الأرشيف

دواء الأمير

 

دواء الأمير

بقلم شاعر الأمة العربية

ابو-محمد-سلطان

هنالك خلف تلال الهموم

وفي ظلمة اليأس يقبع قومي

بعُرض الصحاري

وطًول البراري

حيارى

سكارى

يموتون ذعرا

تراهم إذا اشتد لفح الهجير

حشودا … صفوفا

وقرب بيوت الأمير وقوفا

وفي كل كفٍ

مناجل ذلٍ

تروح  .. تجئ

لتحصد من طلعة الصبح حتى المساء هواءَ

وتكمل في الليل حصدا وبذرا

وخلف الجموع

يطرقع سوط ٌ

ويشعل في الجسم جمرا

ليقطع أحبال فكر جموح

بصرخة آهٍ

فيشتَدُّ من كَلَّ من جمعهم أو تراخى

فمسرور يحمل سيف المنايا

وللسيف مليون  ألف ذبابةْ

تكاد تلامس هام الجميع

تكاد تمزق كل الضلوع

لتخمد نبض الضمائر بين الحنايا

لتطفئ نور المبادئ بين البرايا

لتسرق حلم الصغير

وتسكت صوت الرضيع

وللسيف مليون ألف ذبابةْ

تهيم تهيم بحصد الرقاب

وشرب الدماء

ومضغ اللحوم

تروح تجيئ

لتقطر من طلعة الشمس حتى المغيب دماءا

تسيل ..تسيل

لتحفرفي الأرض مجرى

لتغرق فى الهم فجرا

لتخنق بالظلم بدرا

ليأتي الظلام فينشر في الضفتين بلاءا  وقهرا

ويأتي الأمير ليختال فخرا

ويرنو إلى كفه بانتشاء

يقهقه حين يرى النهر يمتد أقصى مداه

ويسكر حين يرى البغي ملء رباه

وغرس الشرور يهزُّ جناه

ويشمخ حين يزيد الضعيف اضطرابا وخوفا

وقد بات يكتم في الصدر سرا

ويكبح في العقل  وعيا و فكرا

فتصبح لاءٌ

على شفتيه سمعنا.. أطعنا

وحين تضجُّ من الظلم نفسٌ

فتعرب عن غيظها بابتسام

لطيف  ودود

وشكر جزيل

وظهر إذا ما انحنى في خنوع

يلامس ركبة من تاه كبرا

فتهتف عذرا

هنالك حاولت جهدي

وغامرت بالسير وحدي

وقاومت من ثار ضدي

وضحيت بالعمر كيما يعيش فؤادي حرا

وخالفت نصح العجائز

مهلا وصبرا

وجابهت شيخ القبيلة جهرا

ولم أكتم اللاء حين توالت

على الفم تترى

لتصنع مجدي

وتحفر لحدي

فقال الكبار: سفيه ٌ

وقال الصغار: غريبٌ

وقال الجنود: عدوٌ

وقال القضاة : مدانٌ

وقال الأمير : دعوني وخلي

وقرة عيني

فإني أراه سقيما عليلا

وفي الحال من دائه سوف يبرا

فقد أنهكته دروب الحياة

فهيا أعدو له الآن قبرا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى