الأرشيف

مبادرات مهاترات

بقلم الكاتب 
حاتم غريب
…………………..
خلال الشهور والايام الماضية خرجت علينا العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية غالبيتها لاتنتمى للتيار الدينى باستثناء الدكتور كمال الهلباوى بمبادرات للخروج من الازمة الراهنة التى تمر بها مصر وهى مبادرات تتميز بالاجتهاد المنفرد دون مشاركة شعبية تذكر رغم كونها تتعلق بمصير وطن وامة بكاملها وفى حقيقة الامر أنا لا أثمن مثل هذه المبادرات التى قد تحمل طابع التنازل عن مبادىء واخلاقيات وأسس لاينبغى على وجه الاطلاق التنازل عنها مهما كانت التكلفة فغالبيتها تسعى لخروج اّمن للعسكر دون مساءلة أو محاسبة رغم فشلهم واجرامهم فى حق الوطن والشعب طيلة السنوات الماضية وكانت اخر هذه المبادرات مبادرة السفير معصوم مرزوق والذى ينتمى فى النهاية لهذه المؤسسة التى شابها الكثير من الفساد والفشل والخيانة منذ سنوات عدة.
………………………………………………..
السؤال الذى يجب أن نطرحه على أنفسنا ونجيب عليه بكل صدق وأمانة ..هل خروج مصر من أزمتها الحالية يحتاج الى مبادرة سلمية مع عصابة مجرمة لاتحترم دستور او قانون أو تعترف بحق هذا الشعب فى نيل حريته وتمكينه من بناء مستقبله بالشكل الذى يريده هو وليس الذى يفرض عليه بالقوة انها عصابة لاتولى أى اهتمام بحق هذا الشعب فى تقرير مصيره بنفسه فاى مبادرات لن تجد نفعا مع عصابة لامبادىء لها ولا اخلاقيات ولا مثل وكل ماتستطيع فعله هو السرقة والنهب والخيانة والخراب ولا يعنيها مطلقا مصير وطن وامة اصبحت فى مهب الريح فهذه المبادرات اذا لاطائل منها ولا نفع ولن تقبل بها تلك العصابة حتى لو ضمنت تحصينهم من المساءلة والعقاب فهى اى العصابة اسست امبراطوريتها بنفسها لنفسها ولا يمكن ان تفرط فيها سلميا ابدا فقد تمكنت منهم شهوة السلطة والثروة والجاه والنفوذ ولن يتركوا كل هذه الامتيازات الا بالدماء ويجب ان نعلم ذلك جيدا وهم يعلمون جيدا ان نهايتهم دموية ومع ذلك يسيرون فى طريقهم الذى رسموه لانفسهم.
……………………………………………
اذا ماهو الحل بعيدا عن السلمية والمبادرات السياسية فلا بديل عن استكمال ثورتنا وليس كما يشيع البعض ثورة جديدة فثورتنا التى قمنا بها فى الخامس والعشرون من يناير 2011 لم تكتمل بعد ومازلنا نسير على دربها وعلينا ان نكملها حتى النهاية مهما كان الثمن الذى سيدفع من اجل نجاحها وتحقيق المبادى التى قامت من اجلها فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وعلينا ان نستفيد من تجربة الدول التى استطاعت ان تسقط الانقلابات والانظمة العسكرية واخرها تركيا بشعبها الواعى الذى رفض ان يعود الى الوراء بعد ان تطلع الى المستقبل واسقط الانقلاب العسكرى الاخير والى غير رجعة وانشأ نظاما سياسيا جديدا فى البلاد يكاد يقضى نهائيا على النزعة العسكرية فى احداث انقلابات عسكرية مرة اخرى ولكى نستكمل ثورتنا علينا اتخاذ اجراءات وتدابير لابد منها واولها توحيد الصف الشعبى ضد هذه العصابة المجرمة وبروز شخصيات مدنية لها ثقل سياسى واجتماعى يثق فيها الشعب تحمل لواء القيادة نحو انقاذ البلاد والعباد من هذه الشرذمة التى نشأت سفاحا على ارض مصر من عسكر وشرطة وقضاة واعلاميين وسياسيين وكتاب ومفكرين ورجال دين وغيرهم من الدجالين الذى تحايلوا على هذه الشعب واجتمعوا عليه من اجل استعباده واذلاله وافقاره واجهاله وجعل مصر شبه دولة بل شبه وطن.
…………………………………………….
الاحاديث على الملأ وفى الغرف المغلقة لم تعد تجدى نفعا وعلى الشعب اتخاذ خطوات ايجابية من اجل الخروج من ازمته بالفعل لا بالكلام فالله قد شرع الدفاع عن النفس والمال والعرض وكذا الجهاد فى سبيله ونحن مسلمون يجب علينا الا نهاب الموت طالما كان فى سبيل الله والوطن والنفس والمال نحن نواجه عصابة تكن لنا اشد انواع العداء والكراهية فهى لم تسرق منا حريتنا وكرامتنا وثرواتنا ومستقبلنا فحسب بل انها تحارب ديننا وتشككنا فيه وتريد القضاء على العقيدة والنزعة الدينية والاخلاقية فى نفوسنا اليس كل ذلك كاف فى حمل لواء الجهاد ضدهم ومواجهتهم بكل مااوتينا من قوة فلم يفرض الجهاد ضد عدو بعينه انما ضد عدو الله وعدونا ايا كان فقد يكون من بيننا وهم احقر الاعداء يسلبون منا حريتنا وممتلكاتنا وانسانيتنا وديننا وعقيدتنا يريدون القضاء على شعب بكامله من اجل ان يحيوا هم وابنائهم وازواجهم ينعمون بالحياة ويفرضون على الشعب الفقر والجهل والذل والمرض فهم الاسياد ونحن العبيد.
………………………………………………
علينا ان نتوحد نجتمع ولا نتفرق فعدونا واحد واهدافنا واحدة ومستقبلنا واحد اما نحن واما هم فالحياة لاتسعنا نحن الاثنين فلا مستقبل لوطن فيه اسياد وعبيد ظالم ومظلوم غنيا وفقيرا قويا وضعيفا بل المساواة فى الحقوق الواجبات واقامة العدل واحترام حق الاخرين فى التعبير عن ارائهم وتقرير مصيرهم بما يحافظ على وحدة الوطن والشعب..
…وان غدا لناظره قريب
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى