اخبار إضافيةاخبار المنظمةالأرشيف

“الهجرة النبوية الفتح الاول في الاسلام”

بقلم الكاتب
محمد المصرى التركى
*رابعا* “التخطيط البشري والتدبير الإلهي”*الحلقة الثانية *
 كيف خطط رسول الله صلى الله عليه وسلم للهجرة؟
و كيف كان تدبير الله سبحانه؟
 الرسول بشر همه تبليغ الدعوة للعالم أجمع وليس لمكة فقط، أو للعرب فقط، بل لكل الخلق إنسهم وجنهم،  ولذلك كان رده على عمه: “والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ماتركته !!
لماذا يارسول الله ؟
لسبب واحد فقط : حتى يظهره الله أو أهلك دونه!! فهمه الأول والأخير: أن يبلغ دعوة ربه ويظهر الله دينه على العالمين، فلما بلغت الدعوة مرحلة الجمود خاصة بعد موت “عمه أبي طالب” كان لابد وأن يبحث عن أرض خصبة فقد تجمدت الدعوة في مكة وأصبح الأمر على المحك لامحالة و لابد أن يظهر فريق على فريق..!!
 ولكن لابد أولا من إيجاد موطن تقام فيه دولة يحكمها الإسلام وتكون قاعدة لتبليغ دعوة الله بحرية وبقوة أيضا، وهذا ما ضل يبحث عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فعرض نفسه على كل القبائل المحيطة، و ليس يخفى ما لاقاه في الطائف فداه أبي وأمي ، لكن هذه المحاولات لم تنجح و هو ليس مسؤولا عن النتيجة ، فقط عليه التبليغ بالحكمة والموعظة الحسنة:  “إن عليك إلا البلاغ” ، “فذكر إن نفعت الذكرى” ، “إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر
هنا ومع نفاذ الأسباب يتدخل المسبب” الله سبحانه” وكان الأمر بأول ست نفر من الأوس، قد قذف الله في قلوبهم جميعا الهداية وعرضوا على الرسول الهجرة إليهم من أول إسلامهم! الله اكبر… إنه تدبير الخالق، وكان ماتعرفونه في العام التالي

 وهنا بدأت الخطة والتجهيز” لدار الإسلام ” فبعث معهم أول سفير في الإسلام،الصحابي الجليل الشاب “مصعب بن عمير”رضي الله عنه، ولنلحظ هنا: إن أول من أسلموا شباب.. وأول سفير لدار الهجرة لتجهيزها للدعوة شاب أيضا.. وسوف يبرز دائما دور الشباب على طول الخط!
فنصر الدين إنما يكون بالشباب :اللهم أصلح شباب امتنا..وكان التوفيق من الله لمصعب بن عمير، فعاد و معه جمع كبير في العام التالي، وتمت بيعة العقبة الكبرى ،والتي بدأ بعدها تكليف الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم بالهجرة، وبذلك نكتشف أن بناء أول دار للإسلام بدأ قبلها بسنوات وبتخطيط محكم ، فكان الإجتهاد من الرسول والتدبير والإختيار من الله.. ولكن بعد نفاذ السبب من عرض الرسول نفسه قدر طاقته على من يناصره، فكان الرد بالرفض تارة و بالسخرية تارة و بالإيذاء تارة أخرى..!!
 فأرسل الله لرسوله رجال الأوس الست، خذ يا محمد.. لاتحزن.. هؤلاء هم الأنصارالحقيقيون الذين يفدونك ويفدون دين الله بكل مايملكون، ويطلبونك إليهم تحكمهم وتقودهم مع المهاجرين، لتبلغ دعوة ربك على عينه سبحانه، فلا تحزن إنها طلاقة القدرة!
*خامسا* إذا إنقطع السبب تدخل مسبب الأسباب!
ولذلك إذا أخذت بالأسباب مع توكلك على الله فلا تحزن ” إعقلها وتوكل ” ، وهو أبلغ وأعلى درجات الإيمان واليقين أن تأخذ بالسبب بتخطيط محكم وتترك النتائج للمسبب سبحانه، فهو المدبر وهو المقدر “إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون
الشاهد على ذلك: نذكر عدة مواقف ندلل بها ونبدأ “ببيعة العقبة الكبرى ” التي تمت في تكتم وفي سرية كاملة، ولكن وصل الخبر لقريش، هنا إنقطع عمل البشر ويوكل الأمر لرب البشر، أعمى الله قريشا رغم وصول الخبر إليهم..!! ولم يتيقنوا من الأمر إلا بعد رحيل الأنصار..!!  “إنها طلاقة القدرة ولاعجب!
ثم ماذا؟
إجتمع المشركون في دار الندوة وأخذوا قرارهم بالفكرة الشيطانية لأبي جهل..!! و يأتي جبريل عليه السلام: لا تبت في فراشك الليلة يا محمد… ويتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن يصل المكلفون بقتل الرسول قبل مغادرته البيت! هنا إنقطع السبب و يتدخل المسبب، فيخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم محاوطون لداره، ليس ذلك فحسب! بل ويضع على رؤوسهم التراب! في رسالة مهينة لمن يعقل: أنتم لاتحاربون شخص محمد، بل تحاربون دعوة الله التي أذن الله بخروج نورها للعالمين، أفلا تعقلون؟!
ثم ماذا؟
 ثم يتم التخطيط المحكم بطمس الأثر وبجمع الأخبار للرسول أولا بأول، وتوصيل الطعام ، فهل نجح عامر بن فهيرة رضي الله عنه في طمس الأثر؟
كلا كلا.. بل تفوق المشركون ووصلو الى غار ثور! والرسول أمامهم..!!
 ماالحيلة الآن؟:
 “لو نظر احدهم تحت قدميه لرآنا” يقول الصديق
_ الرد: “مابالك بإثنين الله ثالثهما
 رد اليقين الكامل في الله سبحانه، ماهي النتيجة إذن؟
يعمي الله أبصارهم ويذهب عقولهم مرة أخرى! استنفذ السبب مع التخطيط المحكم.. لاتحزن فأنت تعمل مع المسبب الله رب العالمين..
ثم يكون الدليل لدار الهجرة من المشركين! أمر آخر: سراقة ، بعد كل هذا.. يرى الرسول وصاحبه ويدركهما يريد الجائزة، فتغور قدما فرسه في الرمال مرتين أو ثلاثة فيطلب الأمان !! بعد أن كان ذاهبا للقبض على الرسول وصاحبه حيين أوميتين..!! فإذا به يستنجد برسول الله!! لقد خرج خلفهما مطاردا و رجع مسلما مخذلا عن رسول الله ومعه وعد بسواري كسرى!
الرسول يعد سراقة بسواري كسرى ولاعجب! ولكن كيف يصدق سراقة ويقبل؟
الجواب: لقدرأى سراقة معجزة بنفسه تكررت معه هو، فكيف لايصدق..!!
 مانخلص إليه من هذا العنصر: إذا أخذت بكل الأسباب فلا تقلق ولاتحزن فأنت في معية الله مسبب الأسباب من بيده مقاليد الأمور، وهي درجة من وصل إليها قلبا وقالبا أصبح عبدا ربانيا، لايهمه ولايشغله إلا الله، و لا يرى أمامه إلا الله وحده، ولايبتغي إلا رضا الله وحده و هو غايته وفقط……. الخ
**سادسا**اليهود العامل الأول والأساسي في تهيئ دار الإسلام الاولى أو دار الهجرة أوقاعدة إنطلاق دعوة الإسلام للعالمين!
كيف ذلك وهم ألد أعداء الدعوة؟
إنه الإعجاز الإلهي..!! لقد ضل اليهود يتوعدون الأوس والخزرج بنبي آخر الزمان.. فهو مذكور عندهم في التوراة وينتظرون أن يكون منهم! وضلوا يهددون الأوس والخزرج، يقولون : إنه سيبعث نبي في آخر الزمان نقتلكم معه قتل عاد وإرم..!!
 فكان أول من دعى لدعوة الإسلام وجعل الأوس والخزرج يستشرفون لهذا النبي، هم اليهود! فلما تقابل الست نفر منهم، أول شيء فعلوه أن سارعوا للدخول في الإسلام، بل وعادوا دعاة لله و لدين الله، وفوق ذلك هيئوا المدينة لتكون دار إنطلاق لدولة الاسلام، وبذلك يكون اليهود أول من هيئ دار الهجرة لرسول الله! إنه تدبير الله لمن يتدبر و لاعجب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى