آخر الأخبارتقارير وملفات

الي متي الصمت يا شعب ؟

فى الصميم من الخبير الإقتصادى والسياسى

محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

اتعحب من رد فعل الشعب المصري السلبي تجاه النظام ، فعندما علم بفساده ونفاقه وكذبه المتواصل ، ظننت ان الانفجار سيكون حتميا خاصة أن الاوضاع الاقتصادية في انهيار مستمر دون توقف .
ومنذ ان رضخ النظام لاملاءات صندوق النقد للحصول علي قرض بقيمة 3مليار دولار والانهيار في قيمة العملة لم يتوقف ، انهيار لم يتوقعه أشد المتشائمين .

فعندما يتم تداول الدولار مقابل الجنية في البنوك المصرية ب27جنيها وفي السوق الموازية بأكثر من 30جنيها فهذا يعني خسارة فادحة في القوة الشرائية للجنية وبالتالي خسارة المصريين لوداءعهم بنفس قيمة خسارة الجنية امام الدولار .

العجز الحاصل في الدولار داخل البنوك وعدم قدرة البنك المركزي علي توفير العملة للمستورين
وأصحاب المصانع ادي الي توقف العديد منها عن النشاط ولم يقتصر الأمر عند المصانع بل امتد الي النشاط الزراعي والحيواني الذي يعتمد علي مدخلات انتاجة عبر الاستيراد من أوروبا وامريكا خاصة الاعلاف والأدوية البيطرية واللقاحات المختلفة .
ان الازمة اليوم تزداد سوءا ساعة بعد اخري وليس عام بعد آخر ،كما كان في السنوات التسعة المنصرمة، فالعبث بحياة المصريين مستمر والنقص الحاد في السلع مستمر وارتفاع الاسعار لم يتوقف حتي وصل الأمر الي عودة طوابير المواطنين امام المخابز من جديد ونقص في وزن الرغيف وارتفاع سعره الي 150قرشا بعدما كان متاح للجميع وبمواصفات افضل وبسعر 5 قروش فقط قبل الانقلاب العسكري عام 2013.

الفشل وسوء الادارة والفساد تفشي في مصر ولم يعد هناك محرمات لدي هذا النظام فهو تنازل عن الأرض” تيران وصنافير ” مقابل الحصول علي المال من السعودية ” 16 مليار دولار “ لكن هاته الأموال ذهبت في حسابه الخاص خارج البلاد كغيرها من الأموال التي سبق وحصل عليها من دول الخليج عقب الانقلاب كدعم مباشر للانقلابيين والقضاء علي التجربة الديمقراطية .

وامتدت يد الطاغية وأعوانه الي أصول الشعب فباع الشركات الأكثر ربحا والأكثر افاده للاقتصاد المصري ومنها ابوقير للاسمدة والاسكندرية للحاويات وشركات الادوية والمعامل وبعض المستشفيات وكذالك البنوك ، والعرض مستمر لبيع المزيد من أصول البلاد كالمواني والجزر النيلية .
لا انسي عندما وقف هذا المنقلب يعاير الشعب المصري بالفقر” انتم فقرا اوي “ ويطالب المصريين بالحد من الاستهلاك وتحديد النسل مدعيا ان سبب التدهور في أحوال العباد نتيجة الزيادة السكانية عام بعد آخر، وفي حقيقةالامر ان النهب المنظم لخيرات البلاد والتفريط في ثرواتها هو السبب الأول لما وصلت اليه أحوال العباد ،

تبجح الفاشل أمام الملايين وقالها دون حياء ” اه عندي قصور وحبني قصور “من أين ؟ وكنت بالأمس تقول انتم فقرا قوي … وتطالب الشعب بالتبرع بجنية ” صبح علي مصر بجنية من موبايلك “

الواقع الذي تعيش البلاد اليوم لم اشاهده منذ أن وعيت الدنيا ، لقد عايشت ثورة الخبز في 17,18 يناير 1977 ورايت الالاف يهتفون ضد السادات والحكومة بسبب شروعها في رفع سعر الرغيف من 5 مليمات الي 10مليمات ..انفجار شعبي ضد قرارات غير مدروسة ادت الي اندلاع ثورة شعبية لم تهدأ الا بعد اقالة وزير الاقتصاد ” عبد المنعم القيسوني” وتم تجميد قرار رفع الاسعار بعدما استمرت الاضطرابات اسابيع في كافة محافظات مصر .

اليوم بعدما تدهورت الأحوال في كافة قطاعات الدولة وسوء الخدمات وارتفاع التضخم والدين العام بشكل يهدد البلاد بالافلاس ، لم اري من الشعب المصري سوي الصمت !
فمتي ينتفض الملايين لانتزاع حقوقهم المشروعة في العيش بحرية وكرامة ومحاسبة المفسدين والمرتشين ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى