كتاب وادباء

سعار الكلاب…………..

  • سعار الكلاب…………..

    بقلم الكاتب 

    حاتم غريب

    حاتم غريب —————

    وماذا بعد…..سؤال يطرح نفسه كثيرا ويفرض نفسه علينا..ماذا بعد كل ماجرى ومايجرى الان..هل مازال بيننا من يصدق ان 30 يونيو كانت ثورة بالفعل..وهل مازال بيننا من يصدق اقوال وافعال هذا الكائن الذى هبط علينا من عالم اخر غير عالمنا الذى نعيش فيه.

    ان الاحداث التى مرت بها مصر خلال الاربع سنوات الماضية وحتى اللحظة كشفت عن الوجه القبيح الزائف الذى اطل علينا منذ ستين عاما او اكثر…انها وجوه الكلاب المسعورة التى نهشت اجسادنا وأعراضنا وعقولنا ولم تبق منا شيئا الا ونهشته وللاسف الشديد تربت هذه الكلاب على خيرات مصر ومقدرات شعبها الذى دفع ومازال يدفع ثمن ذلك غاليا من ماله ومن دماءه ومن عرضه فهم كلاب من نوع خاص غير الذى نعرفه فمن الكلاب من هم اكثر منهم وفاءا لصاحبه الذى اطعمه وسقاه فحفظ له المعروف اما هؤلاء فهم اكثر شراسة ونكرانا للمعروف لمن منحهم الثقة وحاول ان يجعل منهم كائنات بشرية لكن دون جدوى انهم حقيقة من ينطبق عليهم المثل القائل (نهيتك مانتهيت والطبع فيك غالب : وديل الكلب ماينعدل لو ربطوا فيه قالب ) هم كذلك بالفعل لقد حاولنا كثيرا ان نصلح منهم ونجعل منهم حماة لمصر وان يقيموا العدل والعدالة لكن دون فائدة انفقنا عليهم الكثير والكثير من الاموال وتحاملنا على انفسنا كثيرا حتى يستطيعوا استرداد كرامتهم التى اهدرت عقب نكسة سبعة وستين وكنا سببا بعد الله عز وجل ان عادت لهم تلك الكرامة ابان حرب السادس من اكتوبر ولولا وقفتنا والشد من عزيمتهم وازرهم ماحققوا انتصارا قط..لكنه اللئيم ان اكرمته تمرد.

    يبدو انهم نسوا كل ذلك او تناسوا وانقلبوا علينا بل وشجعوا الاخرين من هم على شاكلتهم فى الشرطة والقضاء والاعلام ورجال اعمال لينقضوا علينا ويتخذوا منا فريسة لهم لم يرحموا ضعف الضعفاء ولاعزيز قومه لم يرحموا شيخا ولاشابا ولا طفلا ولا امرأة اجتمعوا علينا كما تجتمع الاكلة على قصعتها…فهاهى شرطة مصر من يفترض فيها حماية الجبهة الداخلية من اللصوص والبلطجية والخارجين عن القانون يتحولون هم انفسهم الى ارهابيين وقتلة وخارجين عن القانون بل ولصوص ويجدون الحماية من قضاء يفترض انه يقيم العدل لكن مايحدث انه يشاركهم اجرامهم فيكون سيفا مسلطا على رقاب المصريين بدلا من ميزان العدل يستردوا من خلاله للضعيف حقه من القوى ويقتصوا للمظلوم من الظالم.

    اما اخطر هؤلاء الكلاب واشدهم شراسة وعدوانا فهم هؤلاء الاعلاميون الذين تربوا على ايدى كلاب العسكر وانفقوا عليهم الملايين وأطلقوهم على المصريين ينهشون عقولهم واعراضهم وضمائرهم ليل نهار بلا رحمة ولا هوادة مستغلين فى ذلك الجهل الذى يسيطر على غالبية المصريين حتى جعلوا منهم اداة طيعة بين ايديهم مثل الدمى يحركونها كيف ومتى يشاءون لصالحهم وصالح من يعملون لحسابهم.

    اما النوع الاخر من هذه الكلاب فهم من يطلقون على انفسهم رجال الاعمال وهم بالطبع ليسوا سوى مجموعة من المنتفعين اجتمعوا معا واتفقوا على احكام السيطرة على غذاء ودواء وايواء المصريين فكانوا هم الوحيدون المتحكمون والمسيطرون على هذا المنتج واسواقه واحتكاره لانفسهم وكونوا من خلال ذلك ثروات طائلة لكن بالمقابل ادت الى تجريف مايمكن ان نسميه (الاعتماد على النفس ) ان يقوم المصريين بانتاج غذائهم ودوائهم بل وسلاحهم بدلا من ان نعيش عالة على غيرنا من الدول…ولم يكتف هذا النوع من الكلاب بذلك وحسب بل اندمجوا داخل الحياة السياسية وسيطروا على برلمان الشعب لسنوات طويلة وهو ماادى الى افساد الحياة السياسية بمصر بعد ان تم التزاوج بين المال والسلطة.

    اما النوع الاخير من هذه الكلاب فهم هؤلاء عسكر كامب ديفيد الاكثر دموية وتوحشا وان كانوا لايختلفون كثيرا عن الكلاب التى قامت بانقلاب 23 يوليو 1952 هؤلاء بلا شك جاء من نسلهم الكلاب التى تعيش بيننا الان وتتغذى على ثروات ودماء المصريين وتبتلع حاضرهم ومستقبلهم وقد استطاعوا بوحشيتهم وشراستهم ان يتسيدوا الكلاب الاخرى ليكونوا جميعا عائلة من الكلاب النادرة فى عالمنا المعاصر تفترس كل من يصادفها من بنى البشر لنجد انفسنا بالفعل نعيش وسط عالم من الكلاب.

    ……/حاتم غريب

     
Du kannst nicht auf diese Unterhaltung antworten
Wähle die Nachrichten aus, die gelöscht werden sollenWähle Nachrichten aus, um sie als Spam zu markieren

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى