اخبار إضافيةالأرشيف

هل اصبح الجيش السودانى مرتزقة يحاربون بدلا عن السعوديين بالرغم من الخسائرالجسيمة التى منوا بها ومن المستفيد ؟

تقرير اعداد
الدكتور صلاح الدوبى
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم” فرع جنيف- سويسرا
رئيس اتحاد الشعب المصرى
“عضو مؤسس في المجلس الثوري المصري”
في العام 2015م  وعقب الانتخابات العمومية السودانية برز تغير  في تحالفات الحزب الحاكم السوداني بالتحول من معسكر جمهورية ايران بعد تحالف دام (26) عاماً ، الي معسكر التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لاسباب اقتصادية  و سياسية  نتاج  لتاثير الضائقة الاقتصادية التي فشلت الحزم التقشفية في 2012-2013 في السيطرة عليها، حيث كانت  الخرطوم تبحث عن  مساعدات  مالية ثم علي المحور السياسي بدء التفاوض  لرفع العقوبات الاقتصادية الامريكية المفروضة منذ العام 1997م، اذاء  هذا المشهد و في ظل سياسية الادارة الامريكية بعدم تكرار اخطاء المشاركة المباشرة في صراعات القرن الافريقي   الصومال و التي فقد فيها الجيش الامريكي  العديد من الجنود الامر الذي اثار حفيظة الراي العام الامريكي اسندت مهمة حرب اليمين الي التحالف الخليجي الذي بدوره، الذي وجد ضالته في الخرطوم التي كانت لم تتوان في الدفع بقوات سودانية فاقت ال ال8000 الف مقاتل.
تعيش القوات السودانية المشاركة في التحالف السعودي منذ مطلع الشهر الجاري أسوأ أيامها على الإطلاق على مدى الثلاثة أعوام من الحرب.
وتصاعدت عمليات قوات الجيش والحوثيين ضد القوات السودانية بشكل ملحوظ منذ وقوع حادثة اغتصاب فتاة يمنية في مديرية الخوخة بمحافظة الحديدة من قبل جندي سوداني.
ولاحقت ضربات مقاتلي اليمن الجنود السودانيين إلى منطقة عسير التي شهدت هجوماً يمنياً على موقع للقوات السودانية خلف قتلى وجرحى بأعداد كبيرة في صفوفهم.
مشاهد وصور لهجوم شنه مقاتلو الجيش والحوثيين على موقع ثعبان العسكري في عسير وأظهرت جانباً من جثث القتلى السودانيين الذين سقطوا في الهجوم.
وخلال أقل من أسبوعين قتل وأصيب أكثر من 50 ضابطاً وجندياً سودانياً في جبهة ميدي الحدودي في موقعة وصفتها قيادة الجيش السوداني بأنها “يوم حزين مصبوغ بالأسود” فيما وصفتها وكالات الأنباء الدولية بأنها أكبر ضربة للجيش السوداني على مدى ثلاثة أعوام.
وعقب معركة ميدي سقط أكثر من 30 جندياً سودانياً بين قتيل وجريح إثر هجوم لقوات الجيش والحوثيين على مواقعهم في الساحل الغربي قبل أن تطارد نيران مقاتلي اليمن الجنود السودانيين إلى موقع ثعبان في عسير وتوقع عدداً من القتلى والجرحى في صفوفهم.
وكشفت تغريدة علي التويتير من حساب الفريق  محمد حمدان دلقو ( حميدتي) قائد مليشيات قوات الدعم السريع أن  القتلي من القوات السودانية المقاتلة باليمن بلغ (426)
ثم في [12]21 اكتوبر 2017 حملت وسائل الاخبار عن اشتباكات عنيفة بين القوات السودانية والاماراتية باليمن نتج عنها  حتي ذاك التاريخ مقتل  80  من القوات السودانية و (3)  من القوات الاماراتية ، ليبلغ العدد الكلي للقتلي من القوات السودانية  506 قتيل   و  هذا العدد اقل بكثير من جنود بعثة حفظ السلام بدارفور  الذين لقو مصرعهم في حوادث مختلفة منذ العام 2007م .
القتال في اليمن لا يزال يشهد اقبالا كبيرا من قبل مليشيات الدعم السريع للدرجة التي بلغ فيها الامر حد اجراء (قرعة) بين الراغبين للقتال في اليمن في بعض القواعد العسكرية باقاليم دارفور ، الهدف الاساسي يرتبط بالكسب المادي فراتب الجندي بالعملة السودانية  يبلغ 3500  ، 4000 للعريف … 6000 للملازم و 8000 جنيه  للنقيب  ،بينما  يتقاضي المقاتل الملتحق باليمن من الجنود علي 600000 جنيه سوداني تسلم له عند عودته نظير فترة الست أشهر.

 الشعب السودانى يطالب بعودة ابناءه من اليمن
أزمة جديدة تلاحق التحالف العربي المقاتل في اليمن، بعدما تصاعدت مطالب البرلمان السوداني بضرورة سحب قواته المشاركة مع التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية.
 انسحاب القوات السودانية من اليمن قد تضع “عاصفة الحزم” في مأزق، خصوصا القوات البرية، فالسودان تشكل واحدة من أهم القوات التي يعتمد عليها التحالف في تمشيط المناطق العسكرية والمواجهات البرية.
 أيضا، التحالف العربي بات أقل مما بدأ قبل 3 سنوات، فغالبية القوات العسكرية التي بدأت معه انسحبت، القوات القطرية بعد أزمة الخليج، والقوات المغربية، وكذلك ابتعاد بعض الجيوش القوية مثل الجزائر ومصر..
لم يعد طلب سحب القوات السودانية من اليمن قاصرا على فئة سياسية أو حزبية سودانية معارضة أو متوافقة مع الحكومة، بل تعداه إلى عموم المجتمع السوداني الذي يرى أن بقاء قواته هناك لم يعد مهما.
ماذا حققت السعودية ومحمد بن سلمان في اليمن؟!
أولاً: أعلنت السعودية أنها تريد إعادة الشرعية ونزع السلاح وإعادة تشكيل السلطة في اليمن، وجاء هذا الكلام منذ اليوم الأول على لسان المتحدّث العسكري باسم قوات العدوان أحمد عسيري في ذلك الوقت، والنتيجة ماذا ؟!، لا شيء تحقق من الذي أعلنت عنه على الرغم من أنها لم تدخر جهداً في تحويل اليمن إلى سجن كبير تسهل السيطرة عليه، لكن دفاع اليمنيين عن حريتهم كان أكبر من أسوار السعودية وجيوشها وطائرتها وأساطيلها البحرية التي حاصرت المطارات والموانئ اليمنية، ليغلق العدوان فيما بعد وبالتحديد في الـ4 من نوفمبر جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية لليمن بشكل كامل، ومع ذلك ماذا حققت السعودية من كل هذا؟! “لا شيء”.
من المستغرب جداً الحديث عن إعادة الشرعية، لأن الشرعية من حيث المنطق لا تأتي من الخارج ولا يمكن لدولة أن تمنحها لدولة أخرى بالرغم عن إرادة شعبها، ولنفرض جدلاً أن السعودية جادة وصادقة في هذا الخيار، هل من المعقول أن إعادة الشرعية تتم بإبادة دولة بأكملها وتعطيل كل سبل الحياة فيها وإغلاق جميع منافذها؟!، والسؤال؛ إذا كانت إعادة الشرعية تكلّف كل هذا، ماذا لو أعلنت السعودية أنها تريد إعادة الحرية للشعب اليمني؟!.
ثانياً: الحقيقة أن السعودية في مأزق كبير داخل حدود اليمن وخارجها، لأن حجم الضغوط الذي تتعرض لها كبير جد ومكلف أيضاً نظراً لما يلي:
1- مهما حاولت الرياض وأبو ظبي الهروب من ملاحقة منظمات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الدولية، نتيجة عدوانها المستمر على اليمن، ستقع آخر المطاف وستضطر للتنازل وصرف مبالغ هائلة للتغطية على جرائمها في اليمن، وهذا ما تفعله بشكل أو بآخر للأمريكي الذي يستفزها بين الحين والآخر، ولكن الأمريكي لا يمكن أن تؤمّن له، وخاصة إذا كنت تتحدث عن عهد الرئيس ترامب، فبأي لحظة يتخلى هذا الرجل عن الذين يدعمهم دون أن يرف له جفن والقائمة طويلة في هذا الموضوع، وحالياً يتعرض ولي العهد السعودي ابن سلمان لحملة إعلامية شرسة من قبل كبرى الصحف العالمية جراء حربه على اليمن، ولم تؤثر الحملة الإعلامية المضادة عليه بل تابع شراء الأسلحة التي كلفته ملايين الدولارات في لندن وواشنطن.
2- صمود اليمنيين فاجأ السعودية وزاد من ورطتها، وما زاد الطين بلة بالنسبة لها وللإمارات أن اليمنيين نقلوا المعركة عدة مرات إلى داخل بلاد المعتدين، حيث أطلق أنصار الله عشرات الصواريخ التي استهدفت مناطق حيوية وحساسة في السعودية والإمارات، وهذا الأمر أحرج السعودية أمام شعبها، خاصة أن الشعب يعلم بأنها تصرف مليارات الدولارات لشراء السلاح.
3- أمريكا أصبحت هي المحرك الأساسي للعبة في اليمن من جانب التحالف العربي، وربما هي من كانت المحرك الأساسي منذ اللحظة الأولى، وبالتالي فإن السعودية والإمارات ليستا أكثر من أدوات في هذه الحرب، وما يؤكد ذلك تصويت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبيته على استمرار الحرب في اليمن، لأنهم يعلمون جيداً بأن السعودية دولة غنية وبالتالي يجب “مصّ دمائها” عن طريق بيعها أكبر كمية ممكنة من السلاح، ولن يتم ذلك إلا من خلال استمرار الحرب في اليمن والتحريض ضد إيران.
ثالثاً: إليكم أبرز ما حققته السعودية من نتائج في اليمن خلال الثلاث سنوات الماضية:
عدد الضحايا المدنيين بلغ 36828 مدنياً بينهم 14291 شهيداً و22537 جريحاً وإن عدد الشهداء من الرجال 9148 وعدد النساء الشهيدات 2086 امرأة بينما استشهد 33057 طفلاً بغارات وحشية استخدمت فيها أسلحة محرمة دولياً، بحسب إحصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية.
– 415 منشأة صحية دمرت بشكل كلي أو جزئي نتيجة غارات مباشرة للعدوان، وأكثر من 55% من المرافق الصحية لا تعمل بسبب العدوان، والـ45% المتبقية تعمل بالحد الأدنى من قدرتها
أكثر من 21 مليون يمني بحاجة لمساعدة إنسانية، وأكثر من 9 ملايين يمني يشرفون على الدخول في مرحلة المجاعة حسب تصنيفات برنامج الغذاء العالمي.
4- مليونا طفل يمني يعانون أشكالاً مختلفة من سوء التغذية منهم نصف مليون يوشكون على الوفاة بسبب سوء التغذية الشديد، كما أن 52 ألف طفل توفوا خلال العام 2016 لأسباب يمكن الوقاية منها.
ختاماً؛ فشل السعودية في تحقيق أي هدف انعكس على حكومة هادي التي تدعمها السعودية ما أدى إلى خروج ثلاثة وزراء من هذه الحكومة، الأمر الذي أحدث شرخاً كبيراً في العلاقة مع السعودية وتحولت العلاقة إلى بداية أزمة ثقة يجب على اليمنيين جميعاً أن يستثمروها في توحيد صفوفهم الداخلية لمواجهة العدوان وإنهائه كون السعودية عاجزة عن ذلك.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى