آخر الأخبارتقارير وملفات

عندما يصبح الحل بيد العدو..

بقلم الخبير والمحلل السياسى

دكتور محمد السيد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

باريس_فرنسا

11/07/2021
الأزمة تزداد تعقيدا ونقلها الي اروقة مجلس الامن لم يسفر عن شيء بل اعاد القضية الي المربع الاول وصبح الاتحاد الافريقي هو المنوط بايجاد حل خلال ستة اشهر ولم يلزم اثيوبيا بوقف الملء الثاني كما كان يتوقع النظام المصري والسوداني .
الذهاب لمجلس الامن كان خيار اخير للنظام المصري بعدما فشل عبر السنوات الماضية في الوصول الي وضع جدول زمني لملء سد النهضة في الوقت الذي مضت فيه اثيوبيا اتمام عمليات التشيد والملء الثاني ، نجحت اثيوبيا في استثمار الوقت لحسابها وفي نفس الوقت خسرت مصر الوقت والمال الذي انفق علي زيارات مكوكية ورحلات بين دول لم تقدم شيء في حل الأزمة .

حاول النظام الفاشل ايهام الشعب المصري بانه حريصا في الحفاظ علي مورد المياة الوحيد عبر ازرعه الاعلامية ، متخصصون وسياسيون ادلي كل منهم بدلوه في تشخيص الأزمة لكن لم يذكر اي منهم المتسبب في هذه الأزمة ومن منح اثيوبيا حق انشاء سد علي النيل الازرق رغم ان اتفاقية 1902 تمنع اقامة اي سدود عليه ،
واستعرض النظام قوته فيما سمي بمناورات حماة النيل وانتهت المناورات الي لا شيء فالجيش في هذه الأزمة خارج الخدمة … فهناك ما هو اهم من النيل ..!
مشاريع وبزنس جنرالات الجيش والشرطة اصبح اهم من حياة اكثر من 100 مليون .


ووسط هذه الازمة تنطلق حناجر النظام مصطفي بكري يعلنها صراحة ان السد صناعة صهيونية تهدف لتدمير مصر“بالمشروع الصهيوني لتوصيل مياه النيل إلي إسرائيل وغيرها ، مصر شعبا وقيادة تعي أن مياه النيل هي واجهة لأغراض أخري ، ولذلك فإن القيادة المصريه تتعامل بذكاء مع هذه الأزمه ، ولكن علي الجميع أن يحلل جيدا مقولة وزير الخارجيه المصري سامح شكري ، والذي قال 🙁 في حال أصرت إثيوبيا على موقفها لن يكون أمام مصر بديل سوى صون حقها في البقاء.

اشارة من بكري لمطامع الكيان المحتل في مياة النيل وهذه المطامع منذ مباحثات كامب ديفيد ولم يتخلي الكيان المحتل عن مطالبه وسعيه .
وبعدها بساعات اتي ذكر الكيان الصهيوني علي لسان مصطفي الفقي مدير مكتبة الاسكندرية واحد مؤيدي النظام في حوار متلفز قال فيه ” علي مصر ان تستغل كل الاوراق وهناك ورقه مهم اسرائيل .. بيننا وبينهم معاهدة سلام وتحملنا الكثير من استفزازاتهم لكن … لا ضرر ولا ضرار …!
اسرائيل هي من تشرف علي السد وتحميه

هل اتي هذا الحديث الان عابرا ،ام ان مصطفي الفقي يريد تمرير رسالة للداخل بان الحل بيد اسرائيل اي  منحها حصة من مياة النيل مقابل حصول مصر علي حصة اقل مما كانت تحصل عليه .
فالاشارة الي اللجوء لاسرائيل كاحد الحلول المطروحة والاكثر قبولا لدي النظام تؤكد مشاركة السيسي في المؤامرة منذ البداية ، فسحارات سرابيوم التي تم انشائها منذ سنوات بداعي تنمية سيناء بنقل مياة النيل اليها اصبحت هذه الادعاءات باطلة وما صنعة السيسي بأهل سيناء من تهجير وهدم للمنازل وتجريف المزارع دليل علي انه اكبر متأمر علي الشعب المصري .


لقد ثبت صحة ما اشرنا اليه من سنوات بان السحارات انشئت لنقل المياة للنقب المحتل وليس لتنمية سيناء وهذا حلم اسرائيل الذي تحقق علي يد السيسي الصهيوني واعوانه من خونة الجيش .
لقد ثبت للقاصي والداني حجم المؤامرة علي الشعب المصري والتي تجلت في انقلاب 3يوليو والتي تخيلها البعض انها انقلاب علي سلطة شرعية وكفي بل كان انقلابا منظما لتحقيق اهداف الحلف الصهيوصليبي واعادة مصر الي العصر الحجري .

فاين الشعب المصري مما يحدث ؟وهل يقبل بالموت جوعا وعطشا ام ينتزع حقه في الوجود ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى