اشعارالأرشيفتراند

صيحة القريض

صيحة القريض

بقلم شاعر الأمة العربية

ابو-محمد-سلطان

سلطان إبراهيم عبد الرحيم

في ذكرى رحيل الشهيد نحسبه كذلك الشيخ أحمد ياسين رحمه الله

نعيد هذه القصيدة التي كتبت له في حينها

الشيخ أحمد ياسين رجل مسن مصاب بشلل كلي فقد عينه اليمنى على إثر ضربة في التحقيقات مع ضعف شديد في إبصار اليسرى والتهابات مزمنة في الأذن وحساسية في الرئتين والتهابات باطنية ومعوية . إذا أراد أن يتكلم تهدج صوته لشدة ضعفه لكنه برغم ذلك أقض مضاجع اليهود فسجنوه ثمانِ سنوات وحكموا عليه بالمؤبد مرتين وفي النهاية أرسلوا إليه ثلاثة صواريخ وهو خارج من صلاة الفجر .فمهما كتبنا من شعر فلا ولن نوفيك أيها العلم .

صاح القريض وربي ما أوفيكا ** لو جئت تاماً ومشطوراً ومنهوكاً

مهما سموت بأفكاري وأخيلتي** فليس تبلغ سفحاً من معاليكا

مهما نظمت من الأبيات أروعِها ** فلن أُوصّف نوراً في دراريكا

مهما ابتدعت من التصوير أجمله** فلست أقوى على تبيان ما فيكا

حار البيان فغض الطرف في خجل ** قوليّ من سامي معانيكا

وليس لي سفنٌ في البحر أدفعها ** كيما تبلغني مرسى مغانيكا

وكل قافيتي في الهم غارقة** من همزها – شيخنا – للياء تبكيكا

فالعقل ملتهب والقلب مضطرب **فكيف يا سيدي ـ مثلي سيرثيكا

من لي بشعر من الأنوار أحرفه** ولو ملكت فهل أحصي أياديكا

يا ويح صدري شق السهم أضلعه**وفيه أُنفذ لما صاح ناعيكا

يا رائد العصر إن القلب مشتعلٌ** والخطب حرك نار الوجد تحريكا

والريح عاصفة والنفس نازفة** والروح هاتفة ياسين أفديكا

إذ صار جسمك أشلاءً ممزقة ** وأطهر الدم فوق الأرض مسفوكا

ولست أملك غير الدمع أسكبه ** في كل نائبة حلت بناديكا

فالقهر يحجزني عنكم فمعذرة ** إن لم أُخِفَّ سريعاً نحو داعيكا

والله يشهد ما في النفس من ألم ٍ **نني أبداً لاً لست أسلوكا

يا فارساً أدهش التاريخ صولته** لما رآك عظيما ً في تساميكا

كم في حياتك من ذكرى معطرة** أذكى الشذا من روض ماضيكا

لقد عهدتك نحو الله مرتحلاً ** لم ترض غير رسول الله هاديكا

وقد ركبت جواد الفضل مستبقاً ** في طول سيرك كان الحق يحدوكا

حر تفوق ملوك الأرض أجمعهم ** وكم أميراً ـ سواكم ــ صار مملوكاً

رغم الإصابة بالأمراض في جسد** قد زاد عزمك واشتدت مساعيكا

أعلنت للناس أن الله غايتنا ** والموت في الله من أسمى أمانيكا

سرى نداك بقلب الشعب أيقظه ** فصاح قائله يا قدس أفديكا

وجاوبته ربوع الأرض فاشتعلت** على اليهود لظى في كل واديكا نغصت عيشهمو في طول يومهمو** وكم يُفزّع في الأحلام رائيكا

الشيخ أحمد ياسين1

قالوااسجنوه عسى الأغلال تهزمه*ظنوا السجون عن الميدان تقصيكا

فَقُدْتَ معركة من خلف سجنهمو ** لم يهزموك لأن الله راعيكا

كم عذّبوك فلم تظهر سوى شمم ** لم ينزلوك لأن الله معليكا

قالوا لعل وفير المال يفتنه** ظنوا ملايينهم هذى ستغريكا

قالوا لصمتك أثماناً ستقبضها ** بدون مُطل ستكفينا ونكفيكا

غير السكوت فلا نرجوا أليس كفى*ماقدجرعناه ـ يا ياسين ـ من فيكا؟

فاختر لنفسك ما تهواه من دولٍ ** فعش هناك وبالأموال نغنيكا

فقلت يا حر إن القبر في وطني ** أبهى من القصر في روما وأمريكا

لو عشت في غير مسرى المصطفى ملكاً** ومال قارون عندي عشت صعلوكا

يا قدس إني نذرت الروح أبذلها **كيما أرى رآية الإسلام تعلوكا

قالوا دماؤك منذ الآن مطلبنا** وبالصواريخ قد جاءوا ليرموكا

إن يقتلوك فهم لم يحدثوا بدعا ** فالغدر شيمتهم ما كان متروكا

وأنت يا شيخنا حيٌ برغمهمو**في قلب أمتنا في روح أهليكا

ذكراك خالدة حتماً ستدفعنا **يوماً إلى النصر من شتى أعاديكا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى