تقع زاكورة في منطقة وادي درعة جنوبي شرق المغرب، وهي مدينة صحراوية لها تاريخ مثير. أنشئت المدينة في القرن العشرين لتكون نقطة مراقبة للنظام الاستعماري الفرنسي، لكنها كانت قبل ذلك حصناً للمرابطين، وقاعدة عسكرية للسعديين ومحطة مهمة لقوافل التجار عبر شمال إفريقيا.
أما اليوم، فهي آخر مكان كبير مأهول أمام أرغ شيجاغا، واحد من أكبر مساحات كثبان الرمال في الدولة. وينزل المسافرون في المدينة لكونها مركزاً ملائماً للانطلاق في مغامرات داخل الصحراء الكبرى، أو لاستكشاف الواحات النضرة ونخيل التمور في وادي درعة، كما تعد المدينة مركزاً للثقافة الأمازيغية، وتقام فيها عدة احتفالات سنوية رائعة ولهذا يقدم موقع Trip Savvy الأمريكي؛ دليل شامل لزيارة زاكورة.
المناخ: تتصف مدينة زاكورة بالمناخ الصحراوي القحل؛ فالطقس هناك غالباً ما يكون قائظاً في الصيف، بمعدلات درجات حرارة تتجاوز 112 فهرنهايت/ 44 مئوية في شهر يوليو/تموز، لكنها تنخفض بشكل كبير في الشتاء، لتصل معدلات درجات الحرارة إلى قرابة 68 فهرنهايت (20 درجة مئوية) في شهر يناير/كانون الثاني، وتنخفض درجات الحرارة ليلاً لتقارب درجة التجمد. ولا تهطل الكثير من الأمطار طوال العام، كما أن أيامها صافية ومشمسة في المعتاد.
الوقت الأنسب للزيارة: تصلح مدينة زاكورة كوجهة للزيارة في أي وقت من العام. ومع ذلك، فأفضل أوقات زيارتها من حيث الطقس هو وقت الربيع (ما بين مارس/آذار إلى مايو/أيار) ووقت الخريف (سبتمبر/أيلول إلى نوفمبر/تشرين الثاني). وتتزامن هذه الأشهر مع مواسم حصاد البطيخ والتمور بالترتيب. يمكنك الاطلاع تالياً على أفضل أوقات السفر إذا كنت مهتماً بحضور المهرجانات الثقافية السنوية للمدينة.
اللغات: العربية والأمازيغية هما اللغتان الأكثر انتشاراً في زاكورة، ومع ذلك، فأغلب المرشدين السياحيين ومسؤولي الفنادق يتحدثون كذلك ببعض الإنجليزية والفرنسية أو أي منهما.
العملة: تستخدم زاكورة الدرهم المغربي كسائر الدولة. وللحصول على سعر صرف دقيق للعملة، يمكنك استخدام محول العملات عبر الإنترنت.
التنقل: زاكورة مدينة صغيرة ويسهل التنقل فيها على الأقدام. وإذا لم تكن ترغب في المشي، استقل سيارة أجرة صغيرة بدلاً من ذلك.
نصيحة للسفر: حاول زيارة زاكورة في يوم أربعاء أو أحد، ليتسنى لك حضور سوق زاكورة الإقليمي الذي يقام مرتين أسبوعياً.
يزور أغلب السياح زاكورة كجزء من الرحلة إلى الصحراء في طريقهم إلى أرغ شيجاغا. يمكنك كذلك ترتيب جولات نهارية في الصحراء (إما بسيارات 4×4 أو على الجمال) لتشاهد روعة المناظر حولك وتستكشف القرى الأمازيغية التقليدية. يحافظ أطول أنهار المغرب -نهر درعة- على نضارة النباتات الخضراء في وادي درعة حوله، كما أن زراعة التمور ومباني القصبة التاريخية هناك من أكبر معالم الجذب.
يتمثل السبب الرئيسي لبعض المسافرين لزيارة زاكورة في الانغماس في الثقافة الفريدة لقبائل الأمازيغ جنوبي الدولة. لذا فلتفكر في تخطيط رحلتك في وقت أحد المهرجانات السنوية المفعمة بالألوان للمدينة.
توجد العديد من المطاعم المختلفة في زاكورة، ولكن أغلبها يقدم الطعام نفسه: الأطباق المغربية الأصيلة والأطباق المتعلقة بطبيعة شعوب البحر المتوسط. هناك هو المكان الأمثل لتجربة أطباق البسطيلة، والكسكسي، واللحم المشوي الشهية، كما تتضمن الأطعمة الشهية مثل طاجين الكفتة (كويرات لحم مطهية) والسلطة المغربية (مكونة من الطماطم الطازجة والبصل والفلفل). ومطعم مروى وفيلا زاكورة هما من أفضل المطاعم في المدينة، الأول موجود على الشارع الرئيسي وله سمعة تقديم كميات كبيرة من الطعام بأسعار معقولة وخدمة ودودة.
أما الثاني فهو جزء من رياض في ضواحي المدينة، ويقدم أطباقاً تقليدية في حديقة غضة مع مسبح.
نظراً لأن المغرب بلد إسلامي، فأغلب المطاعم لا تقدم الخمور (بالرغم من وجود البعض ممن يقدمون خموراً محلية الإنتاج). ولكن يمكنك أن تُتبع وجبتك بكوب شاي بالنعناع أو عصير البرتقال الطازج بدلا من ذلك.
توجد خيارات متنوعة للسكن في زاكورة، مع وجود العديد من الخيارات الأفضل في بساتين النخيل المجاورة معروفة باسم أمزروا. بعض هذه الأماكن هي فنادق تقدم خدمات كاملة مثل قصبة سيروكو، وهو مبنى جميل على الطراز المغربي يحتوي على مسبح، ومطعم مطل على المسبح وحمام وسبا. وتوجد أماكن أخرى عبارة عن رياض ذات أجواء خاصة (الرياض تعني المنزل المغربي التقليدي الذي أعيد تهيئته ليصير بيتاً للضيافة). ومن بين ما يفضله المسافرون رياض مارات، الذي تُفتح أبوابه الخشبية العملاقة على واحة تملؤها أشجار النخيل والحدائق ومسبح للغطس، وكذلك رياض دار سفيان.
والرياض الثاني يعد مثالاً رائعاً للهندسة المعمارية المغربية، مع واجهاته المزخرفة وأعمال الفسيفساء العربية به.
يمكنك التخييم كذلك (سواء في خيمة أو في شاحنة تخييم) في إحدى البقاع الموصى بها، أو في مخيم بستان النخيل في أمزرو، أو التسجيل لقضاء ليلة في المخيم الصحراوي للبدو الرحل. توفر الكثير من خيارات الإقامة النزهات، والتي تتراوح بين تجارب معسكرات الهواء الطلق تحت النجوم، إلى جولات المشي وركوب الجمال.
تحظى المدينة بمطارها الخاص -مطار زاكورة (OZG)- والذي تصل إليه الخطوط الملكية المغربية مباشرة من المطار الدولي في الدار البيضاء، وتستغرق الرحلة إليه قرابة الساعة الواحدة و50 دقيقة. وإذا كنت متوجهاً إلى زاكورة من مراكش، فلا يمكنك الطيران إلى هناك مباشرة. ولهذا، فغالباً ما يكون الخيار الأرخص والأسهل هو الطيران إلى ورزازات، ثم التوجه إلى زاكورة براً (مسافة تستغرق 2.5 ساعة بالسيارة)، أو السفر براً مباشرة من مراكش. تقع زاكورة في تقاطع طريقين وطنيين هما N9 وN12. ويمكنك استئجار سيارة وقيادتها بنفسك، أو ركوب حافلة المسافات الطويلة من أغلب كبرى المدن المغربية.
وإذا ما استخدمت شركة الحافلات الوطنية ستيام فستستغرق الرحلة من مراكش 8 ساعات، وتكلفتها 140 درهماً، وتستغرق الرحلة من ورزازات أكثر من 3 ساعات بقليل، وتكلف 55 درهماً.
تقدم بعض جهات الإرشاد السياحي الرحلات القصيرة في الصحراء التي تأخذك من مراكش إلى زاكورة، مع التوقف عند معالم الجذب الرئيسية مثل آيت بن حدو وقضاء الليل في معسكر للأمازيغ في الطريق. وتضم أغلب هذه البرامج الانتقال على ظهر جمل لجزء من الطريق، للحصول على تجربة صحراوية أصيلة.
زاكورة، مثل سائر دولة المغرب، مدينة مسلمة صارمة، وينبغي على السياح احترام عاداتها المحلية لكي لا يتسببوا بالإساءات.
المراحيض العامة هناك من نوع القرفصاء، ولا تحتوي على مقعد، وبها خرطوم مياه بدلاً من ورق المرحاض. وإذا لم تكن تعرف كيفية استخدام مرحاض القرفصاء، فاقرأ دليلنا النافع عن الأمر واحرص على حمل مناديل مبللة معك!
إذا كنت تبحث عن وجبة زهيدة، فيمكنك اللجوء إلى أطعمة الشارع في أحد المطاعم ذات الأماكن المخصصة للجلوس، فعلاوة على تكلفتها القليل من الدراهم، فعادة ما يكون الطعام طازجاً وأصيلا بنسبة 100%. وإذا كنت متحيراً بشأن أي منصات البيع ينبغي عليك الشراء منها، فتذكر أن الأكثر ازدحاماً عادة ما تكون الأفضل.
