منوعات

مع اقتراب فترة نشاطه.. تعرف على الاضطراب العاطفي الموسمي؛ أسبابه وكيفية التعامل معه

خلال أشهر الشتاء، يشعر البعض بأن شخصياتهم الطبيعية قد هجرتهم، وكأن هناك سحابة سوداء تخيم فوق رؤوسهم، وتسيطر عليهم حالات من الخمول، والانفعال السريع، والمزاج السيئ. هذه الأعراض هي مؤشرات لحالة حقيقية جداً يطلق عليها الأطباء اضطراب عاطفي موسمي SAD.

يصف الاضطراب العاطفي الموسمي فترة الاكتئاب أو الحالة المزاجية المنخفضة المرتبطة بوقت معين من السنة مع تغير الفصول، وغالباً ما تبدأ الأعراض في نوفمبر/تشرين الثاني وتختفي في الربيع، ويطلق عليه الاكتئاب الموسمي. ومع ذلك، يمكن أن يحدث الاضطراب العاطفي الموسمي في الصيف أو الربيع، على الرغم من أن هذا أقل شيوعاً.

وينتشر الاضطراب العاطفي بنسبة أكبر بين النساء، ويتراوح عمر ظهوره بين العشرين والثلاثين عاماً، ولكن قد تظهر الأعراض في وقت مبكر عن هذا. 

ومن الممكن أن يصيب الاضطراب الموسمي العاطفي حتى الأشخاص الذين لا يعانون من الاكتئاب أو الاضطراب المزاجي، وتتراوح الأعراض من شديدة إلى خفيفة باختلاف الأشخاص.

وينتج الاضطراب العاطفي الموسمي على الأرجح من التعرض الأقل لأشعة الشمس خلال أشهر الشتاء، لأن عدد ساعات النهار أقل، كما أنه في الأيام الشتوية الغائمة يكاد يكون ظهور الشمس منعدماً. كما أن البعد عن خط الاستواء (أي كلما زاد الجو برودة) يزيد من معدلات خطر الإصابة.

كما أن وجود تاريخ عائلي من الاكتئاب أو الانتحار يمكن أن يكون عامل خطر إضافياً لاضطراب المزاج.

قد يؤثر انخفاض مستوى ضوء الشمس في أشهر الخريف والشتاء على السيروتونين، وهو ناقل عصبي يؤثر على الحالة المزاجية، وقد تبين أن انخفاض مستويات السيروتونين مرتبطة بالاكتئاب. أظهرت فحوصات الدماغ أن الأشخاص الذين عانوا من الاكتئاب الموسمي في فصل الشتاء لديهم مستويات أعلى من بروتين نقل السيروتونين الذي يزيل السيروتونين من الأفراد الذين لم يعانوا من الاكتئاب الموسمي.

كذلك، يرتبط الميلاتونين، وهو هرمون مرتبط بالنوم تفرزه الغدة الصنوبرية في الدماغ، بالاكتئاب الموسمي. هذا الهرمون، الذي يمكن أن يؤثر على أنماط النوم والمزاج، يتم إنتاجه بمستويات متزايدة في الظلام. 

لذلك، عندما تكون الأيام أقصر وأكثر قتامة في الشتاء، يزيد إنتاج هذا الهرمون. يمكن أن يؤثر الميلاتونين أيضاً على إيقاع الساعة البيولوجية، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم وهو أحد الأعراض المرتبطة بالاكتئاب الموسمي.

هناك بعض الأعراض أو الخصائص المرتبطة بالاضطراب العاطفي الموسمي الذي يبلغ عنه المصابون، وتشمل هذه الأعراض:

– اضطرابات النوم والنعاس المستمر وصعوبة البقاء مستيقظاً والاستيقاظ في الصباح الباكر

– التغييرات في الشهية والرغبة في تناول الكربوهيدرات والأطعمة النشوية والحلوى

– التغييرات في الوزن نتيجة زيادة تناول الطعام

– التغيرات في مستوى الطاقة والشعور بالتعب وعدم القدرة على تنفيذ الروتين الطبيعي

– القلق وعدم القدرة على تحمل التوتر

– الشعور بالذنب وفقدان احترام الذات واليأس واللامبالاة

– زيادة استخدام المخدرات أو الكحول

– فقدان الرغبة الجنسية وانخفاض الاهتمام بالاتصال الجسدي

– أفكار الانتحار

إذا كنت تعاني من اثنين أو ثلاثة من هذه الأعراض، فتحدث إلى الطبيب لمناقشة التشخيص والعلاج المحتمل، ولكن، إن راودتك أي أفكار انتحارية، فعليك الاتصال بالطبيب دون تأخير.

نظراً لأن الاضطراب العاطفي الموسمي له نمط متوقع من التكرار، فقد تساعد التدابير الوقائية في تقليل الأعراض. بعض أشكال الوقاية التي يمكن أن تساعد تتمثل في زيادة كمية الضوء في المنزل، والتأمل وغيرها من تقنيات إدارة الإجهاد، وقضاء المزيد من الوقت في الخارج، وزيارة الأماكن المشمسة.

العلاج بالضوء أيضاً فعال، ويتضمن الجلوس كل صباح لمدة 15 إلى 30 دقيقة تحت مصباح خاص أو صندوق إضاءة يحاكي أشعة الشمس. فقد ثبت أن العلاج بالضوء يقمع إفراز الميلاتونين في الدماغ. على الرغم من عدم وجود نتائج بحثية تربط هذا العلاج بتأثير مضاد للاكتئاب، فقد ثبت أن العلاج بالضوء فعال فيما يصل إلى 85% من الحالات المشخصة بالاضطراب العاطفي الموسمي. 

يمكن للأدوية، مثل مضادات الاكتئاب، أن تخفف الأعراض أيضاً. قد يجد الأشخاص الذين يعالجون من الاكتئاب المزمن أن حالتهم تزداد سوءاً خلال أشهر الشتاء وقد يحتاجون إلى علاج خفيف أو مشورة إضافية أو تغيير في الدواء.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى