لايف ستايل

وفقاً لعلم الأعصاب.. لماذا تنتابنا المشاعر السلبية؟ وكيف نتخلص منها؟

هل تساءلتم يوماً ماذا يحدث في أدمغتنا عندما نشعر بالحزن أو الألم أو القلق أو الاكتئاب؟ ولماذا من السهل أن تسيطر علينا المشاعر والأفكار السلبية وتحول دون شعورنا بالسعادة والرضا؟

علم الأعصاب يجيبنا عن هذه الأسئلة، ويخبرنا أن أدمغتنا تتلاعب بنا في بعض الأحيان، لكن الخبر الجيد أننا بدورنا نستطيع التلاعب بها والسيطرة عليها عبر التزامنا بممارسات معينة.

بحسب ما ورد في موقع Big Think الأمريكي، إليك نصائح عالم الأعصاب بجامعة كاليفورنيا، أليكس كورب، لتخطي المشاعر السلبية والتركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك:

عندما يتملكك الحزن، أو المشاعر السلبية بشكل عام، من المفيد جداً أن تكون دقيقاً في وصف مشاعرك، إذ أظهرت الدراسات أن دقتك في وصف المشاعر السيئة تساعدك على التخلص منها.

ما هو الشعور السيئ الذي ينتابك على وجه التحديد؟ الغضب؟ الضغط؟ الحزن؟ الوحدة؟

بحسب علماء الأعصاب فإن مجرد تحديد اسم الشعور السيئ الذي يخيم عليك يجرد هذا الشعور من قوته، وقد أثبتت دراسات الرنين المغناطيسي الوظيفي صحة هذه الفكرة.

ففي إحدى الدراسات على سبيل المثال، عَرضت على المشاركين في الدراسة صوراً لأشخاص يبدون تعابيرَ مختلفة على وجوههم مثل الحزن والغضب والألم.

 وكما هو متوقع، فقد انتقلت هذه المشاعر السلبية ذاتها إلى المشاركين في الدراسة، والدليل على ذلك نشاط اللوزة العصبية في أدمغة كل من المشتركين (اللوزة هي جزء من الدماغ تقع داخل الفص الصدغي من المخ، وتشارك في إدراك وتقييم العواطف والاستجابات السلوكية المرتبطة بالخوف والقلق).

لكن عندما طُلب من المشاركين تسمية الشعور الذي يشاهدونه في الصورة، نشطت لديهم القشرة الجبهية الأمامية من الدماغ، وقللت بذلك من نشاط اللوزة العاطفي.

بمعنى آخر، إذا أردت أن تقلل من أثر المشاعر السلبية عليك، فقم بتسميتها وتحديدها.

هل تشعر بالقلق والتوتر؟ من بين الأشياء التي يمكنك تجربتها للتخلص من هذه المشاعر السلبية اتخاذ قرار ما يساعد في حل المشكلة التي أدت إلى توترك.

تشير الدراسات إلى أنه ليس من الضروري اتخاذ قرار مثالي وحاسم لحل المشاكل التي تسبب قلقك وتوترك، لكن مجرد اتخاذ خطوة ما في سبيل حل هذه المشاكل سيؤدي إلى تحسين مزاجك وتقليل نسبة التوتر والقلق لديك.

إذ يقول علماء الأعصاب إن محاولة الوصول إلى القرار «المثالي» بدلاً من الاكتفاء بالقرار «الجيد»، تشكل ارتباكاً أكبر لدى دماغك سيزيد بالتالي من شعورك بالتوتر.

على الجانب الآخر، فإن الاكتفاء باتخاذ القرار «الجيد» ينشط مناطق أكثر في قشرة الفص الجبهي الظهراني، وهو ما يساعدك في الشعور بسيطرة أكبر، ويقلل بالتالي من مشاعر القلق والتوتر لديك.

وإذا كنت متردداً بين اختيار وآخر، يقترح عليك العلم ألا تقلق؛ لأنك على الأرجح ستكتسب انحيازاً إيجابياً للقرار الذي ستتخذه على أي حال.

إذ يقول عالم الأعصاب كورب: «نحن لا نختار الأشياء التي نحبها فحسب، بل نحب الأشياء التي نختارها أيضاً».

يقوم دماغنا أحياناً بخداعنا عن غير عمد، فعندما تنتابنا المشاعر السلبية مثل الشعور بالذنب أو القلق تنشط مراكز المكافأة في المخ، والتي تحث على إفراز الدوبامين، وبالتالي تزيد من الشعور بالرضا.

وهذا ما يفسر لنا ميل الكثير منا إلى المبالغة في جلد الذات وتحميل أنفسنا ذنوباً قد لا نكون اقترفناها أساساً، وعدم قدرتنا على التخلص من القلق والتوتر الذي نبدو عاجزين عن الابتعاد عنه، ففي النهاية دماغنا سعيد بهذه الحالة.

فعلى الرغم من أن القلق وغيره من المشاعر السلبية يعتبر أمراً غير ذي جدوى من المنظور التكتيكي، إلا أن العقل يعتبرها على ما يبدو أفضل من عدم فعل أي شيء عندما تكون متوتراً.

وبالرغم من أن ردود الأفعال التي تتخذها أدمغتنا حيال هذا النوع من المشاعر تبدو غير منطقية، إلا أنه من المفيد لنا أن نفهم كيف يعمل دماغنا بالضبط، لنتمكن من السيطرة على مشاعرنا بدلاً من أن تسيطر هي علينا.

لذا فالسؤال البديهي: كيف نسيطر بطريقة إيجابية على هذه الحالة؟

يقترح كورب أن تعمد في هذه الحالات إلى رفع مستوى السيروتونين «هرمون السعادة» لديك في مثل هذه الحالات، وذلك عن طريق التفكير بأشياء أنت ممتن لوجودها في حياتك، وبذلك ستجبر دماغك على التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك.

فهذا العمل البسيط يزيد إنتاج السيروتونين في القشرة الحزامية الأمامية من المخ.

عندما نحزن نكون بأمس الحاجة إلى من يعانقنا عناقاً طويلاً، لنشعر ببعض من الارتياح، لماذا؟ العلم يجيب:

«يحفز العناق، خاصة الطويل، على إطلاق هرمون يدعى الأوكسيتوسين، وهو هرمون وناقل عصبي يقلل تفاعل اللوزة الدماغية، وبالتالي يقلل من الشعور بالخوف والقلق.

ويؤدي الإمساك بالأيدي، والتربيت على الكتف، والمصافحة إلى نفس النتائج كذلك.

في إحدى الدراسات كان المشاركون يشعرون بتوتر عال لأنهم يتوقعون صعقة كهربائية، أخبرهم الباحثون أنهم سيتلقونها في أية لحظة، مما نشط لديهم المناطق المسؤولة عن القلق والتوتر في الدماغ.

لكن عندما قام شركاؤهم بإمساك أيديهم، لاحظ الباحثون نشاطاً أقل في كل من القشرة الحزامية الأمامية وقشرة الفص الجبهي الظهراني، ما يعني نشاطاً أقل في الدوائر العصبية الخاصة بالقلق والألم.

وإن لم يكن لديك مَن يعانقك أو يمسك بيدك، فقد أظهرت الدراسات أن التدليك أيضاً طريقة فعَّالة لإطلاق الأوكسيتوسين، وهو ما يقلل من هرمون التوتر، ويزيد من مستويات الدوبامين المسؤول عن الشعور بالسعادة.

كما يتضح من تجربة الرنين المغناطيسي الوظيفي، أن الإقصاء الاجتماعي ينشط الدوائر العصبية نفسها التي ينشطها الألم الجسماني.

لذا لا ينبغي عليك إغفال أهمية الحصول على عناق من شخص تحبه عندما تشعر بالحزن أو الألم.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى