آخر الأخبارالأرشيف

منظمة اليونسكو تقر ب”إسلامية الأقصى”.. كيف سيرد الاحتلال الصهيونى؟

إسرائيل اليوم: اليونسكو غبية ومنافقة

بلهجة قاسية وصف الاحتلال الإسرائيلي قرار منظمة اليونسكو بإسلامية القدس وعدم ارتباط اليهود بالمسجد الأقصى بالهذيان، معتبرة أن المنظمة فقدت شرعيتها.

قرار اليونسكو جاء صادما للاحتلال، خاصة وأنه أتى في وقت تتصاعد فيه الحفريات داخل مدينة القدس المحتلة، وكذلك الاقتحامات اليومية لباحات الأقصى والمطالبات بتهويد ثاني أهم مقدس إسلامي.

حماة

الكيان الصهيوني في أول ردة فعل له على القرار، علق تعاونه مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، واعتبر رئيس وزراء إسرائيل، أنّ المنظمة فقدت شرعيتها لأنها أقرت نصين ينكران علاقة إسرائيل بما سماه جبل الهيكل. ووجه وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت -الذي يشغل أيضًا منصب رئيس لجنة إسرائيل لدى اليونسكو- رسالة إلى اليونيسكو قال فيها “لقد أعلمت مبعوثنا إلى اليونسكو بتعليق كل النشاطات المهنية معها”.

وقال الوزير في الرسالة إنه “وفقا لهذا التصويت ستتوقف فورا كل مشاركة ونشاط  للجنة الإسرائيلية مع المنظمة الدولية، ولن تجري أية لقاءات أو مقابلات، ولن يجري أي تعاون فني مع منظمة تقدم الدعم للإرهاب”..

ردة فعل دولة الاحتلال تجاه اليونسكو، يرى البعض أنها لن تتوقف عند الشجب والإدانة ومقاطعة الكيان للمنظمة الأممية، متوقعين تكثيف الاقتحامات وتوسيع الحفريات داخل القدس، وكذلك ضغوطات ستمارس على الدول الداعمة للقرار وتثنيتها عن إسلامية القدس.

الإعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني أسامة العامر قال: إن الاحتلال الإسرائيلي لن يستسلم لقرار اليونسكو، وسيمارس الضغوطات على الدول التي دعمت القرار الداعم للقدس، وهذا ما ظهر جليًا اليوم في ردة فعل تصريحات الأمين العام للمنظمة بأن القدس مدينة مقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث.

وأوضح الإعلامي الفلسطيني أن القرار جاء ضربة موجعة للكيان، وينسف رواية جبل الهيكل المزعوم، كما أنّ القرار أيضا، جاء منصفا للأمة العربية والإسلامية، ففي ظلّ الهوان والضعف العربي والصراعات داخل الدول العربية، يأتي انتصار اليونسكو، وبالتالي فهو انتصار للقضية الفلسطينية.

وتابع: “نجاح استمرار قرار اليونسكو يتوقف على التحركات العربية والفلسطينية لاستغلال القرار، والاستفادة منه، عربيا ودوليا، مشيرا على أن الأيام المقبلة ستشهد حملة اقتحامات موسعة، والتي هي بالفعل لا تزال مستمرة.

وأنهى العامر كلامه، ليس لدينا خيار سوى الصمود والمقاومة بجميع أشكالها، سياسيا ودبلوماسيا، والمقاومة على الأرض بالعمليات الفدائية.

بدوره، رأى الدكتور مصطفى السعداوي أستاذ القانون الجنائي، أن اللوبي الصهيوني يتحرك الآن بشكل منظم لإسقاط قرار اليونسكو الداعم لفلسطين، وبالفعل بدأ التراجع الأممي بعد تصريحات المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إيرينا بوكوفا إن القدس للأديان الثلاثة.

وأوضح الناشط الحقوقي أن إسرائيل عبر بنك قطاع خاص أمريكي يسيطر عليه اليهود، بدأوا بتنفيذ ممارساتهم الرخيصة، وهددوا بقطع المعونات على “اليونسكو”، للعدول عن قرارها، نتج عنه تصريحات للمنظمة بأن قرار إسلامية القدس جاء متسرعًا، ولذلك سيعرض القرار على المنظمة خلال الأيام المقبلة.

وطالب السعداوي الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التدخل واستغلال القرار الأممي، لإقرار التبعية العربية والإسلامية للقدس.

أما الدكتور جمال عمرو، مسؤول دائرة المخطوطات والتراث في المسجد الأقصى قال إنه “على العرب والفلسطينيين أن لا يقفوا عند هذا الإنجاز والبدء بمعركة على مختلف الساحات الداخلية والخارجية، لمواجهة التحركات الإسرائيلية النشطة من قبل القرار وبعده.

وحذر مسؤول دائرة المخطوطات والتراث، بأن إسرائيل لن تترك القرار دون أن تمارس ضغوطها على الدول المؤيدة لثنيها، فهي صاحبة خبرة في ذلك، مشيرا إلى امتناع 26 دولة عن التصويت إلى جانب رفض 6 دول، وقال “هذا الأمر في منتهى الخطورة؛ إذ يدل على قدرة إسرائيل على التأثير على هذه الدول”.

ولفت إلى أن قرارات اليونسكو توصيات غير ملزمة وليست قرارات يمكن أن ينبني عليها حقائق مادية على الأرض، مقدرا بأن إسرائيل سترد رداً عنيفا ولن تستلم للقرار ولن تقف مكتوفة الأيدي.

وأدان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو القرار بشدة، فيما عدت صحيفة هآرتس، القرار بأنه أخطر قرار على إسرائيل منذ 74 عاما، بينما دعا وزير الزراعة الإسرائيلي “أوري ارائيل” ومسؤولون آخرون إلى تكثيف الوجود اليهودي بالأقصى وتفريغ القرار من مضمونه، وأطلقت دعوات للسماح باقتحامات نواب الكنيست اليهود.

وتوقع عمرو أن تشهد المرحلة القادمة اقتحامات واسعة جدا وحفريات كبيرة في عمق الأقصى وتوسيعا غير مسبوق للاستيطان في إطار ردها.

وقال: “على الدول المؤيدة للقرار العمل على صيانة القرار وحمايته بالعمل على رفعه لمجلس الأمن الدولي ، والعمل مع الدول الممتنعة عن التصويت لإقناعهم بضرورة التصويت لصالح الأقصى والقدس ، لأن الدبلوماسية الإسرائيلية لن تسكت على القرار”. وفقا لـ”بوابة العين”.

وكانت اليونسكو صادقت بالعاصمة الفرنسية باريس- على قرار ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق. واعتبرت الخارجية الإسرائيلية أن القرار يأتي “لتقويض الصلة اليهودية بـالقدس”.

وصوّتت 24 دولة لصالح القرار الذي قدمته سبع دول عربية، وهي الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وعُمان وقطر والسودان. وامتنعت 26 عن التصويت، بينما عارضته ست دول وتغيبت اثنتان.

ويستنكر القرار بشدة الاقتحامات المتواصلة للمسجد الأقصى من قبل المتطرفين والجيش الإسرائيلي، ويطالب تل أبيب بوقف انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى، و”إتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى سبتمبر 2000″ إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون الأقصى. 

من الجهة الأخرى، رحبت حركتا “فتح” و”حماس”،  بقرار “اليونسكو، واعتبرت الحركتان، في تصريحين منفصلين لهما، أنه انتصار للشعب الفلسطيني وخطوة في الاتجاه الصحيح.

ودعت  “حماس”، لمتابعة القرار  بخطوات أخرى من كافة المؤسسات الدولية لدعم وتثبيت كامل حقوق الشعب الفلسطيني وتكاتف الجهود من الأطراف العربية والإسلامية كافة، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضاياه العادلة لأنه حينها سيحدث مزيد من الحراك الدولي الإيجابي لصالح القضية الفلسطينية”. 

في السياق، وبعد يوم واحد من قرار اليونسكو الداعم لفلسطين، قالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) إيرينا بوكوفا إن مدينة القدس القديمة مقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث، ويأتي ذلك بعد قرار إسرائيلي بتعليق نشاطها بالمنظمة غداة تبنيها قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى.

وأشارت بوكوفا إلى أن التراث في مدينة القدس غير قابل للتجزئة، وأن الديانات الثلاث في القدس تتمتع بالحق في الاعتراف بتاريخها وعلاقتها مع المدينة، في محاولة للنأي بنفسها عن القرار الذي اتخذته المنظمة الخميس.

وحذرت المديرة العامة لليونسكو من أي محاولة لإنكار وطمس أي من التقاليد الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية في القدس، لأن ذلك يعرض الموقع للخطر مما يتعارض مع الأسباب التي دفعت إلى إدراجه في قائمة التراث العالمي.

واعتبرت بوكوفا أن وصول مثل هذه الانقسامات إلى اليونسكو يعيقها عن إتمام مهامها على أكمل وجه في ضمان الحوار وتحقيق السلام في المقام الأول، على حد تعبيرها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى