الأرشيفتقارير وملفات

حميدتي تاجر الجمال عميل السعودية والإمارات والسيسى وصل جدة مساء الخميس وقابل محمد بن سلمان “المنشار”ليتلقى التعليمات والأموال للقضاء على الثورة السودانية

بقلم الخبير السياسى والمحلل الإقتصادى

دكتور صلاح الدوبى

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

رئيس اتحاد الشعب المصرى

“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”

يعد محمد حمدان دقلو «حميدتي»، قائد قوات الدعم السريع ،التي بثَّت الرعب بإقليم دارفور، من الناحية الرسمية هو الرجل الثاني في سُلم قيادة الحكومة السودانية حالياً، لكنَّه يخبر الدبلوماسيين الأجانب بأنَّ الإطاحة بالبشير كانت فكرته هو. وتولى حميدتي مركز الصدارة في التفاوض مع المدنيين.

كما أن حميدتي مقرب من حكومتي أبوظبي والرياض، وكانت أول زيارة خارجية له منذ تعيينه نائباً لرئيس المجلس العسكري في السودان، هي للسعودية، حيث ذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد محمد بن سلمان اجتمع مع حميدتي، مساء الخميس 24 مايو/أيار 2019.

وبحسب تقارير إعلامية، فقد تركزت المباحثات بين الرجلين على بقاء القوات السودانية المشارِكة ضمن التحالف العربي باليمن، مقابل دعم المملكة للسلطات الجديدة في السودان بكل السبل.

وبحسب ما نقلته وكالة «سونا» السودانية الرسمية، فقد أكد حميدتي في المقابل بقاء قوات بلاده المشارِكة ضمن التحالف العربي باليمن «حتى تحقق أهدافها».

إلى ذلك، توجد تقديرات استخباراتية مختلفة لحكم قوات حميدتي، فتقول بعض الدول إنَّ حميدتي لديه 20 ألف جندي إجمالاً، يوجد بضعة آلاف منهم في العاصمة الخرطوم. وتقول دول أخرى إنَّ حميدتي لديه 20 ألفاً متمركزين في الخرطوم وحدها، وعشرات آلاف آخرين في دارفور ويقاتلون باليمن لمصلحة السعودية والإمارات.

وأيّاً كان الرقم الحقيقي، فإنَّ جنود حميدتي مُسلَّحون جيداً في أنحاء الخرطوم ولديهم مجموعات من القذائف الصاروخية المحمولة على ظهر الشاحنات.

المجلس العسكري يرفض حتى تقاسم السلطة

المجلس العسكري أراد الاحتفاظ بالسيطرة، بل رفض حتى مقترحاً من المدنيين يقضي بتأسيس مجلسٍ يضم عدداً متساوياً من الشخصيات المدنية والعسكرية».

ومن جانبه يرى كاميرون هدسون، الباحث بالمجلس الأطلسي، أن «المجلس العسكري تعلَّم في عهد البشير كيف يقضي وقتاً طويلاً يجادل في التفاصيل الدقيقة ويُبقي الناس يدورون في حلقات؛ وهو ما يؤدي إلى إضعاف المعارضة لنفسها».

حميدتي “سيسى” السودان الجديد وأموال السعودية والإمارات تنهال داخل جيوبه

تراهن السعودية والإمارات، على دور كبير لنائب رئيس المجلس العسكري في السودان “محمد حمدان دقلو”، الشهير بـ”حميدتي”، لتكرار تجربة الانقلاب الذي قاده “عبدالفتاح السيسي”.

وحسب مركز “بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية”، التابع لجامعة “باريلان”، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، فإن الرياض وأبوظبي تخططان لأن يلعب “حميدتي” دور “سيسي السودان”.

وفي ورقة جديدة للمركز، فإن نظامي الحكم في السعودية والإمارات يراهنان على توظيف الطموح السياسي القوي لـ”حميدتي”، الذي يتجاوز بكثير طموح رئيس المجلس “عبدالفتاح البرهان”.

وحسب المصادر الدبلوماسية الغربية، التي يقتبسها المركز، فإن الطموح السياسي لـ”حميدتي”، قوي “لدرجة أنه لن يسمح بانتقال السلطة إلى القوى المدنية السودانية بشكل كامل”.

ولفت المركز إلى أن ما يعيق هذه المخططات هي أن “الجمهور السوداني غير معني بالمرة باستنساخ التجربة المصرية، التي أفضت إلى تولّي السيسي زمام الحكم في النهاية”، مشيرا إلى أن “الشعار الذي يردده المتظاهرون السودانيون: إما انتصار الثورة وإما مصير كمصير مصر”.

ولفتت ورقة المركز إلى أن كلا من “حميدتي” و”البرهان” ارتبطا بعلاقات وثيقة مع الرياض وأبوظبي، إثر قيادتهما وإشرافهما على القوات السودانية التي تعمل إلى جانب السعودية والإمارات في اليمن.

وأوضح أن السعودية والإمارات توظّفان المال في محاولاتهما إحباط الثورة السودانية، مشيرا إلى أن الدعم المالي الكبير الذي قدمته أبوظبي والرياض للمجلس العسكري في السودان “يهدف إلى إحداث شرخ في صفوف القوى المطالبة بالتغيير”.

ولفت المركز الإسرائيلي، إلى أنه في الوقت الذي تتوجه فيه بعض ممثلي القوى السياسية والمليشيات المسلحة السودانية إلى أبوظبي، لمناقشة المساعدات التي يمكن أن يحصل عليها السودان، فإن الأصوات الرافضة لقبول المساعدات السعودية والإماراتية تتعالى.

ولفت المركز إلى أن خط السعودية والإمارات هو دعم النظم الديكتاتورية في العالم العربي، من خلال الوقوف بجانب النخب العسكرية في الدول العربية التي تتواصل فيها الثورات الشعبية، لا سيما الجزائر والسودان.

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية إن الرياض وأبوظبي تريان فرصة في أحداث السودان لتقوية مصالحهما الاستراتيجية في القرن الأفريقي، والمتمثلة في إبقاء إيران بعيدة عن البحر الأحمر، وتقليص الطموحات التركية والقطرية بالمنطقة، والإبقاء على وجود عسكري سوداني إلى جانبهما في الحرب على اليمن.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن قنوات الحوار الخلفية بين جنرالات الخرطوم والسعودية والإمارات، قد تكون هي ما سيحدد المرحلة المقبلة للسودان، وليس التظاهرات الشعبية.

وفي هذا الصدد، رأت “إليزابيث ديكينسون”، وهي خبيرة في شؤون المنطقة في “مجموعة الأزمات الدولية”، أن “الكثير من القضايا المهمة للخليج تجتمع في السودان: المسألة الإيرانية، الإخوان المسلمون، اليمن، ساحل البحر الأحمر، الأمن الغذائي، ولذلك فإن الجميع يشعر بأن السودان هو البلد الذي يحتاج أن يكون إلى جانبه”.

وبعد أيام من عزل “البشير”، منحت الإمارات والسعودية 3 ملايين دولار كمساعدات للسودان لتسيير مرحلته الانتقالية، ما شكل هدية غير متوقعة للمجلس العسكري، بالرغم من أن البلد يقترب من حالة الإفلاس.

وتتضمن الهبة 500 مليون دولار كوديعة بالمصرف المركزي لوقف تدهور العملة السريع.

وتنبه المتظاهرون لتحركات أبوظبي والرياض، فحملوا لافتات ضد العاصمتين الخليجيتين، محذرين إياهما من أنهما “لن تتمكنا من تحديد مستقبل” السودان.

الرياض وأبوظبي تريان “وجوها صديقة” في الطغمة العسكرية الموجودة الآن في الخرطوم. فرئيس المجلس الانتقالي العسكري “عبد الفتاح البرهان”، نسق إرسال قوة عسكرية لليمن لحماية القوات الإماراتية.

أما نائبه الجنرال “محمد حمدان دقلو”، فهو قائد قوات الدعم السريع، وهي فرع من ميليشيا الجنجويد المتهمة بارتكاب جرائم حرب في دارفور. “دقلو”، المعروف أكثر بـ”حميدتي”، قاد قوات لليمن، ويعتبر حليفا للإماراتيين والسعوديين.

أما اهتمام السعودية والإمارات بالسودان فليس جديدا، فهما استثمرا كثيرا في هذا البلد، وقدما له أموالا طائلة، وصلت إلى 6.3 مليارات دولار منذ العام 2016، كعربون شكر على تخلي الخرطوم عن علاقة وثيقة طويلة كانت له مع إيران.

كما تسعى أبوظبي والرياض لحماية عشرات المليارات صرفت كاستثمارات في قطاع الزراعة السوداني، الذي يعتبر مصدرا مهما لأنواع من الغذاء تحتاجانها للاستهلاك في بلديهما.

ويعتبر السودان دولة أساسية في الصراع الأكبر للنفوذ في شمال أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي. 

https://www.youtube.com/watch?v=5OywD_Rk2jY

سودانيون يرفضون مساعدات إماراتية.. ويهتفون: برا

أظهر مقطع فيديو متداول، طرد متظاهرين سودانيين شاحنة مساعدات إماراتية.

وكشف مقطع الفيديو شاحنة تحمل لوحة إمارة دبي من داخل الاعتصام القائم أمام مقر قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم.

وردد المتظاهرون هتافات رافضة للتدخل الإماراتي من قبيل: “اطلع برا”، وهو ما أجبر الشاحنة على التراجع، وعدم الدخول للاعتصام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى