كتاب وادباء

الصراع قادم……….

  • الصراع قادم……….

    بقلم الكاتب 

    حاتم غريب

    حاتم غريب ———— 

    اخيرا انقشع الضباب الذى حجب الرؤيا عن اعيننا طويلا وباتت الرؤيا واضحة جلية شفافة لمن اراد ان يبصر ويعقل ويرى الامور على حقيقتها فلم يعد من الممكن الان محاولة اخفاء الحقائق او طمس الشواهد التى نراها امام اعيننا والدلائل القوية التى تشير الى ان هناك صراع قادم لامحالة بين الاسلام واليهودية والنصرانية ومعتنقى المذهب الشيعى وهو امر لم يعد يخفى على احد وبدأت كل الدلائل تشير الى ذلك بالفعل فى امريكا واوروبا واسيا ومنطقة الشرق الاوسط التى باتت ساحة للتجارب والصراعات خلال السنوات الماضية بدأتها امريكا بحرب الخليج الاولى والثانية وفى اسيا كذلك حرب افغانستان ومازالت تلك الصراعات قائمة حتى الان وان خفت حدتها بعض الشىء لكنها مستمرة لم تخمد نيرانها بعد.

    فالعالم الان يمر بمنعطف خطير ربما يعيد تشكيل مناطق عدة فى العالم بعد تدخلات عسكرية ستؤدى الى حروب وصرعات على نطاق اوسع واشمل ولا استبعد قيام حرب عالمية ثالثة سيكون للصراع الدينى والعقائدى فضل كبير فى نزع فتيلها وسيكون عدد الضحايا اكثر بكثير من ضحايا الحربين العالميتين السابقتين….فعلى الصعيد الاقليمى وفى منطقة الشرق الاوسط تحديدا بدأت تتعالى نعرات الحروب مبررين ذلك بتنامى ظاهرة الارهاب فى المنطقة وينسبون تلك الظاهرة الى التيارات الاسلامية سنية المذهب تحديدا وتغاضوا واغمضوا اعينهم عما يكنه اصحاب المذهب الشيعى من عداء وكراهية وحقد للمسلمين السنة وقد تزعمت دول خليجية مثل السعودية والامارات والكويت والبحرين هذه الحرب المعلنة على التيارات الاسلامية السنية فى المنطقة واهمهم جماعة الاخوان المسلمين الذين يعدون منارة الاسلام الوسطى المعتدل ورمانة الميزان فى المنطقة لمواجهة التطرف والزحف الشيعى الذى بدأ زحفه بالفعل بعد ان استولى على السلطة فى اليمن وأصبح قاب قوسين او ادنى من دول الخليج التى ارتكبت خطأ فادح لايغتفر بدخولها فى مواجهة مع التيار السنى فى المنطقة وهى احوج ماتكون اليه الان.

    وعلى الصعيد الاخر فهناك امريكا وكثير من الدول الاوروبية اضافة الى اسرائيل فقد بدأت هذه الدول تستشعر خطر الاسلام السنى على حد زعمها وبدأت حملة اعلامية ترويجية شرسة ضد اصحاب هذا المذهب ووصفهم بالعنف والارهاب وساعدهم فى ذلك عملائهم من الحكام فى المنطقة العربية فى مصر وسوريا والعراق واليمن وليبيا وتولد عن ذلك حروب ابادة ضد المسلمين فى دول عدة فى القارة الافريقية والاسيوية مثل افريقيا الوسطى وبورما ومصر والعراق وسوريا وهو ماكان له الفضل الاكبر فى ظهور كيانات وجماعات اسلامية تدافع عن الاسلام والمسلمين من هذا الاضطهاد الدينى والعرقى الغير مبرر على الاطلاق وتلفظة الديانات السماوية جميعا فكان تنظيم الدولة الاسلامية وانصار بيت المقدس وداعش وان كنت اشك فى الاخيرة بعض الشىء وربما ستظهر كيانات اخرى خلال الايام والسنوات القادمة اذا استمر الوضع على مانحن عليه الان وسيؤدى فى النهاية الى المواجهة الحاسمة التى لامفر منها.

    ربما يعتقد الكثيرين ان هذا الصراع بدأ الاعداد له مؤخرا وعلى وجه التحديد بعد ثورات الربيع العربى وتصدر التيارات الاسلامية السنية للمشهد السياسى لكن الحقيقة تعود الى الوراء قليلا وعلى وجه التحديد بعد انهيار الاتحاد السوفيتى فى اوائل تسعينيات القرن الماضى وانفراد امريكا بتسيد العالم كقطب اوحد بعد تفكك عدوها اللدود الشيوعية فبدأت فى البحث عن عدو اخر وان اختلقته بنفسها لتتمكن من ابتزاز العالم واحكام السيطرة عليه واخافته بزعم الارهاب الدولى الذى سوف يجتاح العالم ولانها دولة نصرانية فلم تجد امامها سوى الاسلام والمسلمين كى تتخذ منهم عدوا جديدا تستطيع من خلاله التوغل داخل مناطق ودول عديدة للاستفادة من ثرواتها واشعال صرعات داخلية تحت زعم الارهاب مما سيؤدى الى حدوث رواج فى سوق الاسلحة لديها وتمكنت من زرع عملاء لها بالمنطقة مكنت الكثيرين منهم من الوصول الى كرسى السلطة لتضمن لنفسها التواجد الدائم بالمنطقة والحفاظ على مصالحها هناك وكذا وهو الاهم ضمان حماية ابنتها المدللة اسرائيل وهو ماحدث ويحدث الان بالفعل.

    لكن اهم مايلفت النظر هو التقارب الشيعى النصرانى المتمثل فى ايران وامريكا مؤخرا رغم الازمة التى استمرت بينهم منذ سنوات بسبب البرنامج النووى الايرانى وما قد ينجم عنه من تهديد للمنطقة وخاصة اسرائيل والتى سبق لها وان ضربت مفاعلا نوويا ايرانيا من قبل ومفاعل عراقى ايضا وهذا التقارب يثير العديد من التساؤلات والشكوك حول مصداقيته واهدافه وان اجتمعا على كراهيتهم لاسلام السنى الوسطى وربما كان ذلك من اهم اسباب هذا التقارب وهو بلا شك سيكون مصدر تهديد وخطر على المنطقة بكاملها واشد خطرا على دول الخليج التى يعتنق الكثير من مواطنيها الفكر والمذهب الشيعى خاصة البحرين والامارات والمنطقة الشرقية للسعودية وربما كان هذا احد الاسباب التى دفعت المملكة السعودية لانشاء تقارب سنى مع تركيا وقطر لمواجهة التمدد الشيعى الذى اصبح يقف على ابوابها عند مدخل اليمن.

    لم يكن من الافضل على العالم ونحن فى بدايات القرن الحادى والعشرين ان يعادى الاسلام والمسلمين الذين يبلغ عددهم المليار ونصف على الاقل وكان من الافضل له ان يفكر كثيرا قبل ان يقدم على هذه الخطوة الخطيرة التى يمكن لها ان تعيد العالم الى الوراء حيث عصور الجاهلية والظلام فالمسلمين ليسوا ضعفاء كما يظنون وان بدى ذلك فى الظاهر بسبب حكامهم الخونة العملاء فالمسلم الحق يمكن له ان يتحمل الجوع والعطش والفقر والمرض وتقييد حريته لكنه ابدا لايمكنه ان يتحمل اهانة دينه ونبيه وعقيدته مهما كانت الدوافع والاسباب وقتها سترون رجالا اسودا يلقون حتفهم فى سبيل الله فتاج عقيدة المسلم هو الجهاد فى سبيله وانتم لاتعرفون معناه ولايوجد فى معتقداتكم…..فاحذروا غضبة المسلم والا فان الصراع قادم قادم وانتم الخاسرون لانكم اشد حرصا على الحياة اما المسلم فيرجو حياة اخرى عند مليك مقتدر.

    ………../حاتم غريب

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى