منوعات

قد تشعرين بالجنون أو بالمرض ولكن سيصبح لجسدك القدرة على التشافي بنفسه! ماذا يحدث لأجسامنا عندما نعيش حالة حب؟

هل يوجد ما هو أفضل من الوقوع في الحب؟ كل ما حولك يبدو أجمل ومذاق قهوتك يصبح أفضل، ولا شيء يمكن أن يفسد مزاجك و تبدو الحياة جيدة جداً عندما يكون لديك شخص مميز في حياتك!

ولكن في حين أن هذا الشعور بالبهجة والحب مدهش، إلا أنَّه مرهق أيضاً. إذ تفرز أدمغتنا طوفاناً من الهرمونات الجديدة تجعلنا نشعر بالسعادة والقلق وأحياناً بالجنون.

وفي كثيرٍ من الأحيان لا تستطيع عقولنا استيعاب هذه التغيُّرات السريعة، وفيما يلي بعض المشاعر الجديدة التي ربما تشعرين بها عندما تقعين في الحب.

بيونسيه ليست الوحيدة التي شعرت بالجنون عندما وقعت في الحب عندما غنت أغنيتها الشهيرة. إن الكمية المذهلة من الهرمونات التي تتدفَّق عبر أجسامنا عندما نلتقي بالشخص المناسب تجعلنا حقاً نفقد صوابنا.

وجدت دوناتيلا مارازيتي، وهي أستاذة الطب النفسي ومديرة مختبر الطب النفسي في جامعة بيزا الإيطالية، من خلال بحثها أن الأشخاص الذين يقعون في الحب لديهم مستوياتٍ أقل من السيروتونين في أدمغتهم. يعتبر السيروتين ناقلاً عصبياً ينظم القلق والسعادة والحالة المزاجية العامة، بينما يرتبط انخفاضه بالاكتئاب، وأما ارتفاعه فيبدو أنه يساهم في زيادة الشعور بالإثارة والحماس.

تريد أن تعرف مجموعة أخرى من الأشخاص الذين لديهم انخفاض في مستوى السيروتونين؟ الأفراد المصابون باضطراب الوسواس القهري. يساعد معرفة هذا الشيء في توضيح سبب عدم مقدرتك على التحليل الزائد لكلّ رسالة أو عبارة تتلقينها من ذلك الشخص.

لا داعي للقلق، فلن يستمرّ هذا إلى الأبد. مع تعمُّق علاقتكما، سيعود عقلك إلى مستوياته الطبيعية. ولكن قبل ذلك، قد تبدئين في الشعور بالدوار أيضاً.

تقول المعالج المعتمدة في الجنس والعلاقات الحاصلة على دبلوم متقدم في العلاج النفسي الجنسي والعلاقات سيمون بيني لموقع كوزموبوليتان: “عندما نشعر بهذا الانجذاب الأوَّل لشخصٍ ما، يطلق الجسم مزيجاً من المواد الكيميائية، مثل: الفينيثيلامين والدوبامين والأوكسيتوسين”. تحافظ هذه المواد على حواسك يقظة أكثر وتعطيكِ الرغبة في الترابط والتعلُّق. ومع زيادة هذه الإفرازات، يزداد انجذابنا و رغبتنا و نشعر أكثر بذلك الدوار”.

في المراحل الأولى من العلاقة، هناك وقتٌ سحريّ لا يمكنك فيه حرفياً رؤية الشخص الذي تشعرين تجاهه بالحب بشكل كافٍ.

ينصبُّ تركيزك الوحيد على أن تكوني معه، وعندما تكونين بعيدة عنه و تقضين وقتاً مع صديقاتك، تحاولين البحث عن طريقةٍ للتحدث عن حبك الجديد و نصفك الآخر في المحادثة.

هذه الرغبة المستمرة في التواجد مع الشخص الذي تحبينه قد تشعركِ و أنك شخص متطلب، و لكن في الحقيقة إنها مجرد بيولوجيا الجسم الطبيعية و طريقة تعامله مع كل هذه التغيرات الهرمونية.

تحدثت أخصائية علم النفس، ديبورا خوشابا، في موقع  Psychology Today عن سبب عدم قدرتنا على الابتعاد عمّن نحب عندما نكون في حالة حب. وأوضحت أن زيادة مستويات هرمون التستوستيرون لدى النساء خلال المراحل المبكرة من الحب الرومانسي تجعلهنّ أكثر عدوانية.

في حين أن انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال يجعلهم أكثر عاطفية وتقبلاً في هذا الوقت. هذه التغيرات الهرمونية تجعل المرأة تشعر برغبة أكبر للتواجد و القرب من الشخص والرجل أكثر تعاطفا. لهذا السبب سرعان ما يصبحان مهووسين ببعضهما البعض.

الوقوع في الحب والشعور بالحاجة إلى أن تكون مع حبيبك على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع يمكن أن يعرضك لخطر اتخاذ قرارات سيئة.

أجريت دراسة في عام 2005 على أدمغة الأشخاص الذين يمرُّون بعلاقةٍ عاطفيةٍ جديدة. عندما عُرضت على المشاركين في الدراسة صورٍ لأحبائهم الجدد، أطلقت أدمغتهم فيضاناً من الدوبامين.

قالت إحدى مؤلفي الدراسة، عالمة الأنثروبولوجيا البيولوجية هيلين فيشر، لمجلة Health عن الدراسة: يصبح للشخص الذي تحبه مكانة مختلفة لديك و تركز فقط على هذا الفرد لأنه  ببساطة يتم تنشيط نظام الدوبامين في جسمك في كل مرة تراه أو تذكره، إنها بيولوجيا الجسم.

هذا هو ما يحفز السلوك الموجَّه لهدفٍ مُعيَّن، حيث لا يهم أي شخصٍ آخر سوى إرضاء شريكك الجديد. يقول مؤلفو الدراسة أننا عندما نرى أحبائنا، فإن أدمغتنا تتصرف بنفس الطريقة كما لو كنا قد جربنا الكوكايين للتو!

وقد صرّحت الكاتبة Meghan Laslocky، التي كتبت كتاب  The Little Book of Heartbreak: Love Gone Wrong Through the Ages، لمجلة Greater Good Magazine، “عندما تكون في حالة حب ، ليس الأمر كما لو كنت مدمناً. أنت في الحقيقة مدمن”.

عندما نقع في الحب، تفرز أدمغتنا الأوكسيتوسين والكورتيزول. الأوكسيتوسين هو هرمون الحب و التواصل، والكورتيزول هو هرمون التوتر.

لذلك، هذا يفسر سبب شعورنا بالسعادة والتوتر في الحال عندما نرى شخصاً نقع في حبه، عندما تنظرين حولك في الشارع مثلاً و ترى ذلك الشخص المميز، يبدأ عقلك على الفور في ضخ تلك الهرمونات. عندما يدخل الكورتيزول مجرى الدم ، فإنه يتسبب في انقباض الأوعية الدموية حول أمعائنا. هذا الإحساس بالانقباض يسبب الغثيان و تشنجات خفيفة في معدتك.

الوقوع في الحب هو أحد أكثر التجارب فاعلية من الناحية النفسية في حياة الإنسان. فقد أشار الباحثون إلى أن “الحب الرومانسي الجديد لا يصاحبه تغيرات نفسية فحسب، بل تغيرات فسيولوجية أيضاً، وفقاً لتقرير من صحيفة The Times الإنجليزية. 

وكجزءٍ من دراستهم، أخذ العلماء عينات دم من حوالي 50 شابة أثناء بدئهم في علاقات جديدة. وسرعان ما اكتشفوا أن الوقوع في الحب جعل أجسام النساء تنتج المزيد من بروتين الإنترفيرون.

وفقًا لموقع WebMD، فتعدّ هذه البروتينات “جزءًا من دفاعاتك الطبيعية” التي عادةً ما “تحفز الخلايا المناعية القاتلة لمحاربة الجراثيم وكذلك الخلايا السرطانية”. وأوضح الموقع أن “الإنترفيرون حصلت على أسمائها لأنها” تتدخل “في الفيروسات وتمنعها من التكاثر”.

وأشار الباحثون إلى أن “الوقوع في الحب مرتبط بتقنين مضاد للفيروسات”. وهذا يتَّفق مع الاستجابات المناعية الفطرية للعدوى الفيروسية. حسناً، هذا يعطي معنى جديداً تماماً لمصطلح “مريض الحب” ، أليس كذلك؟ جسمك يتعامل مع الحب كمرض، و ينتج الإنترفيرون لمساعدتك على التغلب عليه!

هل تساءلتِ يوماً عن سبب سعادتك الشديدة بعد أن وقعت في حب شخصٍ ما؟ كشف أحد المختصين لموقع ScienceDaily أن “الوقوع في الحب يجعل أجسامنا تطلق فيضاناً من المواد الكيميائية التي تبعث على الشعور بالسعادة والتي تؤدي إلى ردود فعل جسدية محددة”.

الأوكسيتوسين ليس مسؤولاً فقط عن تلك الاضطرابات في معدتك، ولكنه أيضاً وراء هذا الشعور السعيد الذي تشعر به عندما تقع في الحب. يطلق الجسم هذا الهرمون، المعروف باسم هرمون “التواصل”، عند الوقوع في الحب، وبعد النشوة الجنسية، وأثناء الرضاعة. لذلك، فإننا نختبر الكثير من التغيرات السريعة في أجسادنا عند الشعور بالحب.

عند رؤيتك شريكك، قد تلاحظين أن قلبك ينبض بشكلٍ أسرع وأسرع. أوضح تيموثي لوفينغ، الأستاذ المساعد لعلم البيئة البشرية في جامعة تكساس لشبكة CNN Health أنّ جزءاً من عملية الجذب بأكملها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستثارة الفسيولوجية ككل، فعادةً يبدأ ذلك بأشياء مثل زيادة معدل ضربات القلب والعرق وما إلى ذلك.

ويضيف ريجينالد هو الاختصاصي في وظائف القلب في مستشفى جامعة توماس جيفرسون في أمريكا أن الأدرينالين هو سبب هذه الاستجابة. فدقات قلبك قد تتسارع بنفس الطريقة التي تتسارع بها عند الجري على جهاز المشي. بالنسبة للفرد العادي الذي يتمتع بصحة جيدة، لا داعي للقلق. ومع ذلك، إن الوقوع في الحب قد يكون في الواقع محفوفاً بالمخاطر بالنسبة لشخص يعاني من أمراض قلبية خطيرة.

هل يمكن أن يكون الوقوع في الحب مفيداً لصحة قلبك؟ وفقاً لدراسة أجريت عام 2008 من قبل باحثين في جامعة برينغهام يونغ، فالإجابة هي: نعم.

تقول البروفيسور جوليان هولت لونستاد لـموقع ScienceDaily: يبدو أن هناك بعض الفوائد الصحية الفريدة من الزواج. بالطبع ليس مجرد الزواج هو ما يفيد الصحة – إن أكثر ما يحمي الصحة حقاً هو الزواج السعيد.

ووفقاً للبحث، وجد أن البالغين المتزوجين بسعادة لديهم ضغط دم أقل من غير المتزوجين، لماذا؟ وجدت دراسة أجراها قسم الطب النفسي بجامعة نورث كارولينا أنّ ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب لدى النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث كانت أقل عندما اختبرن مستويات أعلى من الأوكسيتوسين نتيجة الدعم من شركائهم و تلقيهم الاهتمام و العناق المتكرر. يبدو أن استجابات الجسم الكيميائية والهرمونية للوقوع في الحب قد تنظم ضغط الدم جزئياً.

في حين أن الوقوع في الحب لا يحصِّنك ضد المرض، لكن أثبتت دراسة أنه يحسن قدرتك على التعامل مع الألم. فعندما يكون الناس في هذه المرحلة العاطفية والمستمرة من الحب، هناك تغييرات كبيرة في مزاجهم تؤثر على تجربتهم مع الألم. وفقاً لشون ماكي، عالم طبيب وأستاذ ورئيس قسم إدارة الألم في جامعة ستانفورد الأمريكية.

وكجزء من دراسته طلب ماكي من 15 طالباً جامعياً إحضار صور لشركائهم بالإضافة إلى صور معارف جذابة بنفس القدر. وأثناء عرض الصور على المشاركين، استخدم الباحثون جهازًا تسبب في “ألمٍ خفيف”. وفي الوقت نفسه، تم فحص أدمغة المشاركين أيضاً. كانت النتائج واضحة: كانت صور من يحبون قادرة على تقليل آلام المشاركين على مستويات أعلى بكثير من التركيز على صورة المعارف.

وكشف آرون أن مناطق الدماغ التي ينشطها الحب الشديد هي نفس المناطق التي تستخدمها العقاقير لتخفيف الألم. وهذا بالطبع  يخبرنا أنه ليس عليك الاعتماد فقط على الأدوية لتخفيف الآلام.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى