آخر الأخبار

وفاة المفكر الإسلامي المصري محمد عمارة ونجله ينشر وصيته.. تحولات فكرية نقلته من الماركسية للإسلام 

توفي المفكر الإسلامي المصري، وعضو هيئة كبار العلماء، الدكتور محمد عمارة، مساء الجمعة 28 فبراير/شباط 2020، عن عمر ناهز 89 عاماً، عقب معاناة مع المرض استمرت 3 أسابيع، وفقاً لما أكده نجله. 

تفاصيل أكثر: خالد عمارة، نجل المفكر، نعى والده في منشور على حسابه في موقع فيسبوك، وكتب قائلاً: “توفي أبي رحمه الله في هدوء وبدون أي ألم أو معاناة، تحيط به أسرته الصغيرة، ويدعو لأمي ولكل أولاده وأحفاده وأحبابه، وقال لكل واحد منهم: أحبك.. وأنا راض عنك”.

أشار خالد إلى أن صلاة الجنازة على والده ستُقام اليوم السبت، 29 فبراير/شباط 2020، عقب صلاة الظهر، في مسجد الحمد بالتجمع الخامس، موضحاً أيضاً أنه “سيُدفن في قريتهم “صروة”، التابعة لمركز قلين بمحافظة كفر الشيخ.

بحسب منشور خالد، فإن والده الدكتور محمد عمارة أوصى بـ “إكمال مشاريعه الفكرية وكتبه وأبحاثه، وهناك بعض الوصايا لتلاميذه، وكل من أحبَّ أبي -رحمه الله- أو تعلم منه شيئاً ما، أولها إقامة صلاة الجنازة أو صلاة الغائب على والدي في أكبر عدد ممكن من مدن العالم”. 

في مساء يوم الجمعة الموافق ٤ رجب سنة ١٤٤١ من الهجرة النبوية الشريفة توفي أبي المفكر الإسلامي و عضو هيئة كبار العلماء د….

من هو عمارة؟  ولد محمد عمارة مصطفى عمارة، في 8 ديسمبر/كانون الأول 1931،  في قرية صروة، بمركز قلين (محافظة كفر الشيخ) في مصر، لأسرة بسيطة، فكان أبوه يعمل في الزراعة، وبدأ حفظ القرآن في كُتاب القرية وهو في السادسة من عمره، فأكمله وجوَّده، وفقاً لموقع “الجزيرة.نت”.

درس في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وفُصل من الكلية عام 1957 لمدة سنة، لتزعمه انعقاد مؤتمر سياسي وطني وقومي، ثم اعتُقل 1959 وهو في السنة الرابعة لمدة خمس سنوات ونصف السنة أثناء أزمة السلطة مع التيار اليساري، وبعد خروجه من السجن حصل على الليسانس 1965.

تخصص عمارة في الفلسفة الإسلامية، ونال الماجستير عام 1970 بأطروحة “مشكلة الحرية الإنسانية عند المعتزلة”، ثم الدكتوراه 1975، برسالته “نظرية الإمامة وفلسفة الحكم عند المعتزلة”.

يقول أكرم ذياب، وقد نشر بحثاً موسعاً للرد على أفكار عمارة، إن الأخير عاش سلسلة من التحولات الفكرية “وقد مر بأطوار من الماركسية إلى الاعتزال فالسلفية إلى غير ذلك”.

بعد حركة الضباط الأحرار 1952 لوحق النشطاء الوطنيون، فتعرض عمارة للسجن 1959، وذاق قسوة التعذيب والحرمان من الوظيفة، لكنه استغل خلوة السجن في التأمل والقراءة والكتابة، فألّف أربعة كتب في هذه المرحلة، التي شهدت بداية تخليه عن اليسار، بعد إدراكه “أن حل المشكلة الاجتماعية في نظرية الاستخلاف الإسلامية وليس الصراع الطبقي الماركسي”.

تعمق الموقف الإسلامي لدى عمارة بظهور الصحوة الإسلامية في السبعينيات، فبدأ نشاطه العلمي في إظهار محاسن الإسلام وتعرية دعاة الماركسية الاشتراكية، مستخدماً مصطلحاتهم ومفاهيمهم مثل: الحرية والعدالة والتكافل الاجتماعي.

ترك عمارة نحو 240 مؤلفاً، ما بين كتاب ودراسة، ومن هذه المؤلفات: “التفسير الماركسي للإسلام”، “معالم المنهج الإسلامي”، “الإسلام والمستقبل”، “نهضتنا الحديثة بين العلمانية والإسلام”، “الغارة الجديدة على الإسلام”، “التراث والمستقبل”، “الإسلام والسياسة: الرد على شبهات العلمانيين”، “الجامعة الإسلامية والفكرة القومية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى