلب الخبراء على أنها محورية في أي محاولة للسيطرة على الجائحة. 

معلومات “بالغة السوء”: إذ جد التقرير أن المعلومات المُشاركة حول تتبع المخالطين كانت “بالغة السوء”، إذ لم تُبلغ أي ولاية عن وقت الاستجابة لنتائج الاختبارات التشخيصية، ولم تسجل سوى ولايتين المدة التي استغرقها متتبعو المخالطين لمقابلة الأشخاص الذين جاءت نتيجة إصابتهم بالفيروس إيجابية لمعرفة  الآخرين الذين ربما نقل المصابون إليهم العدوى.

فيما كان غياب استراتيجية حكومية لمكافحة “كوفيد-19” واضحاً في الولايات المتحدة منذ المراحل المبكرة للتفشي. أشار معدو التقرير إلى أن العديد من البلدان مثل ألمانيا، والسنغال، وكوريا الجنوبية، واستخدمت لوحات قياس قومية لكوفيد-19، تُوحد قياس البيانات وتُسهل تعقب ومكافحة الفيروس على خبراء الصحة. 

لكن على النقيض، فقد حضّ ترامب على انتشار الفوضى والارتباك على مستوى الدولة بمنعه اتخاذ إجراء حكومي قوي. منذ الإبلاغ عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني في ولاية واشنطن، استخدم الرئيس الأمريكي سلطاته الواسعة لتقويض حملة مكافحة للفيروس تعتمد بالأساس على العلم والبيانات. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى