اخبار إضافيةاخبار المنظمةالأرشيف

*الجزء السابع من سلسلة حلقات* “رجل ايقظ أمة من ثباتها”

بقلم الإعلامى
محمد المصرى التركى
اصبحنا الان في طور مختلف من أطوار الدعوة، وقد مر من عمر التأسيس (10سنوات) من المشقة والجهد ومواجهات المكائد ومحاولات التعطيل، التي لم تتوقف منذ أول يوم في الدعوة.
كما ذكرنا أمثلة منها، في المدينة المباركة ومهد الدعوة: (مدينة الإسماعيلية)، حيث سنرى كيف أن الدعوة سوف تتعرض لأشد منها بعد انتقال مؤسسها ومرشد الجماعة، وبالتالي المركز العام للقاهرة…
لكن لنقف قليلا مع ذلك الشاب الذي أسس هذا الصرح العظيم وهو لازال في ريعان شبابه، في العشرين من عمره!
فقد تم تأسيس جماعة الإخوان المسلمين رسميا، (والشاب حسن البنا في الثاني والعشرين من عمره) “22سنة” ، لكنه بدأ التحرك والجهد من قبل أن يصل حتى لسن العشرين..!! لانه كما ذكرنا في الحلقات السابقة أقنع مجموعة من إخوانه، وبدأوا الدعوة من المقاهي، أثناء دراسته (في مدرسة دار العلوم) وكان لازال تحت سن العشرين!! ذلك السن الذي يروج له أعداء الدين ومعاونوهم أنه سن المراهقة والطيش!! وهو ما يثبته لنا هنا الشاب الملتهب بالحماسة للإصلاح أنه وهم ينشر في مجتمعنا لإرهاق الشباب وإقناعهم أنهم لازالوا صغارا..!! لامسؤوليات عليهم بل يتعين عليهم إستغلاله في المتعة واللهو !! فهم لازالوا مراهقين..!!

هنا نقف أمام وهم بث في مجتمعنا كالوباء وليس له أي أساس من الصحة..!! بل هو وهم وضرب من الخيال، أذيع لإضاعة طاقات أمتنا وعقولها الفذة، وهي لاتزال في عنفوان التركيز والقوة والتمكن من الإبداع والإبتكار والإختراع في شتى المجالات!!
لا وإلا فكيف يأخذ الطالب شهادته ويبدأ في مشروع التخرج في الجامعات خاصة العملية مثل الهندسة وغيرها في مجالات تخصصاتهم، ولايمكن الحصول على الشهادة إلا بأبتكار في تخصصه..؟! خاصة في دول الغرب التي تروج لنا هذا الوهم..!!
رغم أنهم يثبتون عمليا كذبهم..!! ففي الغرب قد يتخرج الطالب المتفوق قبل زملائه إذا أنجز إبتكارا، بل قد يأخذ سنتين في سنة مادام عنده القدرة، بل أكثر من ذلك قد يدرس في مجالين في وقت واحد و في جامعتين مختلفتين وهو في هذا العمر الذي يصدرون لنا أنه سن مراهقة وطيش الشباب!!
ونحن نروج ذلك أو بيننا من يتعمد ترويجه..!! ومن المؤسف أنهم يجدون من يستمعون لهم ويرددون كالببغاوات دون فهم ولا إدراك لخطورة الأمر! …..الخ

ولذلك نضرب هذا الباطل بمثال حي، لازال بين أظهرنا من عاصره وعاش معه…إنه شاب غير مسار وإتجاه العالم كله وليس الإسلامي فقط.. بدعوته التي جدد فيها شباب الإسلام، إنه الشاب حسن البنا الذي لم يكن بدعا من البشر، بل سبقه من الشباب من القادة العظام الصحابي الجليل مصعب بن عمير، والصحابي الجليل سعد بن معاذ، والصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص، وغيرهم رضوان الله عليهم جميعا… ومن بعدهم رأينا عبد الرحمن الناصر و القيصر الفاتح السلطان (محمد الفاتح) الذي أذل الإمبراطورية البيزنطية وفتحها،وغيرهم كثير…

ولذلك أثبت هذا الأمر حديثا وأسسه عمليا وكتابة، وأثبت أن الإبداع كل الإبداع من الشباب وليس العكس، البناء وليس الهدم، القوة والفتوة و قوة التركيز وليس المراهقة والطيش!! كما يروج أعداء الاسلام،

فنجده أسس ذلك للشباب عمليا، فكان هو المسؤول الأول بنفسه والمشرف المباشر على (قسم الطلبة) وايضا على (الأشبال الصغار) ! لكي يستنهض هممهم ويخرج منهم كل مايملكون من طاقات للإصلاح، يؤكد هذا ما قاله الامام حسن البنا “في احدى رسائله للشباب:

أيها الشباب :
أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو ، وأصلى وأسلم على سيدنا محمد إمام المصلحين وسيد المجاهدين ، وعلى اله وصحبه والتابعين .

أيها الشباب :
إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها ، وتوفر الإخلاص في سبيلها ، وازدادت الحماسة لها ، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها . وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة : الإيمان ، والإخلاص ، والحماسة ، والعمل من خصائص الشباب . لان أساس الإيمان القلب الذكي ، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي ، وأساس الحماسة الشعور القوي ، وأساس العمل العزم الفتي ، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب . ومن هنا كان الشباب قديما وحديثا في كل أمة عماد نهضتها ، وفي كل نهضة سر قوتها ، وفي كل فكرة حامل رايتها ” إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى” الكهف .
ومن هنا كثرت واجباتكم ، ومن هنا عظمت تبعاتكم ، ومن هنا تضاعفت حقوق أمتكم عليكم ، ومن هنا ثقلت الأمانة في أعناقكم . ومن هنا وجب عليكم أن تفكروا طويلا ، وأن تعملوا كثيرا ، وأن تحددوا موقفكم ، وأن تتقدموا للإنقاذ ، وأن تعطوا الأمة حقا كاملا من هذا الشباب .

قد ينشأ الشاب في أمة وادعة هادئة ، قوي سلطانها واستبحر عمرانها ، فينصرف إلى نفسه أكثر مما ينصرف إلى أمته ، ويلهو ويعبث وهو هادئ النفس مرتاح الضمير . وقد ينشأ في أمة جاهدة عاملة قد استولى عليها غيرها ، واستبد بشؤنها خصمها فهي تجاهد ما استطاعت في سبيل استرداد الحق المسلوب ، والتراث المغصوب ، والحرية الضائعة والأمجاد الرفيعة ، والمثل العالية . وحينئذ يكون من أوجب الواجبات على هذا الشاب أن ينصرف إلى أمته أكثر مما ينصرف إلى نفسه . وهو إذ يفعل ذلك يفوز بالخير العاجل في ميدان النصر ، والخير الأجل من مثوبة الله . ولعل من حسن حظنا أن كنا من الفريق الثاني فتفتحت أعيننا على أمة دائبة الجهاد مستمرة الكفاح في سبيل الحق والحرية . واستعدوا يا رجال فما أقرب النصر للمؤمنين وما أعظم النجاح للعاملين الدائبين .

أيها الشباب :
لعل من أخطر النواحي في الأمة الناهضة – وهي في فجر نهضتها- اختلاق الدعوات ، واختلاط الصيحات ، وتعدد المناهج ، وتباين الخطط والطرائق ، وكثرة المتصدين للتزعم والقيادة . وكل ذلك تفريق في الجهود وتوزيع للقوى يتعذر معه الوصول إلى الغايات . ومن هنا كانت دراسة هذه الدعوات والموازنة بينها امرأ أساسيا لا بد منه لمن يريد الإصلاح
فجددوا أيها الشباب إيمانكم ، وحددوا غاياتكم وأهدافكم ، وأول القوة الإيمان ، ونتيجة هذا الإيمان الوحدة ، وعاقبة الوحدة النصر المؤزر المبين . فآمنوا وتآخوا واعملوا وترقبوا “وبشر المؤمنين ”
إن العالم كله حائر يضطرب وكل ما فيه من النظم قد عجز عن علاجه ولا دواء له إلا الإسلام فتقدموا باسم الله لإنقاذه ،الجميع في انتظار المنقذ ، ولن يكون المنقذ إلا رسالة الإسلام التي تحملون مشعلها وتبشرون بها .


إلى الأمة الحيرى على مفترق الطرق . . .
أيها الشباب . . أيها الهائم يبغي الحياة . .
أيها التائق لنصر الله .
أيها المقدم روحه بين يدي مولاه .
هنا الهداية والرشاد. .
هنا الحكمة والسداد . .
هنا نشوة البذل ولذة الجهاد.
فلتسارع إذن إلى الكتيبة الخرساء . . .
ولتعمل تحت راية سيد الأنبياء .
وليضمك معسكر ” الإخوان المسلمين ” .
حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله “

https://www.youtube.com/watch?v=vpnlQ1YmC8k


أيها الشباب :
على هذه القواعد الثابتة وإلى هذه التعاليم السامية ندعوكم جميعا . فإن آمنتم بفكرتنا ، واتبعتم خطواتنا ، وسلكتم معنا سبيل الإسلام الحنيف ، وتجردتم من كل فكرة سوى ذلك ، ووفقتم لعقيدتكم كل جهودكم فهو الخير لكم في الدنيا والآخرة،وسيحقق الله بكم إن شاء الله ما حقق بأسلافكم في العصر الأول ، وسيجد كل عامل صادق منكم في ميدان الإسلام ما يرضى همته ويستغرق نشاطه إذا كان من الصادقين .

و إن أبيتم إلا التذبذب والاضطراب ، والتردد بين الدعوات الحائرة والمناهج الفاشلة ، فإن كتيبة الله ستسير غير عابئة لقلة ولا بكثرة : ! وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم .

وبعد…
ان من يقرأ رسالة الشاب حسن البنا إلى الشباب ، يعلم أن الشباب هم أساس أمرين: إما معول البناء إذا نضج فكرهم وعرفوا قيمتهم وقيمة دينهم وفهموا المطلوب منهم ، أو أن يصبحوا معول الهدم في الأمة كما رأينا منذ قرون، كيف ضاعت أمتنا وضاع اغلب شبابها…..! ولاحولا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم….. ، منه العون وإليه المشتكى…
بعدما بينا قيمة الشباب وانه من الممكن ان يصبح بيننا ملايين الشباب الصالحين المصلحين البنائين، يعيدون للأمة مجدها كما حدث على يد الشاب حسن البنا حيث استطاع أن يعد (عشرة آلاف من الشباب المجاهدين الذين أذلوا الصهيانة في حرب “48”، وأذلوا الإنجليز كما سنرى فيما بعد، حتى ولوا هاربين من مصر بعد احتلال دام (سبعين سنة)..!! وكما رأينا ونرى اليوم الشباب المجاهد في فلسطين ….. الخ

ويكفينا فخرا هذا المثال الحي من الشباب الذين رباهم “الامام حسن البنا” وأحيا الله بهم الأمة: الامام المجاهد الشهيد باذن الله (فضيلة المرشد السابق “محمد مهدي عاكف “، والذي تربى في حضن الإخوان وهو ابن الثانية عشر من عمره، ولقي ربه وهوفي التسعين من عمره ،هذا الأسبوع شهيدا في نفس المستشفى التي خرج منها ايضا استاذه والمؤسس لجماعة الإخوان الامام البنا شهيدا..!!
وقد أخرج جثمان الامام الشهيد باذن الله عاكف رحمه الله ايضا من القصر العيني وربما قبيل الفجر شهيدا وشاهدا على أمة سلبية تركت دين ربها لمدة قرن من الزمان فأذلها الله !! وأعز من يعزون دينه فقط: يعيشون أسودا، ويموتون شهداءا مرفوعي الهامة، شامخين لاينحنون الا لخالقهم ومادون ذلك، فهم شوكة في أحلاق أعداء الامة… رحمهم الله جميعا… ،
والخلاصة أن الأمل بعد الله إنما هو في الشباب، وبعد أن بينا هذا الأمر… تعالوا لنرى كيف وضع الامام البنا قواعد الدعوة التي أعاد فيها صياغة قواعد للاسلام في شكل مبسط وكيف إستنبط قوانين من” القرآن والسنة”، سارت عليها جماعته في الدعوة أثناء وجوده وحتى اليوم…
*
انتظرونا في الحلقة القادمة ان شاء الله *

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى