صحة

الصداع خلال فترة الدورة الشهرية قد يكون خطيراً.. تعرفي على أنواعه، وطرق علاجه

الحيض، فرصة شهرية للتعرّف على مدى قوة جسد الأنثى، لكن رغم ذلك تظل الدورة الشهرية رحلة مأساوية من الآلام والأوجاع والتقلّبات المزاجية، وأحياناً موعداً لنوبات الصداع المزمنة، إذ تعاني حوالي 60% من النساء من نوبات صداع نصفي أثناء فترة حيضهن في مرحلة ما من حياتهن.

إذا كنتِ تعانين من آلام في الرأس خلال هذا الوقت الخاص من الشهر، فأنتِ لستِ وحدك، لذلك نقدم لكِ بعض الطرق لعلاج هذا الصداع التي قدمها موقع Greatist الأمريكي لمحاولة تقليل آلام تلك الفترة الصعبة.

كما هو الحال مع معظم الأشياء المتعلّقة بفترة الحيض، تقع المسؤولية على عاتق الهرمونات. قبل الدورة الشهرية، ترتفع مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون. ثم، تنخفض تلك المستويات مسبّبة انهيار طبقة بطانة الرحم ليبدأ دم الحيض بالخروج تدريجياً.

قد يؤدي هذا الانخفاض في مستوى هرمون الإستروجين إلى حدوث نوبات صداع. وبينما تساعد وسائل منع الحمل بعض النساء في تقليل هذا الصداع المصاحب للدورة الشهرية لأنَّها تُنظّم هذه الدورة الهرمونية، لكنها تزيد من سوء هذا الصداع بالنسبة للكثيرات.

فإذا كنتِ تستخدمين وسيلة الحلقة المهبلية (NuvaRing) لمنع الحمل، ستكون نوبات الصداع أثناء فترة الحيض أكثر شيوعاً، لذلك ستكون هذه الوسيلة لمنع الحمل غير مناسبة لمن يعانين بالفعل من الصداع النصفي، لأنَّها في هذه الحالة تزيد من فرص الإصابة بجلطات الدم والصداع المستمر.

أما إذا كنتِ تستخدمين حبوب منع الحمل الهرمونية، فإنَّ تخطي الـ7 حبات الوهمية في العبوة والبدء على الفور في عبوة حبوب جديدة قد يساعدك أحياناً في التخلّص من الصداع المصاحب للدورة الشهرية، (غالباً لأنّ فعل ذلك سيؤدي إلى انقطاع دورتكِ الشهرية).

إذا لاحظت أنَّ نوبات الصداع قد ازدادت سوءاً بعد البدء في استخدام وسيلة هرمونية لمنع الحمل، يجب عليكِ التحدّث إلى طبيبك. قد تحتاجين إلى تغيير الحبوب أو وسيلة تنظيم النسل للحد من هذا الصداع.

على الرغم من أنَّ الهرمونات تُعد سبباً أساسياً لجميع حالات الصداع، التي تحدث أثناء فترة الحيض، ثمة 4 أنواع من هذه الآلام، التي تختلف عن بعضها في الأسباب وطريقة العلاج.

1- صداع المتلازمة السابقة للحيض (PMS)

الصداع يُعرف من عنوانه، إذ يحدث هذا النوع من الصداع قبل نزول دم الحيض، ويرجع ذلك جزئياً إلى التغيّرات الهرمونية وانخفاض مستوى هرمون السيروتونين.

قد تشعرين أيضاً، إلى جانب الصداع، ببعض التقلصات والتقلبات المزاجية والإرهاق الشديد والرغبة في التشاجر مع كل مَن حولك. عادةً ما يكون ألم هذا الصداع خفيفاً إلى معتدل ويمكن علاجه باستخدام مسكنات ألم متاحة بدون وصفة طبية.

لكن إذا كان هذا الصداع يجعلك تشعرين باكتئاب شديد أو صداع مروّع أو يعيقك عن أداء أنشطتك الحياتية، فقد تكونين مصابة بالاضطراب المزعج السابق للحيض (PMDD)، الذي تتشابه أعراضه مع المتلازمة السابقة للحيض ولكنها أكثر شدة، وفي هذه الحالة، يتعيّن عليكِ زيارة الطبيب.

 2- الصداع الهرموني

إذا كنتِ تعانين من الصداع في بداية الحيض، يُحتمل أن يكون صداعاً هرمونياً، إذ يبدأ رأسكِ في الشعور بالألم عندما ينخفض هرمون الإستروجين.

قد تشعرين كما لو أنَّ عصابة رأس ضيقة مشدودة حول جبينكِ أو إحساساً عاماً بالضغط داخل رأسك.

كما هو الحال مع معظم مشاكل فترة الحيض، قد تشعرين أيضاً بتقلصات وإرهاق وتقلبات مزاجية، إلى جانب مشكلتك الرئيسية المتمثلّة في هذا الصداع الهرموني. عادةً ما يكون ألم هذا النوع من الصداع خفيفاً إلى معتدل ويُعالج في أغلب الأحيان بعقاقير مسكنة مثل ibuprofen أو Tylenol.

3- الصداع النصفي الحيضي

يتطابق هذا النوع من الصداع تماماً مع الصداع الهرموني، عدا أنَّه أسوأ بكثير. على الرغم من أنَّ الصداع النصفي الحيضي له نفس أعراض الصداع النصفي العادي، لكنه لا يأتي مصحوباً باضطرابات بصرية أو تشوش في الرؤية، أو ما تُسمّى “أورة الصداع النصفي”.

على الرغم من أنَّ تلك الأعراض تحدث أيضاً بسبب انخفاض مستوى الهرمونات عند المرأة خلال فترة الحيض، لكن الصداع النصفي قد يكون مصحوباً بالغثيان والقيء والحساسية للضوء والقلق وآلام الرقبة.

لمعرفة ما إذا كان الصداع النصفي، الذي تشعرين به، حيضياً أم عادياً، تتبّعي أوقات شعورك به. إذا كنتِ تصابين بالصداع دائماً بالتزامن مع فترة حيضك، فإنَّه هرموني. إذا كان يأتي في أوقات عشوائية، قد لا يكون إذن مرتبطاً بالحيض.

عموماً، يُفضّل علاج الصداع النصفي مبكراً. لذا، ينبغي لكِ البدء في تناول أدوية الصداع النصفي قبل أيام قليلة من ميعاد دورتك الشهرية، هذه الأدوية قد لا تمنع إصابتكِ بالصداع النصفي، لكنها ستخفّف حدة الألم على الأقل.

4- صداع بسبب نقص الحديد

إذا جاء الصداع في نهاية دورتك الشهرية أو بعدها مباشرةً، فقد يكون ناجماً عن نقص الحديد. وعندما تفقد المرأة بعض مخزون الحديد في جسدها خلال فترة الحيض، وقد يؤدي ذلك إلى إصابة بعض النساء بحالة بسيطة من فقر الدم (الأنيميا).

إذ وجدت دراسة أنَّ انخفاض مستويات الحديد في الدم قد يتسبّب في حدوث الصداع النصفي. لذا، تواجه المرأة خطر الإصابة بنوبات صداع شديدة في نهاية الدورة الشهرية، عندما يصل الحديد إلى أدنى مستوى له.

قد تأتي هذه الآلام الناجمة عن نقص الحديد في شكل صداع أو كسل ودوار وبرودة في الأيدي والأقدام.

لكن عليك استشارة الطبيب قبل البدء في تناول مكملات الحديد للتأكّد من أنَّ نقص الحديد هو سبب ما تشعرين به من ألم، لأنَّ تناول الكثير من أقراص الحديد يؤدي إلى عدة مشكلات صحية.

أليس من الرائع وجود شيء سهل يساعدكِ في التخلّص من جميع أعراض فترة الحيض المزعجة؟ بالتأكيد، سيكون أمراً رائعاً، لكنّه للأسف غير موجود. ومع ذلك، ثمة بعض الطرق لتخفيف الألم.

مساعدة باستخدام الأدوية

تعتبر مسكنات الألم الملاذ الأول للتخلّص من هذا الصداع المُروّع المصاحب لفترة حيضك، ومن أفضل الخيارات لذلك: مضادات الالتهاب اللاستيرويدية والأسبرين والباراسيتامول، أما إذا كنتِ تعانين من نوبات الصداع النصفي، فيمكتك استخدام أدوية التريبتانات، لكن من الأفضل استشارة طبيبك، فقد يقترح تجربة العلاج الهرموني بالإستروجين للمساعدة في التخفيف من حدة الصداع المصاحب للدورة الشهرية.

مساعدة بدون استخدام الأدوية

إذا كنتِ لا ترغبين في تناول أدوية أو أخذت بالفعل ما يكفي لتخفيف التقلصات، إليكِ بعض العلاجات المنزلية تستطيعين تجربتها.

الكافيين: قد يساعد تناول المشروبات والأطعمة الغنية بمادة الكافيين في علاج الصداع. لكن، لا تبدئي يومك بشرب إناء من القهوة صباحاً. فقط كمية صغيرة من الكافيين تفي بالغرض لأنَّ الإفراط في شرب الكافيين قد يزيد الأمور سوءاً. أفضل شيء هو تناول كوب من القهوة أو بعض قطع الشوكولاتة، ثمَّ استكشاف ما إذا كان ذلك يساعد في تخفيف الألم. 

الترطيب: احرصي على شرب الكثير من الماء عندما تصابين بالصداع. يزداد ألم الصداع سوءاً في بعض الأحيان بسبب الجفاف البسيط، لذا فإنَّ شرب كوب من عصير الفواكه الطازجة قد يمنحك راحة من الألم.

النوم: حاولي الالتزام بمواعيد نوم مُحدّدة حتى لا تنامي أكثر مما ينبغي أو أقل مما ينبغي أثناء فترة حيضك، إذ يساعد النوم الجيد ليلاً في تخفيف التوتر في جسدك ورأسك.

الاسترخاء: قد تساعد ممارسة التأمل أو غيرها من تقنيات الاسترخاء في تخفيف الضغط الناتج عن صداع الدورة الشهرية وتسكين الألم نفسه. جرّبي تطبيقات ممارسة التأمل أو فقط استلقي بهدوء لبضع دقائق وركّزي على التنفس. ستساعد عضلاتكِ المسترخية مع زيادة استنشاق الأكسجين على تسكين آلام رأسكِ.

تشعرين بالتوتر بسبب زيارة الطبيب ودفع رسوم للشكوى من آلام الدورة الشهرية ليكتفي بالرد عليكِ قائلاً: “إنَّها جزء من طبيعة الأنثى”.

إليكِ هذه النصيحة لتجنّب زيارة غير ضرورية: إذا كان صداع فترة حيضك طفيفاً، لن يستطيع الطبيب على الأرجح فعل الكثير للمساعدة. لكن، إذا كنتِ تعانين من غثيان وقيء أو يتعذر عليكِ الذهاب إلى العمل بسبب الألم الشديد، فأنتِ حينذاك بحاجة إلى زيارة طبيبك. 

قد يكون هذا الصداع ناجماً عن سبب آخر أكثر خطورة. حتى لو كان مجرّد صداع حيض، سيكون الطبيب قادراً على وصف شيء ما يعالج تلك الأعراض الشديدة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى