آخر الأخبارالأرشيف

لأول مرة فى التاريخ ..تدريبات مشتركة لسلاح الجو المصري ونظيره الإسرائيلي بدلا من الثأر لمذابح أسرى «67»: دبابات إسرائيل سحلت جنودنا قبل دهسهم

تقرير بقلم الإعلامى
صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري
فيما يعد مستوى جديدا من التطبيع لم تصل إليه العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ احتلال فلسطين، أعلن وزير الدفاع اليوناني «بانوس كامينوس»، الأحد، أن بلاده تنوي المشاركة في تدريب عسكري مشترك بين سلاح الجو المصري وسلاح الجو الإسرائيلي، كما تعتزم قبرص المشاركة كذلك.
ومنذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، انتقد معارضون مصريون ما قالوا إنه تغيير للعقيدة العسكرية المصرية ليصير العدو بالنسبة لها هو الإسلام السياسى ويمكنها قمع الشعب للتشبث والسيطرة على حكم مصر، فبدلا من أن يكون العدو هو الكيان الصهيوني وسلاح الجيش موجه إلى الخارج وحفظ الحدود بدلا من الشعب، رغم أن العدو الإسرائيلي سبق أن خاض ضده الجيش المصري حروبا عديدة.
وبحسب الوزير اليوناني، فإنه يجرى التخطيط هذه الأيام لإقامة تدريب مشترك لسلاح الجو المصري والإسرائيلي واليوناني والقبرصي، ومن الممكن كذلك انضمام دول أوروبية أخرى، كجزء من خطط الدفاع المشترك للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط
الخبر الذي أحدث صدمة في أوساط الغالبية العظمى من المصريين الذين لا يزالون ينظرون إلى (إسرائيل) على أنها «عدو»،وذلك طرح تساؤلات أيضا حول صحة ما يقوله معارضون مصريون منذ إعلان 3 يوليو/تموز 2013، حول تغيير للعقيدة العسكرية المصرية ليصير «العدو» بالنسبة لها هو الإسلام السياسى وليس إسرائيل ويمكنها وفقا للعقيدة العسكرية الجديدة زيادة تدخلاتها السياسية والدبلوماسية والبقاء في السلطة، بدلا من أن يكون العدو هو الكيان الصهيوني وسلاح الجيش موجه إلى الخارج وحفظ الحدود فقط.
ورغم أن الجيش المصري سبق أن خاض حروبا عديدة ضد (إسرائيل)؛ فإن الدفء يظلل العلاقات الحالية بينهما في ظل توجه «السيسي» للتقارب العلني مع (إسرائيل)، ليس فقط من إيمان ببرجماتية العلاقة مع (الإسرائيليين)؛ وإنما لمروره بأزمات ضخمة داخل مصر، كما أن التنسيق الأمني والاستخباراتي فيما يخص قضايا الحدود المشتركة والقضية الفلسطينية وغزة وصل لأبعد من ذلك في علاقات دبلوماسية وعسكرية معلنة وسرية فى نفس الوقت.
شاهد على مذابح أسرى «67»: دبابات إسرائيل سحلت جنودنا قبل دهسهم
العقيد اسامه الصادق احد اصدقاء موقع المجموعه 73 مؤرخين وله روايه الناس والحرب منشوره علي حلقات بقسم ادب الحرب وكذلك كنسخه كامله في قسم المراجع وهي تحكي تفاصيل حياته العسكريه من 5 يونيو 1967 وحتي اصابته يوم العبور
 =============================
فى أغسطس 1966، كان أسامة الصادق، صاحب الـ23سنة آنذاك، يتحسس خطواته الأولى فى الحياة العسكرية كملازم أول فى الكتيبة 352 مشاة، اللواء 116، الفرقة الثالثة. كان موقعه فى منطقة العوجة، فى طريق برى بين مصر وفلسطين تم رصفه قبل قيام إسرائيل فى 1948. ربما لم يكن «أسامة»، الذى وصل إلى رتبة عقيد بعد ذلك، يتخيل أن خطواته الأولى ستتحول بعد أقل من عام، إلى مسيرة فى صحراء سيناء تمتد 28 يوما بداية من يوم 7 يونيو 1967، يشاهد خلالها كيف قتل الإسرائيليون الجنود المصريين وهم أسرى حرب، ومثلوا بجثثهم وسارت عليها الدبابات.. وحول رحلته القاسية ولغز رفاة الشهداء المتبعثرة فى جبال سيناء تجرى «المصرى اليوم» معه هذا الحوار:
■ كيف بدأت رحلتك فى سيناء بعد النكسة؟
– عندما قامت حرب 67 وأتى أمر الانسحاب مساء يوم 5 يونيو 1967، لم يوافق قائد الكتيبة على الانسحاب، فقد كان العقيد «مصطفى توفيق» من مواليد إسكندرية وأسر فى حرب 48 واستشهد أخوه فى عدوان 1956، كان الرجل يريد الحرب ولم يرد الانصياع لأمر الانسحاب.
■ ماذا حدث بعد أن رفض القائد قرار الانسحاب؟
– حدثت المعارك مع الإسرائيليين يوم 5 يونيو ليلاً، وأحدثوا بنا إصابات خطيرة وكثيرة فقد كان لديهم أجهزة رؤية ليلية يستطيعون من خلالها رؤيتنا من حيث لا نراهم، ويوم 6 نهارا، كان الجو حارا مع الخسائر وبدأت الوحدات تنسحب، حتى فوجئنا بالدبابات فى منطقة أم قطف، فانقلبت سيارتنا وانفجر بعضها ومات الجنود، ومن بقى من القوة انتظر حتى مجىء الليل ليكمل السير فى الظلام، أما أنا فقد أصبت وأنا بكابينة السيارة، وجاءت مجموعة من 5 عساكر مصريين تبقوا من القوة سمعوا صوتى فى الكابينة فأخرجونى، وسرنا فى الصحراء نحو 4 أسابيع، تحديدا 28 يوما.
■ هل قابلتم أحدا يدلكم على الطريق من البدو أو من زملائكم؟
– مضينا أول 5 أيام دون أن نقابل أحداً فى الصحراء ونحن بلا ماء أو طعام، حتى وجدنا سيارة فاقترح أحد الجنود أن نشرب ماء رادياتير السيارة كانت مياه ساخنة سوداء مختلطة بالسولار، ومع ذلك نام الجميع على بطنه وأخذ يشرب منها.
■ كيف عثرتم على جثث الشهداء؟
– أول يوم وقعنا بالسيارة ليلا، أقبل علينا 2 ضباط قادة ألوية برتبة عميد، وكانوا يسألوننا عن اتجاه معين لم نكن نعرفه، فأنا ضابط صغير لا أعلم شيئاً عن سيناء والعساكر معى كانوا بوحدة عائدة من اليمن فلم يكونوا على علم بسيناء ودروبها، فتركانا وسارا بمفردهما وبعدها بيومين وجدنا دبابة إسرائيلية ضرباهم فى السيارة الجيب وكانا أول من دفناهم، فى جانب الطريق.
■ أين كان يتم دفن الشهداء؟
معظم الشهداء تم دفنهم فى 3 أماكن إما بجانب الأسفلت، خاصة فى المحور الأوسط وإما فى خزانات المياه الفارغة أو فى مواقع الاستشهاد، ولم يكن معنا أدوات حفر فحفرنا بأيدينا فى الرمال ودفناهم، وعندما مررنا بخزان مياه فارغ وجدنا رائحة سيئة، فإذا بـ 50 جنديا داخل عربة مضروبين برشاشات، وكل عسكرى إما ممسك بكعب زمزمية أو كوب حتى يشرب.
■ ألم تتعرضوا لهجوم إسرائيلى أثناء سيركم؟
– كثيراً. كان أولها بعد أن أستيقظنا فى ذلك اليوم، بدأنا نكمل المسير، حتى وصلنا لجبل لبنى، فهاجمتنا طيارة هليوكوبتر إسرائيلية وأخذوا يطلقون النار علينا، فدخلنا مغارة أحد الجبال، ووجدنا سيارة إسعاف إسرائيلية هجمنا عليها لكن الجنود أصابتهم هيستريا بسبب الجوع والعطش فشرب بعضهم أدوية سائلة وبعضهم تناول مراهم وكريمات حروق ومات نحو 4 من المجموعة.
■ ولماذا لم تقابلوا بدوا طيلة هذه الفترة؟
– علمنا أن معظمهم آوى إلى الجبال بعد الهزيمة خوفا من اليهود وكنا منذ لحظة الانسحاب نبحث عن أى بدوى يدلنا على الطريق وفجأة فى خامس يوم لمحنا بدويا يمشى على مرمى البصر، وعندما شاهدنا دعانا إلى مخبأه.
وبعد العشاء تذكرنا مجموعة من زملائنا تركناهم خلفنا، فأخبرنا عنهم البدوى فأرسل مجموعة من شباب القبيلة معنا للبحث عنهم فوجدناهم ماتوا عطشا وسط الصخور فى جبل المغارة «كل اثنين ثلاثة فى حفرة داخل الجبل كان أحدهم مازال حيا عندما وجدناه ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة بين أيدينا». وحكى لنا البدوى يوم 12 يونيو ما حدث من الأحداث التى كنا نجهلها من الهزيمة وانسحاب الجيش وأن عبدالناصر قد تنحى ثم عاد للحكم، ولأول مرة ننام بلا خوف. واستيقظنا فى الصباح على صوت البدوى يوقظنا للإفطار ثم أعطانا خبزاً ناشفاً وجركن مياه ودلنا على الطريق.
■ متى اكتشفتم دهس الإسرائيليين للأسرى المصريين بالدبابات؟
– بعد مساعدة البدوى، تهنا فى الصحراء ثلاثة أيام نصطاد فيها السحالى والغربان ونعتصر الجريد الأخضر لنشرب أى سوائل تنزل منه، وأخذنا نبحث عن المياه مرة أخرى حتى وصلنا إلى منطقة نخيل بها آثار للدبابات الإسرائيلية، واكتشفنا أن ذلك هو مكان دهس الأسرى بالدبابات فى المنطقة الوسطى، ووجدنا صوتا يتأوه فبحثنا عنه فإذا به جندى مصرى مدفون فى الرمل لا يظهر منه إلا رأسه، فحاولنا أن نخرجه ولكنه رفض لأن الإسرائيليين قد دهسوه حيا بالدبابة، فشرب جرعة ماء ثم مات، ووجدنا 13 ضابطا وجنديا تم دهسهم بنفس الطريقة، كنا عندما نريد دفن أى من المدهوسين من الأسرى نكوم أجزائه فوق بعضها، لأنها مفككة ونقلبه على وجهه لأننا لم نكن نستطيع النظر فى وجهه من هول مشهد الرعب المرسوم على ملامحه.
وماذا فعلتم بعد ذلك؟
– سرنا فى هذا المكان الكئيب ونحن مذهولين ومرعوبين أن نلاقى نفس مصير زملائنا الذين أتوا إلى سيناء للحرب بشرف، وأخذنا نردد «لو كنا هنا ورأيناهم لدافعنا عنهم وماتركناهم يلقون هذا المصير».
■ وكيف وصلتم؟
– وكأن الله أراد أن يختبر صدقنا فبعد ثلاثة أيام تهنا فى الطريق ووجدنا نفسنا عدنا إلى هذا المكان مرة أخرى، لأننا كنا نستعين بالنجوم فى سيرنا ووجدنا بئر مياه فى وسط النخيل فشربنا وركنا إلى النخل، فإذا بصوت دبابة إسرائيلية آتية فى الطريق، تسحل خلفها 6 من الجنود المصريين على الأرض مربوطين بالحبال، وأخذوا يضربونهم بالأيدى والأرجل، فوجدنا أن اثنين منهم قد ماتوا وبقى أربعة، ووجدناهم يلقون بالأربعة على وجوههم فوق الأرض ويربطون أيديهم للخلف، ويهمون بدهسهم، بعد أن نزل الثلاثة ضباط الإسرائيليين من الدبابة وأخذوا يضربون الأسرى المصريين ويمشون على أجسادهم ويضربهم أحدهم بقدمه فوق رؤوسهم.
■ وكيف تصرفتم؟
– كان على اتخاذ القرار بالدفاع عن المصريين فاختبأنا خلف النخيل وكان معنا 6 بنادق فى كل بندقية طلقتان إدخرناها للذئاب، وقسمنا أنفسنا على الضباط الإسرائيليين الأربعة، وقضينا عليهم، وذهبنا كى نفك أسر المصريين فوجدناهم ضابطاً برتبة رائد اسمه «وليم شفيق» وملازماً أول واثنين صف ضباط، وفوجئنا بالرائد ومن معه يرفضون السير معنا لأنهم يعلمون أن هناك سبعة من زملائهم سيأتون بهم فى المكان نفسه لدهسهم بدبابة أخرى.
وطلبوا منا السير فى طريقنا كى لا تكون الخسائر كبيرة، وكان الرائد وليم شفيق يريد لنفسه وزملائه أن يموتوا محاربين لا أسرى مدهوسين.
فاختبأت أنا وباقى عساكرى عند البئر، وبقى زميل لنا ينظر ما سيحدث فرأى دبابتين إسرائيليتين تجران المصريين السبعة، واستطاع المصريون الأربعة تحرير زملائهم السبعة ويقضون على طاقم الدبابتين، لولا أن توالت الطائرات الهليوكوبتر التى حصدتهم وهم فى ميدان المعركة.
■ كم تقدر عدد شهداء 1967؟
– إذا كنا نحن 28 وبقى منا ثلاثة على قيد الحياة، فبالمقارنة يتجاوز عدد شهداء 1967 الأرقام التى يرددونها بكثير.
■ ما تفسيرك لاكتشاف رفات جديدة لأسرى النكسة بعد السيول فى سيناء؟
– هذا شىء طبيعى وكل فترة وارد أن تكشف جريمة من هذه الجرائم فمن السهل الكشف عن المقابر الجماعية التى دفن فيها البدو أو الجنود زملاءهم، أما الإسرائيليون فقد كانوا يضعون مئات الأسرى المقتولين فى مقابر جماعية عميقة كى يصعب اكتشافها

يمكنكم مشاهدة كل الحلقات على اليوتيوب
علاقات دافئة
وفي سابقة؛ التقى «السيسي» بـ«نتنياهو» مؤخرا ولأول مرة علنا على هامش مشاركتهم في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكشفت صحف (إسرائيلية) عن لقاءين سريين العام الماضي والجاري جمعا «السيسي» بـ«نتنياهو» في العقبة الأردنية والقاهرة، وقد أقر «نتنياهو» بذلك واعترف «السيسي» كذلك ضمنا. 

 

كما أعلن «عبدالفتاح السيسي»، في لقاء تلفزيوني مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن 50 دولة عربية وإسلامية ستطبع العلاقات مع (إسرائيل) في حال توصلت لتسوية سياسية مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن مصر تعتبر أحد أهم الدول التي تشارك في الدفع بتلك التسوية.
وظهر التطور العلني للعلاقات المصرية ­ (الإسرائيلية) جليا خلال مشاركة السفير المصري «حازم خيرت» في مؤتمر «هرتسيليا» السادس عشر في «الأراضي المحتلة» المتخصص في مراجعة السياسات الأمنية والدفاعية للدولة العبرية وعنوانه «أمل إسرائيلي، رؤيا أم حلم؟».
وبحسب تصريح السفير الإسرائيلي السابق لدى مصر «حاييم كوهين»، فإن «مصر و(إسرائيل) تتمتعان حاليا بعلاقات قوية».
وفي مداخلة لسفير (إسرائيل) في القاهرة «ديفيد غوفرين» في «معهد أبحاث الأمن القومي » في جامعة تل أبيب، فإن العلاقات بين (إسرائيل) ومصر تعتمد إلى حد كبير على الجانب العسكري وأنه من أجل تثبيت السلام يجب أن يقوم على قدمين؛ الأولى عسكرية والثانية مدنية اقتصادية والدمج بين الجانبين يضمن بقاء التعاون على المدى البعيد بين الطرفين.

أين ذهبت عقيدة الجيش المصرى العسكرية والثأر لآلاف الشهداء فى حرب 67
التدريبات العسكرية المشتركة بين مصر و(إسرائيل) يطرح تساؤلا عما إذا «باتت (إسرائيل) شريكا لمصر بعدما كانت هى العدو اللدود والقاتلة والمحتلة لقرية “أم الرشراش” المسماه “إيلات” والأراضى الفلسطينية ؟!»، حيث بنيت العقيدة المصرية للجيش المصري منذ 1948 على اعتبار (إسرائيل) العدو الأول.
وسبق أن خاض الجيش المصري 5 حروب ضد (إسرائيل)، ورغم معاهدة السلام التي وقعها الراحل «محمد أنور السادات»، فقد ظل الجيش المصري يعتبر (إسرائيل) العدو الأول له، ولم تفلح كل محاولات التطبيع والضغوط الأمريكية في تغيير العقيدة العسكرية للجيش المصري، كما كشفت تقارير صحفية أن أمريكا سبق أن حاولت وطيلة العقود الماضية تغيير العقيدة القتالية للجيش المصري، لكن المشير «محمد حسين طنطاوي» الذي كان حينها وزيرا للدفاع رفض ذلك.
وأظهرت البرقيات الدبلوماسية التى نشرها موقع «ويكيليكس» خلافا فى وجهات النظر بين واشنطن والقاهرة بشأن تطوير مهمة الجيش المصرى مع إصرار القيادة المصرية على إعداده فى المقام الأول لمواجهة عسكرية تقليدية.
وكشفت البرقيات، التى تعود إلى 2008 و2010، عن أن واشنطن ترغب فى تطوير الجيش المصرى لتوسيع نطاق مهمته وزيادة تركيزها على التهديدات الجديدة، فى حين تتمسك القاهرة بمهمته التقليدية فى حماية البلاد.
تدريبات لتغير العقيدة القتالية
وبعد صعود قائد الإنقلاب «عبدالفتاح السيسي» ليتولى وزارة الدفاع أعلن عن تشكيل «قوات التدخل السريع»، وأعلن أن تلك القوات التي تم تشكيلها للمرة الأولى في القوات المسلحة، تأتي لتعزيز قدرة الجيش على مواجهة «التحديات التي تواجه مصر في الداخل» والخارج؛ وهو الدور الذي حاولت واشنطن طيلة عقود أن تجعله أولوية الجيش المصري بدلا من مواجهة (إسرائيل).
وقال «السيسي» حينها إن القوات المسلحة «يعاد تنظيمها وتطويرها وفقا لأحدث النظم القتالية لتنفيذ جميع المهام، وزيادة قدرة الجيش المصري على بذل أقصى جهد لمجابهة التهديدات والتحديات التي قد تواجه الوطن وأمنه القومي»، وإن قوات التدخل السريع شكلت للقيام بمهام «خاصة جدا».
وقال مراقبون إن التوجه الجديد للقوات المسلحة، يقول إن القادة الجدد للجيش المصري قد بدؤوا بالفعل في تغيير عقيدة القوات المسلحة من «قتال (إسرائيل)» إلى «محاربة الإرهاب».
وخلال مناورات «النجم الساطع» التي جرت بين أمريكا والجيش المصري الشهر الماضي، مثلت نوعية التدريبات دلالة واضحة للدور المطلوب من الجيش المصري خلال الفترة المقبلة، إذ توجهت معظم التدريبات نحو العمليات الموجهة ضد «العمليات الإرهابية»، وليس إلى تعزيز القدرات العسكرية لمواجهة الحروب النظامية.
وقالت المصادر العسكرية الرسمية حينها إن التدريبات شملت التحضير والتنظيم لمعركة هجومية على عناصر إرهابية متمركزة داخل قرية حدودية، بدءا من عزل العناصر الإرهابية ودفع عناصر الاستطلاع والمهندسين للتغلب على الموانع وتأمين طرق وخطوط الاقتحام وتنفيذ عمليات جوية لعناصر من قوات الصاعقة للمعاونة في استعادة السيطرة على القرية وقطع وعزل الإمدادات الخارجية لتطهير القرية والسيطرة عليها والقبض على كافة العناصر الإرهابية المتمركزة داخلها ودفع عناصر التأمين الطبي والإداري والمعنوي لإعادة تشغيل المرافق وطمأنة السكان المحليين.
وفي كل مرة جرى ذكر كلمة «العدو» خلال البيانات العسكرية الرسمية، فإن تم ذكر كلمة الإرهاب في أعقابها، بينما لم تتم الإشارة أبدا إلى (إسرائيل)، ولا حتى مقارنة من طرف خفي بين القدرات العسكرية المصرية ونظيرتها في بقية جيوش المنطقة بشكل عام.
قدرات سلاح الجو الإسرائيلى والمصرى
تحدثت تقارير عسكرية عن أن سلاح الجو المصري الذي تم تدميره تماما تقريبا عام 1967، وأعيد بناؤه خلال الأعوام الستة اللاحقة، وشارك بفعالية عالية خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، تراجعت قدراته العسكرية، خاصة في ظل حديث تقارير عن سقوط 13 طائرة عسكرية مصرية في حوادث منفصلة، ولم يكشف الجيش عن سبب سقوط هذه الطائرات، كان آخرها في 12 أغسطس/آب الماضي، حيث سقطت طائرة عسكرية في محافظة الدقهلية وسط الزروع، وأسفر ذلك عن مصرع قائدها.
كما أن المناورات العسكرية التي شارك فيها سلاح الجو المصري كانت محدودة، وباستثناء فرنسا، فإنها أقيمت مع بلدان لا تحظى بسمعة عالمية في تطور أسلحتها الجوية أو كفاءتها العالية، إذ أجرى سلاح الجو المصري مناورات محدودة مع سلاح الجو الإماراتي والسعودي والكويتي والفرنسي واليوناني، وكان آخرها تدريبات جوية مع طيران السعودية حملت اسم «فيصل 11». 
في المقابل؛ فإن سلاح الجو (الإسرائيلي) الذي تنوي القوات الجوية المصرية الاشتراك معه في تدريبات عسكرية، تعتبره (إسرائيل) يدها الطولى، وتحافظ على تفوق شايع بينه وبين بقية أسلحة الجو لجيوش المنطقة، وغالبا ما يتم تزويده بأحدث الطائرات، فبينما تسمح أمريكا للجيش المصري بشراء عدد محدود من طائرات F16، تدعم بسخاء الجيش (الإسرائيلي) بطائرات F35.
وبخلاف الاعتماد الحديث على سلاح الجو (الإسرائيلي) في معارك غزة وجنوب لبنان على نطاق واسع، فقد سبق لهذا السلاح قديما أن أذاق مصر الهوان فجر الخامس من يونيو/حزيران عام 1967، إذ أغار على جميع المطارات المصرية؛ حتى تلك السرية منها والمقامة في عمق الداخل المصري، ودمر المقاتلات المصرية في مرابضها على الأرض، مما ترك الجنود المصريين بلا غطاء جوي أثناء النكسة، وأصبحوا صيدا سهلا للمقاتلات (الإسرائيلية).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى