صحة

قد تصل مضاعفاته إلى فقدان البصر.. تعرَّف على مرض «بهجت» المناعي

هل سمعت من قبل عن مرض «بهجت»؟ إذا كانت إجابتك بـ”لا” فـ”مرض بهجت” من أمراض المناعة الذاتية النادرة، يُسبب المرض تلفاً في الأوعية الدموية يمكن أن يؤدي إلى تقرحات في الفم وطفح جلدي وأعراض أخرى، وتختلف شدّة المرض من شخص إلى آخر.

مرض بهجت حالة مزمنة، قد تهدأ الأعراض مؤقتاً، فقط لتعود في وقت لاحق. يمكن إدارة الأعراض عن طريق الأدوية وتغيير نمط الحياة. من خلال السطور التالية يُمكن التعرُّف عن قرب على “مرض بهجت”، وما الأعراض التي يُسببها، وكيف يمكن التعامل معه، ولماذا سُمي بهذا الاسم.

يُسمى مرض بهجت أيضاً باسم متلازمة بهجت، وهو اضطراب مناعي نادر، كما سبق الذكر، والأمراض المناعية هي الحالات التي يهاجم فيها جهاز المناعة في الجسم الخلايا السليمة بشكل غير صحيح كما لو كان يحارب العدوى.

يسبب المرض التهاب الأوعية الدموية في كل الجسم، وقد سُمي المرض بهذا الاسم نسبةً إلى اسم مُكتشِفه  الدكتور خلوصي بهجت، طبيب الأمراض الجلدية التركي.

من أوائل أعراض مرض بهجت التقرحات داخل الفم، والتي تبدو مثل القروح. تلتئم القروح عادة في غضون أسابيع قليلة، أقل شيوعاً إلى حد ما، من تقرحات الفم، وهي تقرحات الأعضاء التناسلية، وتظهر على نحو 3 من كل 4 أشخاص يعانون من “مرض بهجت”. يمكن أن تظهر القروح في أماكن أخرى من الجسم، خاصةً الوجه والرقبة، يُصاب بعض الأفراد بقُرَح تشبه حَب الشباب على أجسامهم، ويُصاب آخرون بعُقد حمراء مرتفعة ومؤلمة عند اللمس على الجلد، لا سيما على الساق السفلى. قد يؤثر “مرض بهجت” أيضاً على عينيك، ومن الأعراض الأخرى التي قد تواجهك:

تورم في عين واحدة أو كلتا العينين، مشاكل في الرؤية، احمرار العين، حساسية للضوء.

آلام المفاصل وتورُّمها، مشاكل في الجهاز الهضمي وضمن ذلك آلام البطن والإسهال، التهاب في الدماغ يؤدي إلى الصداع أو الحمى أو التوهان أو ضعف الاتزان أو السكتة الدماغية، كذلك يمكن أن يؤدي التهاب الأوردة والشرايين إلى ظهور الاحمرار والألم والتورم في الذراعين أو الساقين.

ترتبط جميع أعراض “مرض بهجت” بالتهاب الأوعية الدموية. لا يزال الأطباء لا يفهمون أسباب الالتهاب تماماً، لكن يُحتمل أن تلعب العوامل الوراثية والبيئية دوراً أيضاً في حدوث المرض، فقد وجد الباحثون أن لعديد من الجينات ارتباطاً بالمرض، ويعتقد بعض الباحثين أن عدوى فيروسية أو بكتيرية قد تحفز داء بهجت في الأشخاص الحاملين لبعض الجينات التي تجعلهم عُرضة للإصابة بالمرض.

كما سبق الذكر، فإن أسباب مرض بهجت غير معروفة على وجه التحديد، لذا يصعب تحديد من هم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، لكن الأشخاص المصابين بنوع واحد من أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي أو الذئبة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى. هذا يعني أنك قد تكون في خطر متزايد للإصابة بـ”مرض بهجت” إذا كان لديك مرض مناعي ذاتي آخر.

يصيب “مرض بهجت” الرجال والنساء، ويمكن أن يتأثر أي شخص من أي عمر بهذا المرض، على الرغم من أن الأعراض تميل إلى الظهور لأول مرة في الأشخاص في سن العشرينيات والثلاثينيات من العمر.

من عوامل الخطر الأخرى، موقع معيشتك، فالأشخاص من دول الشرق الأوسط وشرق آسيا، وضمن ذلك تركيا وإيران واليابان والصين، أكثر عرضة للإصابة بداء بهجت.

مضاعفات “مرض بهجت” تعتمد على علاماتك وأعراضك. على سبيل المثال، التهاب القزحية غير المعالَج يمكنه أن يؤدي إلى تناقص في الإبصار أو العمى. الأشخاص من ذوي أعراض وعلامات “مرض بهجت” في العين يحتاجون إلى زيارة أخصائي رمد بانتظام، لأن العلاج يمكنه المساعدة على منع تلك المضاعفة.

من مُضاعفات المرض أيضاً إمكانية حدوث مشاكل خطيرة في الأوعية الدموية. وهذا يشمل السكتة الدماغية التي تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى الدماغ. يمكن أن يؤدي التهاب الشرايين والأوردة أيضاً إلى تكوين جلطات دموية.

أحد التحديات في تشخيص “مرض بهجت” هو أن الأعراض نادراً ما تظهر في الوقت نفسه. يمكن أن تكون تقرحات الفم والطفح الجلدي والتهاب العين أعراض عديد من المشاكل الصحية الأخرى.

قد يشخّصك طبيبك بـ”مرض بهجت” إذا ظهرت تقرحات الفم ثلاث مرات خلال عام، وتطورت خلال العام أيٌّ من الأعراض التالية: تقرحات الأعضاء التناسلية التي تظهر ثم تختفي، تقرحات الجلد، التهاب العين الذي يؤثر على الرؤية.

يمكن التشخيص أيضاً عن طريق وخز الجلد الإيجابي، حيث تظهر نتوءات حمراء على الجلد عند وخزها بإبرة؛ هذا يعني أن جهازك المناعي يبالغ في ردّ فعله تجاه تحفيز الإصابات الصغيرة.

لم يتوصل الطب إلى علاج لداء بهجت حتى الآن. قد يقترح طبيبك بعض الأدوية للسيطرة على نوبات احتدام الأعراض. وقد لا تحتاج إلى تناول الأدوية بين نوبات الاحتدام.

قد تكون المراهم الموضعية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات، وهي مُركبات يتم استخدامها للحدّ من الالتهابات، مفيدة لعلاج القروح على جلدك. قد يساعد شطف الفم بالكورتيكوستيرويدات على تخفيف آلام تقرحات الفم ومساعدتها على التلاشي بسرعة أكبر. وبالمثل، فإن قطرات العين التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات أو الأدوية الأخرى المضادة للالتهابات قد تخفف من انزعاجك إذا تأثرت عيناك.

الأدوية الأخرى التي قد توصف بين النوبات تشمل الأدوية المثبِّطة للمناعة، والتي تساعد على منع جهازك المناعي من مهاجمة الأنسجة السليمة.

الراحة في أثناء النوبات الجلدية مهمة؛ للمساعدة في الحدّ من شدّتها، فعندما تكون الأعراض شديدة، مارِس الرياضة بانتظام، واتبع نظاماً غذائياً صحياً.

الإجهاد محفز شائع لأمراض المناعة الذاتية، لذلك قد يساعد تعلُّم استراتيجيات الاسترخاء على تقليل عدد حالات النوبات الجلدية التي تعانيها.

يجب عليك أيضاً العمل بشكل وثيق مع أطبائك حول طرق المساعدة في إدارة صحتك والاستجابة بسرعة عند ظهور نوبات احتدام الأعراض، غالباً ما تعني الإصابة بـ”مرض بهجت” العمل مع أكثر من طبيب، وضمن ذلك: متخصصون في أمراض المناعة الذاتية، ومتخصصون في أمراض الجلد، وأطباء العيون، وأخصائي الأوعية الدموية، وأطباء آخرون، اعتماداً على طبيعة حالتك.

“مرض بهجت” حالة غير شائعة، لذلك قد تواجه صعوبة في العثور على مجموعة دعم تتفهَّم حالتك. قد تكون هناك مجموعات دعم لأمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل الذئبة، والتي قد توفر بعض الراحة والمعلومات المفيدة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى