منوعات

“عيون الظلام” الرواية التي تنبأت بفيروس كورونا قبل 39 عاماً من ظهوره

لا تتميز رواية الكاتب الأمريكي دين كونتز The Eyes of Darkness أو عيون الظلام، والتي صدرت في العام 1981، بأنها رواية حابسة للأنفاس فحسب، بل ثبت مؤخراً أنها استقرأت المستقبل وتنبأت بالأحداث المروعة التي تجري في الصين بعد انتشار فيروس كورونا.

إذ تتحدث الرواية عن فيروس ينطلق من مدينة ووهان الصينية، ويتفشى بشكل خارج عن السيطرة، وهو تماماً ما حدث مع فيروس كورونا الذي بات يشكل اليوم خطراً عالمياً.

تدور أحداث الرواية في مدينة ووهان، حيث يطور علماء في مختبر تابع للجيش الصيني فيروساً جديداً كجزء من برنامج الصين للأسلحة البيولوجية، وسرعان ما ينتشر هذا الفيروس، الذي أطلق عليه اسم ووهان-400، ويخرج تأثيره عن السيطرة.

بطلة الرواية هي أم ثكلى، بسبب موت ابنها الغامض مع رفاقه في رحلة تخييم، وبعد مرور سنة على وفاته تُقرر أن تتوجه إلى الصين لتتحقق مما إذا كان ميتاً فعلاً، بعد أن تصلها العديد من الرسائل الغريبة التي تفيد بأن ابنها لا يزال على قيد الحياة، وتنجح أخيراً في تعقب ابنها الذي كان محتجزاً في منشأة عسكرية بعدما أصيب عن طريق الخطأ بفيروس تم تطويره داخل مركز الأبحاث في ووهان.

الرواية لا تخلو من عنصر المفاجأة، الذي سيُحفزك على إتمامها بجلسة واحدة، وقد حازت 4 نجوم من أصل 5 على موقع  Goodreads.

تتشابك أحداث الرواية التي كُتبت قبل 39 عاماً مع الواقع بشكل مثير للحيرة، فقد انطلق الفيروس في “عيون الظلام” من مدينة ووهان الصينية، كما انطلق كورونا من المدينة نفسها.

وقد ورد في الرواية أن المختبر الذي انطلق منه الفيروس يقع خارج مدينة ووهان، وهي مصادفة مثيرة للاهتمام، لأن معهد ووهان لأبحاث الفيروسات، الذي يضم المختبر الوحيد من الدرجة الرابعة للسلامة البيولوجية في الصين، والذي تُجرى فيه الدراسات على أخطر الفيروسات، يقع كذلك خارج مدينة ووهان على بعد 32 كيلومتراً، مع العلم أن هذا المختبر افتتح في العام 2017، أي بعد إصدار الرواية بسنوات عديدة.

وقد يكون تطوير فيروس ووهان-400 ضمن مصنع للأسلحة البيولوجية هو نقطة خلاف مهمة بين الرواية والواقع، لكن مع ذلك اقترح بعض المؤمنين بنظريات المؤامرة احتمالية أن يكون فيروس كورونا أيضاً قد تم تطويره بأيد بشرية.  

فقد انتشرت شائعات تفيد بأن كورونا من صنع البشر، وقد تسرَّب على الأرجح من معهد ووهان لأبحاث الفيروسات، إلا أن العلماء فنّدوا هذه الشائعات لاحقاً، مؤكدين أن كورونا ما هو إلا تطور لفيروس آخر، ولم يتم تحريره من قبل البشر أو الآلات.

الحبكة القوية والطريقة الاستثنائية التي وصف فيها كونتز الرعب الذي بثه فيروس ووهان-400 في رواية “عيون الظلام”، جعلت النقاد يصفونها بأنها رواية حابسة للأنفاس وقد تمنعك من النوم ليلاً.

لكن في النهاية تبقى “عيون الظلام” مجرد رواية، ويبقى فيروس ووهان-400 مجرد خيال لا يمكن مقارنته بالرعب الذي يبثه فيروس كورونا اليوم حول العالم.

إذ يواصل كورونا انتشاره بشكل واسع في الصين، منذ ظهوره لأول مرة في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019، بمدينة ووهان.

وفي أحدث بيان صادر عن لجنة الصحة الوطنية بالصين، الأحد 23 فبراير/شباط 2020، فإن العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة في الصين وصل إلى 76936 حالة حتى الآن.

هذا إلى جانب انتشاره في عدة بلدان أخرى منها كوريا الجنوبية وإيران واليابان وسنغافورة وإيطاليا وتايلاند وأستراليا وألمانيا وغيرها.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى