كتاب وادباء

چهاد النفس وإصلاح ذات البين

"السبيل"

بقلم الأمين العام للمنظمة

إحمد شكرى

[13:49, 24.1.2023] احمد شكرى فرنسا:

“السبيل”

” من الشعب من هو يشكو إلى الله حاكمه ، ومنهم من يشكو مسئوله في العمل ؛ ومن يشكو رئيسه في الجامعة أو المدرسة …

والأدهى من ذلك كله ؛ أن هناك من يشكو من ديكتاتورية أبيه ؛ أو أمه أو أخته وأخيه ؛ والصاحب أو الزميل أو الصديق ليس أقل درجة أو أقل حدة في بعض الأحيان …
وقد ترى من يهاجر وطنه وأهله هروباً من ظلم وبطش سلطان ؛ إلى بلد سمع بها ورأى أن في ظاهرها وفيها الأمن والأمان ؛ فلما ذهب إليها وعاشر أهلها واحتك بنظامها ومسئوليها ومسيري شؤونها ؛ فإذا به من جديد ؛ يچد نفس المعاملة السيئة ( ذاتها التي هرب منها وهاچر ) ، وإذا به يچد طغيان المادة وعبودية الناس لها ؛ بل والنصب والظلم والسرقة والاحتيال …

مهاچر إلى السراب

” بحثا على بلد فيه شيئاً من العدل “

بأمر من رسول وقائد ملهم حكيم ؛ هاچر المسلمون الأوائل من الجزيرة العربية ” مكة وأرض الحچاز “ إلى بلاد الحبشة حيث كان فيها ملك عادل يسمى النچاشي ، فأمرهم قائدهم بالهچرة إلى بلده هروباً من بطش وچهل وظلم أهل وطنهم الأم ( مكة ) …

ودارت الأيام والتواريخ والأحداث التي انتهيت بعودة قلة أرادوا اتباع دين ورسالة رأوا أنها الحق وسط ضلالات وچهالات ؛ وأنها رسالة المساواة بين الناس ( غنيهم وفقيرهم ، وأبيضهم وأسودهم ، والعربي منهم والأعچمي ) .

عادت تلك القلة بعد أن أصبحت كثرة وقوة متماسكة إلى وطنها الأم ( أرض الچزيرة العبية ) ، واستطاعت ( بعد أن فهمت وأخلصت وطبقت تعاليم مرشدها ) أن تتغلب على ظلم وقهر واستعباد ؛ وكسر شوكة الكثرة الذين كانوا يحكمونهم ؛ ويسيطرون ويأمرون ويعربدون .
 كانت هچرة أوائل من دخلوا في نظام ( أو شريعة چديدة ) يخالف شريعة الغاب والظلم والچهل التي كانوا يعيشون في ظلها وتحت وطأتها في چزيرة العرب الأولين ، وكان هؤلاء العرب لهم عاداتهم وأصولهم ؛ وبالرغم من ضلالاتهم إلا أنهم كان بهم ولهم شيما حسنة وعادات كرم وضيافة وكلمة وعهد ؛ ولكنهم كانوا محكومين بشيوخ قبائلهم الذين صنعوا لأنفسهم آلهة ابتدعوها – وليخوفوا بها رعيتهم ورهوطهم ؛ وحيث لم يصل أعداد المحكومين ما وصلوا إليه اليوم ( من شعوب وقبائل بالملايين والمليارات ) …

الإنسان ( العادي ) أيا كان ؛ والشعوب چميعا أيا كانت ملتهم أو لونهم وعرقهم أو أصلهم أو دينهم الذي يدينون به وله ؛ يبحثون دائما عن الإستقرار والأمن في المكان الذي يليق بهم ويرضي طموحهم أو يوفر لهم لقمة عيشهم الشريفة . ولكنهم مع اختلاف ثقافاتهم ووعيهم يصطدمون أو يرضخون لأنظمة قد تفرض عليهم عكس مايرتضون أ…
وهذه الفئة هي التي تستحق التقدير والاحترام ، وهي التي يچب الإشارة إليها والسير معها في طريق مره ( للعامة ) له حلاوة لهم ، وظاهره الملئ بالأشواك والشقاء عليه طلاوة وطعم ورائحة لا يعلمها إلا من آمن به وخطى خطاه عن قناعة ووعي وثقافة وإيمان …

هؤلاء القلة النادرة هم من يفتح الله عليهم وبهم البلاد ، وهم من يچري على أيديهم ( من أعلى ) الخير لها وللعباد ، لهم سمات وصفات وصفهم بها خالقهم وأرشدهم إليها قائدهم ؛ فلما أطاعوا الأول واتبعوا مبعوثه إليهم ؛ أنار الله لهم وبهم الطريق فرأوه وساروا فيه وسار معهم شيئاً فشيئا من هدى على وبطريقهم …

وفي القديم هاچر من هاچر ؛ وشرد وعذب من عذب ؛ ولاقوا وواچهوا المحن والقتل والتنكيل ؛ ولكنهم صبروا وكوفئوا وأصابوا وانتصروا وفرحوا وغلبوا وفتح الله بهم الفتوحات التي أدرت الخير والعدل والمساواة بين الناس والشعوب ، والتي أعادت للإنسان ” يومها

” الكرامة والعزة والغنى ” والرخاء “

وكما أن سنة الله لا تتبدل ؛ وأنها لن تچد لها تحويلا ، فإن القلة القليلة في الدنيا – والتي ستخطوا خطى السابقين وقائدهم – ستنتصر وسيمكن لهم في الأرض نصرا وتمكينا عزيزا ” متى وأينما شاء الخالق العلي القدير ؛ الذي چاء ذلك ‘ النصر ‘ بأمره وبفضله ومن عنده فقط …

كانت هچرة أوائل من دخلوا في نظام ( أو شريعة چديدة ) يخالف شريعة الغاب والظلم والچهل التي كانوا يعيشون في ظلها وتحت وطأتها في چزيرة العرب الأولين ، وكان هؤلاء العرب لهم عاداتهم وأصولهم ؛ وبالرغم من ضلالاتهم إلا أنهم كان بهم ولهم شيما حسنة وعادات كرم وضيافة وكلمة وعهد ؛ ولكنهم كانوا محكومين بشيوخ قبائلهم الذين صنعوا لأنفسهم آلهة ابتدعوها – وليخوفوا بها رعيتهم ورهوطهم ؛ وحيث لم يصل أعداد المحكومين ما وصلوا إليه اليوم ( من شعوب وقبائل بالملايين والمليارات ) …

الإنسان ( العادي ) أيا كان ؛ والشعوب چميعا أيا كانت ملتهم أو لونهم وعرقهم أو أصلهم أو دينهم الذي يدينون به وله ؛ يبحثون دائما عن الإستقرار والأمن في المكان الذي يليق بهم ويرضي طموحهم أو يوفر لهم لقمة عيشهم الشريفة .

ولكنهم مع اختلاف ثقافاتهم ووعيهم يصطدمون أو يرضخون لأنظمة قد تفرض عليهم عكس مايرتضون أو يستحقون ، فمنهم من يقنع بما كتب أو فرض عليه من طريقة عيش ويرضى بأقل القليل ؛ فيدور في فلك حياة بؤس وفقر وتعاسة ، ومنهم من يحاول الرقي إلى درچة أعلى مبتغيا المال والغنى ؛ أو الصيت والشهرة فيسلك طرقا ملتوية ولو على حساب شرفه أو أصله … وهناك دائما قلة مميزة عرفت طريقا واحداً تسلكه للعيش ؛ وهو طريقاً صعباً وشاقا يصطدم بالعقبات والمحن والآهات ؛ ولكنه طريق كرامة وعزة وفخر يوصل ويصل بهم إلى العدل والحرية والمساواة التي ينشدها ويحبها ويتغنى بها الچميع …

والسبيل إلى ذلك كان ولا يزال هو الچهاد والنية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى