صحة

تنام أكثر من المعتاد لكنك تستيقظ مثل الزومبي؟ لا تقلق، ليس كورونا، هناك سبب آخر

في ظل الحجر المنزلي وغياب التحركات اليومية، تستطيع الحصول على 8 ساعات من النوم كل ليلة للمرة الأولى منذ تخرجك من الجامعة تقريباً، ومع ذلك تستيقظ كل صباح وأنت تبدو مثل الزومبي، والأسوأ من ذلك أنك تعرف أنَّ الشعور بالتعب هو أحد أعراض فيروس كورونا المستجد، ما يجعلك تتشكك ما إذا كانت صحتك جيدة ما يزيد من القلق وبالتالي التعب الجسدي، وقد وجد الأطباء تفسيراً لذلك الإرهاق، فمشاكل النوم المرتبطة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) قد تكون ذات صلة فعلياً بصدمة نفسية.

إذ فسر الأطباء نيكول تانغ، وسيلفا باتيل، وهاربيندر ساندو، الباحثون في جامعة وارويك البريطانية، السبب في رسالة إلكترونية لمجلة Bustle الأمريكية، ورد فيها: “في مثل هذه الأوقات التي تسود فيها حالة من عدم اليقين، قد يشعر الكثير من الناس بالخوف أو القلق إزاء أشياء خارجة عن إرادتهم، وهذا القلق والتوتر يمكن أن يسهم في الشعور بالتعب، وهو ما قد يتفاقم نتيجة الوضع الحالي. كما يمكن أن يؤثر الإفراط في التفكير والخوف والحزن، وكذلك تعطيل نظام حياتنا اليومية، في جودة نومك وبالتالي طاقتك في اليوم التالي”.

من المعروف أن الإرهاق رد فعل جسدي معروف للأحداث المؤلمة، سواء كانت صدمات مفاجئة أو تغييرات طويلة الأمد مثل تلك التي نمر بها حالياً. إذ تشير الكلية الملكية للأطباء النفسيين في المملكة المتحدة إلى أنه أثناء المرور بتجربة مؤلمة من أي نوع وبعدها، قد يواجه الشخص اضطرابات في النوم وضعف التركيز والذاكرة وضبابية الدماغ.

لذلك يمكننا أن نقول إن مزاجنا ونومنا يستجيبان لشعورنا بالقلق ومستويات التوتر. إذا لم ننَم جيداً في الليل، فمن المفهوم لماذا نشعر بالتعب أثناء النهار. والنوم الجيد لا يعني عدد الساعات فقط، لأن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أو القلق والتفكير الزائد يعانون من الإرهاق واضطرابات النوم.

أشار بحث لشبكة JAMA أجري على عدد من المصابين في فبراير/شباط 2020، إلى أنَّ 98% من المرضى يعانون من الحمى، وما بين 79 و82% يعانون من السعال الجاف، و11 إلى 44% يعانون من التعب. 

كما أصدر المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها (ECDC) إرشادات في 12 مارس/آذار تصف التعب بأنه ثالث أكثر أعراض الفيروس شيوعاً، ويحدث في 38% من الحالات التي تأكد معملياً إصابتها بفيروس كورونا المستجد، بينما تحدث الحمى بنسبة 88% والسعال الجاف بنسبة 68%.

لكن نطمئنك بخصوص تعبك وإرهاقك اليومي، فلا علاقة له بالتعب الناجم عن الإصابة بالفيروس المستجد، فالمصابون بالفيروس لا يشعرون بالتعب وحده دون أعراض أخرى تصاحبه مثل السعال أو الحمى، أما إذا كان التعب وحده فهناك احتمال قوي بأنك متوتر نفسياً، وغير مصاب بـ “كوفيد-19”. 

يقول الخبراء إنَّ أفضل طريقة للتعامل مع هذا النقص في الطاقة هي الانتظار ومعرفة ما إذا كنت تعاني من أعراض أخرى لفيروس كورونا المستجد، وفي الوقت نفسه محاولة التعامل مع الضغط النفسي. 

كذلك عليك أن تبقى على تواصل بالناس، إذ يشير باحثو جامعة وارويك إلى أنَّ العزلة يمكن أن تساهم في تأجيج هذا الشعور، لذا من المهم البقاء على اتصال مع الآخرين باستخدام تطبيقات Facetime أو Zoom أو Houseparty إذا أمكنك ذلك. 

ولا بأس بأن تحدد أهدافاً صغيرة وقابلة للتحقيق لتزيد نشاطك اليومي وتقلل الإرهاق، لكن لا تبالغ في وضع الأهداف حتى لا تزيد من التوتر والقلق، والتعب بالتبعية. 

أيضاً، حاول الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي قدر الإمكان، وقَصّر الاطلاع على الأخبار عن كورونا، فيكفيك متابعتها دفعة واحدة مرة أو مرتين يومياً، حتى لا تعيش يومك كله في قلق مستمر.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى