الأرشيفتقارير وملفات

مصر لن تكون وادي للسبايا

بقلم الإعلامى والمحلل السياسى

سامى دياب

رئيس فرع المنظمة فى السودان ودول أفريقيا

*******************************
التاريخ  الحديث والعميق والقديم لم يسجل طغيان وقمع وفساد وكذب مثلما يحدث في مصر الآن،  السيسي ونظامه  يتفنن في أساليب  غير مسبوقة في القتل والقمع والكذب والفساد والتضليل ومحاولة إخفاء الحقيقة ومحاولة إخضاع الشعب بأى طريقة وأى ثمن .فالنيران أشتعلت في أحشائه والغل والحقد ظهر في كل تصرفاته وبدأت أصوات غضبه تحدث ضجيج مزعج مثل ضجيج الماكينة التي تسرب منها زيت التشحيم والتبريد. فالسيسي  يتمني أن يكون سلطان لوادي من السبايا عليهم السمع والطاعة والهرولة لتنفيذ مايطلب منهم بدون مناقشة أو ثمن .

السيسي أعتقد أن سلاح البطش والقتل والإعتقال وتلفيق القضايا حول شعب مصر إلي أسرى لديه .تصور أن دعم ترامب الا محدود له سيخلده .نسي أن يقرأ التاريخ جيدا ولم يفهم أن الامريكان جالبي مصالح وليسوا أوفياء لعملائهم فهم لايعتبرونه صديق بل عميل ينفذ لهم مخططاتهم ومصالحهم.

الغرب بمافيه أمريكا تابعت بدقة لايتصورها السيسي والكثيرون نسبة المشاركة في مسرحياته الهزلية وجرائمه ضد الشعب المصري ،فلايتصور أحد أن الولايات المتحدة والعشرات من أجهزة المخابرات الغربية وغيرها من الدول لايمتلكون مشاهد مصورة لمذبحة رابعة والنهضة ومسجد الفتح  وغيرها من عمليات القتل والترويع  والإغتيال والإخفاء القصري والوضع الاقتصادي والإجتماعي المصري ،كل ذلك يمثل أمن قومي لأوروبا وأمريكا فمصر دولة كبري بشعبها ومحيطها من الشعوب العربية والإسلامية التي تتأثر بسعادة وشقاء المصريين.

الغرب فهم أن في مصر “ثورة صامته”  وإنها تنتظر شرارة البداية والفكرة الجيدة لتتحول إلي إعصار يقتلع هذا النظام من جذوره  وكل ذلك يجعل الغرب يقف في مسافة بعيدة وحذره من السيسي ونظامه فحينما يحاول ترامب تقديم دعم للسيسي يدعي أنه لايعرف مضمون التعديلات الدستورية الاخيرة في مصر فمظاهر التخوفات الغربية من الإقتراب من السيسي ونظامه كثيرة فهم يفهمون حقيقة الإقتصاد المصري وحقيقة مشاريع السيسي النلفزيونية الوهمية  وحقيقة المهاترات الخارجية التي يقوم بها في دول الجوار  ويعلمون أن الأمور بدأت تنكشف للشعب المصري فلم يعد يثق في زواج بالإكراه لن يظهر له أي جنين علي أرض الواقع.

سلمية الشعب المصري تتجلي في عزوفه عن مايدور حوله من مهاترات وألاعيب بهلوانية ولكنها تخلف مرارة وغضب للجميع. السيسي يتمادي في جرائمة التي لن تسقط إلا بالعقاب له ولكل من حوله وكل من ينفذ أوامره .فهذه الجرائم التي أرتكبها ليس لها خروج آمن أو هروب للخارج. الشعب المصري له الحق كل الحق في الثورة السلمية والجميع مطالب بالنزول في ٢١ يونيو للدفاع عن حاضره ومستقبله ومستقبل أبنائه فقد حرم من أمواله وسلطته المشروعة ليسرقها لصوص يدعون أنهم حماة الوطن وهم ليسوا إلا لصوص لاموال الشعب المصري المظلوم الثورة القادمة ستكون ثورة إعادة الحق لاصحابه ثورة تمكين الشعب من السلطة والثروة .

ثورة عدالة وحرية ورخاء فمصر في حاجة إلي دستور ينص علي أن “كل ثروات مصر وكل ماينتج منها وينتج عن إداراتها هو مال مملوك للشعب ويوزع علي جميع أفراده بالتساوي وأن السلطة هي ملك شرعي للشعب يفوض من يحسن إدارة البلاد ويعزل من يفشل في إدارة البلاد” فقد سرقوا ثروات الوطن تحت مسميات مثل الدعم التمويني او التعليمي أو الصحي أو حتي الآمني فالشعب المصري يشعر جيدا أنه مثل الذي يطعم بقرة   ليشرب حليبها قله مغتصبه للمكان بقوة السلاح إن من سنن الله تعالى في خلقه أن  جعل الناس شعوباو قبائل   ليتعارفوا و يتصالحوا و يتسامحوا و لا يتصارعوا ولايتحاربوا و لايتقاتلوا ولا يسفكون الدماء و لايفسدون الارض جعل أكرمهم و أعزهم و أحبهم الى الخالق أتقاهم و أبرهم و أنفعهم  و إن الله جل وعلا خلق الناس سواسية في الحقوق و الواجبات  و كل شعب له إرادة و عزيمة و روح المقاومة و التصدي من أجل حقوقه و درء الاضرار و التهديدات عنه  و من الشعوب ضربوا أروع الامثلة في الثبات و قوة الارادة حتى نالوا و حققوا أهدافهم بعد سيل الدماء و تقديم النفيس و التضحية بالروح و المال .

 إن لإرادة الشعوب قوة وصلابة لا يستطيع فهمها من تربى في الذل والخنوع وإن لانتصار إرادة الشعوب معنى لا يستشفه من عاش كالأيتام على مأدبة اللئام يقتات مما يلقيه إليه سادته من فتات  أي أنها لا تعرف الخضوع والركوع و الاذلال أمام مؤامرات الطوغيت الاعداء ومصالحهم .إن كل إعلان عالمي او إقليمي لحقوق الانسان أو ميثاق منظمة أو جمعية أو مجلس دولي أو أقليمي أو دستور دولة او دين سماوي  ينص على ضرورة إحترام إرادة الشعوب و تطلعاته في تقرير مصيره  بل و جعلوا من ذلك مبادئ سامية و قواعد متينة لبناء الحياة و الديمقراطية و التمدن و تحقيق المساواة .ولذلك يا شعبنا المصري العظيم نحن علي حق في ثورتنا السلمية فهي ثورة حق وعدالة وتنمية.وعلي الله قصد السبيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى