آخر الأخباركتاب وادباء

مصر تعيش أسوء عصور الظلام فى تاريخها تحت الحكم الفاشى العسكرى

بقلم الخبير السياسى والمحلل الإقتصادى

دكتور صلاح الدوبى

رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا

رئيس اتحاد الشعب المصرى

“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”

عبد الفتاح السيسي قد بلغ النصف الأخير من ولايته، وكان المسار الدكتاتورى لنظامه الجديد واضحاً لايرقى إليه شك. الموجة الأولى من القمع الذي شهدته البلاد إبّان الانقلاب، والذي انطبع بالقتل الجماعي للمشاركين في اعتصامات ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة في صيف 2013، لحقتها موجة ثانية من القمع المدروس نُفِّذت عن طريق قوانين غير ديمقراطية صُمِّمت خصيصاً لإغلاق مجال النشاطات العامة، وبث ثقافة الخوف في أوساط المصريين، والقضاء على المنظمات الأهلية المستقلة، وملاحقة المعارضين أمام القضاء. أفضت الموجة الثانية، التي لاتزال مستمرة حتى يومنا هذا، إلى اعتقال أكثر من خمسين ألف شخص لدوافع سياسية. وأُحيل آلاف الآخرين إلى المحاكم العسكرية، في حين أن الأجهزة الأمنية الخارجة عن السيطرة متورّطة بصورة منهجية في عمليات القتل خارج نطاق القضاء، والاختفاء القسري، والتعذيب في مراكز الاعتقال.

معجزة عبد الفتاح بكل المقاييس ولم تحدث من قبل في أي بلد العالم؛ فقد تمكن الديكتاتور السفاح من جعل إعلامييه وكل المدافعين عنه مخضرين ووقحين ووضيعين وسليطي اللسان ومنافقين وأفاقين وأفاكين وكارهين لمصر ومبغضي ثورة يناير التي سحبتهم من داخل حذاء الدكتاتور السابق مبارك فدخلوا داخل حذاء المليادير العسكرى طنطاوي، ثم تدفئوا فى ملابس السيسي الداخلية ليصبحوا أكثر أمنا وآمانا ويطفحوا رائحتهم العفنة عليه ليستبدل بها رائحة الدم التى تغمره من أعلاه الى أدناه.

الفرق بين مؤيدي السيسي الأقلية ومعارضيه الأكثرية تماما، كالفرق بين النفي والإثبات، فبينما يذهب مؤيدو السيسي إلى تصويره على أنه المخلص الذي أنقذ مصر من مستقبل مجهول، في مرحلة من مراحل تاريخها، يشكك المعارضون أساسا في طريقة وصول القزم للسلطة، ويصورون مرحلته على أنها من أسوأ المراحل التي شهدتها مصر عبر تاريخها، على كافة المستويات سياسيا واقتصاديا وحقوقيا.

ويشكك المعارضون للسيسي في كل شيئ يحيط به، وهم يرون أن صورة أداء السيسي لليمين الدستورية لفترة ولايته الثانية، كفيلة بنسف كل ما يقوله المؤيدون، ويرى المعارضون أن الرجل وصل إلى مقر مجلس النواب المصري وسط جيش من الحراسة، ويبرزون في هذا المجال ماتداوله المصريون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن كيف كانت الطائرات الحربية تحلق فوق العاصمة، طوال أداء الرئيس ليمينه الدستورية في إشارة إلى مدى انعزال الرئيس عن القطاع الأكبر من الشعب المصري.

لم يحدث في تاريخ مصر منذ تاريخ الفراعنة حتى التاريخ الترامبى الأمريكى أن استعذب وتلذذ واستمتع شعب مصر بالتمرغ في تراب تمشي عليه أقدام همجية لديكتاتور تعهد أن يخلص مصر إلى الأبد من بهجتها وأخلاق شعبها العطيم.
كيف إستطاع هذا المهرج السيسي من استخراج أقذر وأسوء وأعفن سلوكيات حيوانية وألصقها بمؤيديه فكرهوا كل من يعترض، ووقفوا سدّا منيعا لحماية الظلم والسرقة والنهب.
كيف تمكن الطاغية أن يقنع رجال الدين، المسلمين والمسيحيين بدأ من الأزهر الشريف الى رأس الكنيسة الأرثوذكسية، أن الله اختاره ليخرب ويدمر ويعطّش ويفقـر مصر، فتغضب السماء وتفرح الشياطين.

إن ما تعيشه مصر حالياً  يمكن وصفه بـ”الكوميديا السوداء”، حيث يعيش الشعب المصري في ظل حكم السيسي العديد من الأحداث والمواقف اللامنطقية والتي تدفعهم للسخرية من وضعهم.

هذا وفي كل مرة يخرج بها عبد الفتاح السيسي العالم ببواطن الأمور ليلقي خطبة او كلمة تشتعل مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية.

عبارات كثيرة تخطت شهرتها مجرّد ورودها في خطب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مناسبات عدة، لتحتل مكانها في كلام المصريين وغير المصريين اليومي وفي برامجهم وأغنياتهم.

وهي على الرغم مما تحمله من سخرية، تخفي وراءها وجهاً سوداوياً للوضع المصري، دفع الناشطين لربطها بفكاهة القائد الليبي الراحل معمر القذافي ودمويته.

بعض أقوال العالم العلامة والبحر الفهامة وحيد دهره وفريد عصره عبد الفتاح خليل السيسى

“ربنا قالى أنا هخلي الملايكة معاكم” عبارة قالها السيسي خلال لقائه مع ذوي الاحتياجات الخاصة: “ربنا قالى أنا هخلي الملايكة معاكم عاوزين نوجه أحلى تحية للملائكة”.

“كل اللى ميرضيش ربنا احنا معاه وبندعمه” في أول خطاب صريح للسيسي بعد عقب 3 يوليو، وقع السيسي في خطأ لا يغتفر على الهواء أثناء كلمته خلال في مؤتمر حضره قادة الجيش والشرطة، حيث قال :” اللي ميرضيش ربنا احنا هنبقى موجدين معاه وندعمه ونأيده”.

“انتو مين؟” في حديثه للشعب المصري قال السيسي: “اسمعوا كلامي أنا بس متسمعوش حد تاني، أنا لما هقابل ربنا يوم القيامة هقوله أنا خليت بالي منهم”. وتابع: “انتو مين.. انتوا مين.. انتوا مين.. مفيش حد هيقدر يقرب من مصر”

“صبح على مصر بجنيه” ناشد السيسي الشعب المصري “المساهمة في نهوض الدولة لجعلها في الأفق دائماً”، وأعطاه الحل سريعاً: “لو كل يوم 10 مليون من الـ90 مليون موبايل اللي موجود مع الناس صبح على مصر بجنية يعني 10 مليون جنيه.مما أثار سخرية عارمة في الوطن العربي.

عبد الفتاح السيسى والحاشية بدأ من رئيس البرلمان على علكة وجميع وزراءه وإعلامييه خداميه والمصفيق لتفاهاته

الطاووس المعجب بنفسِه، المتـكبـر على شعبه، المتغطرس بجهله، المحمِّل للشعب كل أخطائه وأثامه وجرائمه، والشاهد والموقع على الفَقْر المائى والإنساني والأخلاقي ، فكل الجالسين كانوا في مكانين في نفس الوقت: الأول في القاعة و.. الثاني تحت حذائه.
كان واثقا بأن خراب مصْر بين يديه، وأنَّ تجويعَ شعب مصر وإفقارهم يتناغم مع عطشهم وبث الرعب والخوف فى نفوسهم.
حديثه العجيب تهتز لجهله السماوات والأرض؛ لكنه لم يهزّ شعرةً في شعب المحروسة !
كان الديكتاتور متأد أن مصر أقل منه شئنا، وأنَّ اللهَ خلق المصريين فقط لخدمته وخدمة مدام إنتصار زوجته المصونة، وأن الحيوان والجماد يغضب أسرع مما يغضب أهل أم الدنيا.

فعندما تسمع خطاباته وتنظر فى وجهه الكئيب تتأكد أنه لم يلتحق بمدرسة فى حياته قَط، ولم يجلس على تختة في فصل منذ نشأته ، كما أنه لم يقرأ صفحة في كتاب أيا كان.
خطاباته المملة شهادة حق واضحة أنه التحق بالمخابراتِ العسكريةِ بوساطة أجنبية تتنبأ بمستقبله في إنهاءِ العصر المصري الذي دام عدة آلاف عام، فجاء هو ليتمتع ويستمتع، لا ليحكُم.
كان الحاضرون أقزاما لا تراهم العين المجردةُ من بعيد، وإذا اقتربت ولمستهم كانوا هباء منثورا.
كان القزم واثقـا بأنه يتحدث إلى خيال المآتة، ولو أخرج سوطا وهبط به على الحاضرين من النخبة الحاكمة الذين ليست لديهم عمل إلا حضور خطاباته وفقط الإستماع إليه فردا.. فردًا؛ فسيصفقون حتى تدمى أيديهم.

خطاباته لو اجتمع كل علماءِ النفس في العالم لما تمكنوا من تحليلها او فهمها؛ فهى حالةٌ تُرثي بها السماء أهل الأرضِ، وترقص بها الشياطين وهي تغيظ ملائكة الرحمن.

في كل الاجتماعات والمؤتمرات والإذاعة والتلفزيون والحوارات هو الوحيد الذى يتكلم وباقى الحضور منتظرون لحظة التصفيق فهو الأول والآخر!
عندما يتحاور شخصان ولا يأت ذِكْر اسمه في ثنايا وحشايا وظواهر وبواطن الحديث يدق جرس الإنذار لدى أجهزة الأمن والاستخبارات حتى المخبرين ويسمعه الحرس الخفي؛ فهناك قنبلة موقوتة من معارض أو متمرد أو ثائر أو ربما حالم بالإطاحة به حتى لو كان الحالم غير قادر على إخافة فأر.. إدخال الفزع في أذني فرخة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى