آخر الأخبارتقارير وملفات إضافية

مجلس الشخاشيخ

استكمالا لتدمير الحياة السياسية في الدولة الفاشلة

كاتب صحفي ومحلل سياسي

د . محمد رمضان 

 عندما سؤل  احد النواب عن لماذا اعادت مصر  مجلس الشيوخ من جديد  قال:  ان الحاجة استدعت لوجود خبرات وكفاءات لازتتوافر الا بمجلس الشيوخ ، واضاف قائلا ان المجلس سيخفف العبء عن كاهل مجلس النواب ..

وبالنظر الي المرشحين لمجلس الشيوخ والذين من المفترض ان تتوافر فيهم الخبرة والكفاءة نري مهازل في دعايتهم الانتخابية ، فمنهم من لا يعرف الوان علم البلاد والاخر لم يفرق بين كلمة الثمرة  والسمرة ، وثالث يتخذ من احد راس نفرتيتي رمزا ويقول عنه كليوباترا في جهل  بالمعلومات و بالتاريخ ،

هؤلاء من المفترض انهم. اصحاب خبرات وكفاءات ، ودعايتهم تكشف مدي جهلهم وضحالة فكرهم .

فما يحدث في هذه الانتخابات مهزلة بمعني الكلمة واجرام في حق الشعب ودليل علي ان الحياة السياسية التي تم تجريفها في عهد الانقلابي تزداد سوءا ، 

و نتيجة سيطرة العسكر علي مفاصل الدولة ونشر الرعب والخوف في البلاد والتنكيل بالشرفاء  لم يعد امام النظام غير الاختيار بين السيء والاسوء فهم داعموه في الكوارث التي فعلها ولازال يفعلها ، فقد اختفي اصحاب الرأي السديد والحكمة من قيادة البلاد  ، وما نراه علي الساحة من تعثر  وفشل نتيجة طبيعية بسبب من يتصدرون المشهد السياسي .

لايخفي علي احد ان الاختيارات  لمجلس الشيوخ تمت وفق معاير امنية بحته علي غرار ماتم في مجلس النواب  مع الاخذ في الاعتبار السيطرة التامة وعدم السماح بوجود معارضة ولو شكليه ،

وهذا المجلس سيكون صورة كربونية من مجلس النواب ، الذي لم يعترض علي اي قرار اتخذته الحكومة او اتفاقية وقعها السيسي او طالب بعدم توقيع اي اتفاقية دون عرضها عليه ، استطيع ان اقول وبصراحة ان مجلس النواب هو اسوء مجلس في تاريخ مصر والشيوخ سيكون لترضية بعض المحسوبين علي النظام ولن يكون له اي دور في الحياة السياسية بل سيمثل عبء علي خزينة الدولة .

اعضاء المجلس 

 يتكون مجلس الشيوخ  من 300 عضو، ينتخب 100منهم بالقوائم وهذه تم حسمها بقائمة مستقبل وطن، و100 مقعد للانتخابات الفردية وهذه أيضا شبه محسومة حيث رشح مستقبل وطن 93 من أعضائه على المقاعد الـ 100، ثم الـ 100 كرسي الأخيرة سيقوم السيسي بتعيينهم من الموالين.

والغريب هو أن يصر نظام السيسي على إعادة مجلس الشورى ولكن باسم مختلف هو مجلس الشيوخ، بما يتعارض مع أسباب إلغائه قبل نحو 7 سنوات، ففي أواخر 2013، صوّت غالبية أعضاء لجنة الخمسين التي كانت معنية بكتابة الدستور الحالي، على أن أبرز أسباب إلغاء “الشورى” اعتباره بابًا خلفيا للفساد ووسيلة يستخدمها النظام الحاكم لتقديم ترضيات سياسية للموالين، فما الذي تغير؟

تكلفة باهظة وخزينة فارغة

ومن المنتظر ان تصل تكلفة اجراء الانتخابات الي 1,5 مليار جنية يستحوذ منها القضاة والشرطة والقائمين علي العملية الانتخابية من المدنيين  النصيب الاكبر ، وقد تم رفع حوافز القضاة الي 20 الف جنيةلكل قاضي  عن المشاركة في الايام الاربعة للانتخابات بما فيهم  الاعادة .

ماهو العائد علي المواطن ؟

الحصيلة صفر ..اي ان المواطن لن ينال شيء من هذه الانتخابات التي عرف سلفا من الفائز بها ، فلماذا تنفق هذه الاموال في الوقت التي تعاني فيه خزينة الدولة من عجز مستمر  وديون تتراكم نتيجة سوء ادارة البلاد ،

وتاكيدا لما ذكرت ماذا فعل مجلس النواب خلال السنوات الماضية ؟

هل دافع عن مطالب الشعب ؟

هل رفع العبء عن الفقراء ؟

هل رفض القرارات الظالمة والتعسفية بحق المتضررين من هدم مساكنهم بسبب ما اقرره او اجبروا علي اقراره تحت مسمي قانون التصالح ؟

هل وقفوا ضد النظام وطالبوه بسحب توقيعة علي اتفاق المباديء الذي اضاع حق مصر في مياة النيل ؟

هل دافعوا عن تيران وصنافير ورفضوا التنازل عنها ام تمتاهوا مع النظام ورضخوا  له ؟

اذن نحن امام مؤسسات  فاشلة تخدم الحاكم المجرم ولا تمت بصله للشعب ،بل تسحق الشعب لتحقيق اهداف النظام فقط . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى