لايف ستايل

الحب أمام أصعب اختباراته.. 6 نصائح لإنقاذ العلاقات في زمن الكورونا

البقاء في المنزل لمدة طويلة مهمة ليست سهلة، رغم أنها أهون بكثير من مهام أخرى، وبينما يستمتع الأزواج بدايةً بقضاء يومين من العمل بالمنزل -وربما في نفس الغرفة- لكن هذا الالتصاق الوجودي سرعان ما يحول الحقل الوردي للزواج إلى حقل مليء بالأشواك!

أوصت معظم حكومات الدول التي تفشى فيها فيروس كورونا المستحدث مواطنيها بالبقاء في المنزل، وأغلقت المتاجر والشركات لينتقل العمل إلى المنزل، لو أمكن ذلك.

فلنتخيل المشهد: الرجل جالس مقابل جهاز الكمبيوتر على مكتب صغير أو على طاولة السفرة، وزوجته بمكان ليس بعيداً، وربما أقل من 5 أمتار على طاولة أخرى.

ينقر الاثنان على لوحة المفاتيح، بينما يشارك كل منهما في اجتماعات على الهاتف، تتطلب الحديث بصوت عالٍ وواضح لا تقاطعه أصوات المنزل.

ماذا لو كان في الخلفية أصوات أولاد يلعبون ويصرخون أو يبكون؟!

نعم، انتصر الحب على معارضة الأهل والتحديات المالية ليتأسس منزل حميم، ولكنه الآن أمام معركة كبرى: هل ينتصر على ساكنيه؟

من طريقة تنظيف وتعقيم المنزل إلى ما ستتناوله العائلة على الغذاء، مروراً بتدريس الأطفال، يصبح كل قرار موضوعاً للنقاش والمفاوضات وأخيراً الخلاف.

كل منا يريد أن يكون لديه شعور بالسلطة على حياته وخياراته (معنى الاستقلال الذاتي)، لكن اختيار مشاركة حياته مع شخص آخر يعني أيضاً الموافقة على أخذ رغباته واحتياجاته وقيمه ومعتقداته بعين الاعتبار.

هذا الاختلاف يخلق التوتر بشكل طبيعي عندما تتعارض مشاعرنا أو جهات النظر حول ما هو مهم أو خطير.

لذا يجب أن نستعد نفسياً للتأثير المحتمل لفيروس كورونا على علاقاتنا، كجزء من أي خطة لمكافحة انتشار الفيروس.

وفيما يلي بعض أفضل الممارسات لإدارة العلاقات الزوجية في هذه الظروف الاستثنائية:

تعد أوقات القلق الشديد أرضاً خصبة لظهور مشاعر الإحباط والازدراء. يتجلى هذا في التعبير: “أنا على حق، أنت مخطئ”.

بينما تعتقد أن الجواب الصحيح قد يمنحك بعض الشعور بالتحكم في هذه الأوقات الفوضوية، إلا أنه مجرد وهم. ما ينتهي به فعلاً هو إيذاء علاقتك.

من الأسهل أن تكون عطوفاً تجاه شريك قلق من شريك غاضب، لذلك لا بأس لو أعربت عن مخاوفك وضعفك.

إذا لاحظتَ أنك أصبحت سريع الغضب فهذا يعني أن الوقت قد حان لإعطاء نفسك بعض الراحة التي تشتد الحاجة إليها، وفق ما قالت الطبيبة النفسية لورا كاسبر.

لا يجب أن تستغرق تهدئة الذات وقتاً طويلاً، يمكن أن يكون الأمر بسيطاً مثل أخذ بعض الأنفاس العميقة لتجنب أن تكون مزعجاً قبل أن تقول شيئاً لشريكك، أو الاستيقاظ مبكراً قبل أي شخص آخر للجلوس بهدوء قبل بدء يومك أو عدم قراءة أية أخبار تتعلق بفيروس كورونا المستجد.

عندما تشعر بالقلق، حاوِل وضع يدك على قلبك، وقل شيئاً لطيفاً لنفسك مثل “أنا هنا، وسأهتم بهذا الأمر”.

تخيل ما كنت ستقوله لصديق مقرب يمر بحالة سيئة. سيساعدك استحضار المشاعر والأفكار اللطيفة على جلب المزيد من الهدوء لشريكك أيضاً.

في المرة القادمة التي تميل فيها لإخبار شريكك بما يجب عليه فعله أو انتقاد ما فعله، تحدّث عن السلوكيات الملموسة التي تلاحظها وعن مشاعرك ورغباتك واحتياجاتك ومعتقداتك عنها.

بدلاً من أن تصرخ بوجهه “اغسل يديك”، جرِّب “أشعر بالتوتر لأنك تفاعلت مع شخص التوصيل. سأشعر براحة أكبر إذا كنت ستغسل يديك من فضلك قبل الاستمرار في تناول الغداء”.

قد يبدو الأمر متناقضاً مع حالة الإغلاق والانغلاق التي نعيشها، ولكن لا تزال هناك طرق لإعطاء مساحة للآخر جسدياً وعاطفياً.

أولاً يجب تخصيص الوقت الذي قد تحتاج فيه إلى هذه المساحة. قد يعني هذا ملاحظة الانزعاج أو التوتر أو التعب من قبل الآخر.

قد يكون الحل في بعض المشي أو الموافقة على عدم التحدث قبل العودة إلى محادثة صعبة، أو الاتصال بصديق أو فرد من العائلة، أو القيام بشيء بنفسك في المنزل، مثل قراءة كتاب أو العمل في مشروعك الخاص. 

من المهم أيضاً تخصيص بعض الوقت المخصص لاتصالكما معاً، خاصة أن العمل حاضر في كل لحظة، ومثله الأطفال.

إذا ركّزنا على الضغط اليومي طوال أيام الأسبوع، فإن الشحن العاطفي سيرتفع ليولّد الانفجار، لذا لا بد من بعض المرح. 

في أوقات الإجهاد لا توجد العديد من المواد الكيميائية الممتعة في أجسامنا، مثل الدوبامين والأوكسيتوسين. نحن بحاجة إلى القيام بنشاط ممتع لتوليد هذه المواد الكيميائية. 

أدخِل بعض الفكاهة في مناقشات الفيروسات التاجية مع شريكك لتقليل التوتر. تحدّث عن أي شيء سوى فيروس كورونا لبعض الوقت. ابدأ مشروعاً ممتعاً مع شريكك قمت بتأجيله، مثل البستنة أو قراءة كتاب أو إصلاحات منزلية مؤجلة.

يُعد الحديث عن الاختلافات في طريقة استجابتكما لفيروس كورونا التاجي خطوةً مهمة لإلغاء أي تعارض بينكما. 

استمع لوجهة نظر الشخص الآخر ليشعر أنك تفهم وتُقدّر هذا الاختلاف. لست مضطراً إلى الموافقة على الطريقة التي يرون بها الموقف، ولكن جعلهم يشعرون بأنهم مسموعون ومفهومون سيخلق المزيد من الانسجام في المنزل. 

لذا، فإن الحجر الصحي من فيروس كورونا في هذه الأوقات لا يقتصر على التعامل مع احتياجاتك الخاصة ومخاوفك، بل يتعلق بالعثور على طريقة للتعايش مع الشريك، والتعامل مع جميع احتياجاته ومخاوفه.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى