الأرشيفتقارير وملفات إضافية

قبل السقوط فى الحفرة

بقلم الباحث السياسى
حاتم غريب
——————–
لم يعد الأمر يحتمل أكثر من ذلك فى ظل حالة العبث والضياع الذى نعيشه جميعا ما أفقدنا الكثير والكثير من طموحتنا وأهدافنا فى الحياة سواء كان ذلك على الصعيد الداخلى أو الاقليمى او الدولى الذى نتأثر به ويؤثر فينا فالعالم كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى نحن بالفعل فى مأذق ونتجه الى منعطف شديد الانحدار والخطورة ستظهر لنا عواقبه خلال المستقبل القريب وسوف تكون عواقبه وخيمة مفزعة للجميع بلا استثناء فقد يظن الغرب انه فى مأمن من ذلك أو الدول الخليجية كذلك فالخطر يطال الجميع الغنى منها قبل الفقير والمتقدم منها قبل المتخلف عن ركب الحضارة ان لم يدرك العالم الحجم الحقيقى للماّساة التى نعيشها جميعا ويكتب روشتة علاج عاجلة للامراض والاوبئة التى اصابت الجميع وأدت الى مانحن فيه الان من معاناة فكرية ونفسية وروحية قد تدفع البعض للتحفيز لاندلاع حروب وازمات على نطاق أوسع مما هى عليه الان لتدمير البقية الباقية من الحضارة البشرية والعودة الى عصور التخلف والظلام حيث كنا.
…………………………………………….
أصبح واضحا للعيان أن هناك مخططات تسير فى العلن بلا خفاء لاعادة تشكيل مناطق بعينها فى العالم من جديد بما يتوافق مع اطماع الدول ذات القوة الاقتصادية والهيمنة العسكرية والفكر الصهيوصليبى الذى بدأ يتوغل داخل المجتمعات الغربية بشكل عام خاصة فى اوروبا والولايات المتحدة واّسيا وبعض الدول الافريقية وأنتشرت ظاهرة العداء للاسلام والمسلمين بشكل مكثف واتهامهم بالارهاب والخروج عن قواعد القانون الدولى الانسانى وكراهيتهم للاخر ممن لايدين بدينهم ولايعتقد بمعتقداتهم فهى حالة من الصراع الفكرى والعقائدى غرسها اعداء الاسلام فى نفوس الشعوب الاخرى وبدأت تنمو بشكل سريع وممنهج فى محاولة منهم للقضاء على الاسلام فى نفوس معتقديه داخل ديار الاسلام او خارجها وان كانت على اية حال كل محاولتهم ستبوء بالفشل الزريع فمازال الاسلام بخير رغما عن كل المواجهات والازمات والصعاب التى يتعرض لها المسلمون فى كل بقاع الارض.
……………………………………………..
مما لاشك فيه وقد اتضحت الصورة جلية ان العالم يقترب بسرعة شديدة من صراع حضارى عقائدى وان كان يبدو انه يأخذ مظهرا قديما انتهجته الهجمات الاستعمارية للاستيلاء على الاراضى والثروات ونرى ذلك واضحا فيما يدور داخل الاراضى السورية والعراقية والليبية واليمنية والسودان وسوف تلحقهم مصر قريبا ولا استبعد دول مجلس التعاون الخليجى من الدخول فى هذا المعترك المخطط له باحكام شديد فالفرائس تقع فريسة تلو الاخرى ومع ذلك يبقى الهدف واضحا لتلك الهجمات الشرسة الا وهو الاسلام الذى يناصبونه العداء والكراهية ويظنون انه السبب الرئيس لمحاولة هدم حضارتهم التى بنوها بعد الحرب العالمية الثانية تلك الحضارة المادية التى أهدرت القيم الاخلاقية والانسانية والعقائدية مقابل التقدم العلمى والنماء الاقتصادى والتطور السياسى وبناء الفكر الديموقراطى الذى يرسى قواعد الحرية بوجه عام داخل مجتمعاتهم التى تكاد تكون قد تخلت عن قيمها الروحية مقابل المادية التى تمكنت منهم الى حد بعيد وأفقدت غالبيتهم روح التعاطف مع الشعوب الاخرى التى قهرها الظلم والاستبداد ومعاناة الفقر والجهل والمرض والتخلف الحضارى .
………………………………………………
على القادة الغربيين وشعوبهم كذلك ان يعلموا جيدا ان من يمسك بالنار يمكنها ان تحرقه فالنار لاأمان لها وتذكروا جيدا انكم من بدأتم بالعداء ونشر الكراهية من اجل مصالح مادية ودنيوية زائلة ولم يعد يخفى على احد ان جميع الجماعات والتنظيمات الارهابية على مستوى العالم هى صناعتكم انتم فالعالم لم يكن يسمع عن تنظيم داعش او الدولة حتى وقت قريب يوم ان قررتم اعلان حرب مفتوحة على الاسلام والمسلمين لتشوية صورتهم والقضاء على عقيدتهم والاستيلاء على اراضيهم وثرواتهم واستعبادهم لخدمة اغراضكم الدنيئة وقد بدى كل ذلك واضحا الان لالبس فيه ولاغموض وهذا بلا شك سوف يخلق حالة عداء شديد ضدكم وسوف يخرج من بين هذه الامة من يعلن الجهاد عليكم اجلا ام عاجلا فلكل فعل رد فعل والبادى أظلم وانتم من اخترتم هذا الطريق رغم حرصكم على الحياة ومتعاها ومباهجها اما المسلم فغاية مايتمناه الموت فى سبيل الله واعلاء كلمة الحق والدفاع عن دينه وماله وعرضه فلا تستخفوا بالاسلام والمسلمين وان كانوا بدوا لكم ضعفاء الان الا انهم سوف يخرج منهم قوم يقودهم مارد يعيد الحق الى نصابه.
اما الشعوب العربية فعليها أن تستفيق وتستوعب الدرس جيدا قبل فوات الاوان وتدرك جيدا أن الرؤوس التى تحكم وتفرض سيطرتها على مقدرات البلاد والعباد هى رؤوس خائنة عميلة تعمل لحساب اعداء الاسلام والمسلمين لا لصالح شعوبها وامتها وانه يجب استئصالها بلا استثناء فهى سبب نكبتكم وتخلفكم عن ركب الحضارة والتقدم والازدهار والنماء وقتل روح الجهاد فى نفوسكم حتى اصبحتم كالانعام بل أضل سبيلا لاعنيكم من الحياة سوى المأكل والمشرب والتناسل كالبهائم فهى افيقوا وعودوا الى رشدكم وانسانيتكم التى وهبها الله لكم كبقية خلقه.
حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى