الأرشيف

مصر فى عيون زبيدة

بقلم المتخصص فى الشئون القانونية والسياسية

حاتم غريب

رئيس فرع مصر لمنظمة غعلاميون حول العالم

…………………..

لم يكن الوثائقى الذى عرضته محطة الاذاعة البريطانية BBC عن الاختفاء القسرى فى مصر هو الاول ولن يكون الاخير فمنظمات المجتمع المدنى وحقوق الانسان فى كثير من دول العالم سبق وان تناولت هذا الموضوع وأهمها هيومن رايتس ووتش لكن هذا التقرير الاخير ربما سبب ازعاجا وحرجا لعصابة الانقلاب فى مصر ولذلك سارع اعلامهم بتكذيب التقرير واتهام المحطة البريطانية بالعمالة لصالح التنظيم الدولى للاخوان المسلمين على حد زعمهم وقرروا وقف التعامل معها لكنهم ابدا لم يلحوا بمقاضتها لاثبات عدم مصداقية هذا التقرير.

………………………………………………..

من ضمن ضحايا الاختفاء القسرى التى تناولها التقرير فتاة تدعى زبيدة حيث التقت معدة التقرير بوالدتها التى شرحت كيفية اختفاء ابنتها قسرا وتعرضها للتعذيب والاغتصاب على يد زبانية الانقلاب كانت صادقة صريحة لم تخجل من تناول ماتعرضت له ابنتها من ايذاء ومهانة واذلال وكأنها تقول فى قرارة نفسها اين رجال مصر اين المروءة والرجولة لدى المصريين حتى يحدث لابنتها ماحدث دون ان تقف شعرة واحدة فى رأس رجل مصرى من هول ماجرى وعندما شعر اعلام الانقلاب بمصداقية المرأة سارع على الفور باتهامها باهانة السلطة والاستقواء بالخارج ضد الوطن وامعانا فى تكذيبها قامت الاجهزة المخابرتية القذرة باظهار ابنتها على شاشات التلفاز ومعها رجل يدعى انه زوجها حاملا على ركبتيه طفلا يدعون بانه عمره خمسة عشر يوما والحقيقة انه اكبر من ذلك باشهر كما يبدو على وجهه تمثلية مفضوحة اخرجتها مخابرات الانقلاب بالتعاون مع اعلامه للتدليس على الشعب كعادتهم دائما فى التعامل مع مثل هذه القضايا.

…………………………………………………

حقيقة هذا التقرير لاتخص الفتاة زبيدة وحدها فهناك عشرات الفتيات الاخريات تعرضن لما تعرضت له زبيدة فهى حالة من حالات عديدة تعيشها المرأة والفتاة المصرية فى عهد الاحتلال العسكرى وان كانت حالة زبيدة هى الظاهرة على السطح الان ..ظهرت الفتاة على شاشات التلفاز فى حالة تنم عن قهر وذل وانكسار ظهرت واضحة على تعبيرات وجهها وصوتها الخافت وعينيها التى تحجرت فيها الدموع باختصار لقد بدت عليها ملامح المأساة التى عاشتها وتعيشها من اناس نزعت من قلوبهم الرحمة والشفقة ماتت ضمائرهم لم يرحموا ضعفها وقلة حيلتها ملامح وجهها كادت ان تنطق لاعنة اليوم الذى ولدت فيه على ارض هذا البلد وحملت جنسيته التى لم تعد محل فخر او تباهى بل ذل وعار هكذا بدت المسكينة المغلوبة على أمرها معبرة عن حرائر مصر وما يتعرضن له من ايذاء فاق وتخطى كل الحدود الانسانية والاخلاقية .

https://www.youtube.com/watch?v=ZKRsWlJ9gkc

………………………………………………………

تعاطف كثيرون مع الفتاة التى لاحول لها ولاقوة واخرون صبوا اللعنات على الام المسكينة واتهموها بانتمائها للاخوان الارهابيين على حد قولهم لكن ماذا يجدى التعاطف فى مثل هذه الحالة التى لن تكون الاولى او الاخيرة لقد ظهرت مصر على حقيتها فى عيون زبيدة مصر الاقطاعية المحتلة من عصابة مجرمة مصر التى فقدت ابسط المعايير الانسانية والاخلاقية فى التعامل مع المرأة حتى لوكانت متهمة بفعل شىء مصر الضائعة التائهة التى لم تعد تدرى من امرها شىء مصر المقهورة الذليلة المستعبدة مصر بجهلها وفقرها وتخلفها مصر التى لم تعد تنتمى الى عالم البشر فى شىء وتعيش فى ادغال الحياة بعيدا عن التقدم والحضارة والاخلاق والعلم والحرية والكرامة مصر العمياء التى لم تعد تبصر الحقيقة مصر التى تنفر من قول الحق وتلهث وراء كلمة الباطل.

…………………………………………

لاتطلبى يازبيدة النجاة من شعب ماتت فيه كل المعانى الانسانية والاخلاقية ولاتحزنى على وطن لم يحنو عليك يوما بل تعامل معك بقسوة ستكونين محقة اذا كرهتيه ولن يلومك احد على ذلك وفوضى امرك الى الله الذى لايغفل عما يعمل الظالمون ويوما ما ستلتقى عند الله مع من ظلموك وقهروك وهتكوا عرضك لتقتصى منهم فعند الله تجتمع الخصوم.

………..

حاتم غريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى