كتاب وادباء

قـــلـــيـــل مـــن الـــعـــقـــل يـــاســـادة

بقلم الكاتب الأديب

مؤمن الدش k

مؤمن الدش

………………………………………………

  • المواقف المتصلبة لاتمنحك الرؤيا الصحيحة ، وليس بالضرورة من ليس معنا فهو ضدنا ، ونظرية الفوز الساحق على الخصم ليست ناجحة على الإطلاق ، فقد يصبح يوما من بين صفوف خصومك حلفاء ، وليس بالضرورة من هو ضد الإنقلاب أن يكون مع الإخوان ، فالإخوان ليسوا إلا رموزا تمثل الديمقراطية التى أفرزتها الصناديق ، بغض النظر عن أشخاصهم وأسمائهم ومكانتهم العلمية والأدبية وأوضاعهم الإجتماعية ، ولايستطيع منصف عاقل أن ينكر دور الإخوان فى ثورة يناير ، ولايستطيع منصف عاقل أيضا إنكار أخطائهم فى الحكم ، مع الوضع فى الإعتبار بالطبع أن الإنقلاب كان واقعا مخططا له منذ الإرهاصات الأولى للثورة وبدأ تنفيذ سيناريوا الثورة المضادة بداية من خطاب مبارك العاطفى ، وكان حل مجلس الشعب أول خطوة على طريق الإنقلاب ، الإخوان كما قلنا مرارا وتكرارا ليسوا ملائكة ولا معصومين من الخطأ ، ولكن هناك فرق بين من أراد الحق فأخطأ وبين من أراد الباطل فأصاب ، فليس منطقيا بالمرة ذبحهم ثم سلخهم ، وتركهم يدفعون الثمن وحدهم أضعافا مضاعفة ، وكل ذنبهم أنهم أرادوا أن يعيدوا لهذا الشعب كرامته ، ويحطمون الآلهة فى معبد العسكر ، ولو قرأت تصريحات إبن الدولة العميقة اللواء سامح سيف اليزل وهو يقول من ضمن مايقول أنه حزين لأن مدنيين أرادوا أن يفتشوا فى ميزانية القوات المسلحة لوقفت على حجم المؤامرة ، ولماذا هم عزلوا الرئيس المنتخب ، بالطبع هذا سبب من ضمن مئات الأسباب التى دفعتهم لذلك . ولو مرت الثورة فى مسارها الطبيعى ، ولو لم يقع الإنقلاب ، لوجدنا كثيرون ممن يصفقون لسحق الإخوان يحرسون الآن مكتب الإرشاد بالمقطم .

    الحقيقة

    ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    من حق أى شخص أن يبعد عن الشر بإلتزامه الصمت ، لكن العيب كل العيب أن يغنى للشر ، على قاعدة إبعد عن الشر وغنيله ، المعنى أنه ليس كل من تنحى عن منصب فى عهد مرسى فهو عدو لنا ، وخائن للثورة ، وباع مرسى ، إلى كل تلك الإتهامات الغليظة ، فقد يكون هذا موقفه فى فترة ما ، أو تجاه قرار ما ، لكن مايهمنا هنا هو موقفه من الإنقلاب ومن الدم ومن الإطاحة بالعملية الديمقراطية برمتها ، الدكتور سيف الدين عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة مثلا ، تنحى الرجل من منصبه فى عهد مرسى وهذا حقه حسب رؤيته وقتها ، لكنه لازال يصدح بالحق ، ويصرخ بأعلى صوته بأن ماحدث فى 3 يوليو إنقلاب عسكرى متكامل الأركان ، ولازال ضد كل ماترتب على ذلك ، فليس معقولا أن نساويه مثلا بحمدين صباحى ، أو أمثاله ممن حشدوا فى إتجاه الإنقلاب ، وصمتوا على مذبحة رابعة وهللوا للدم والقتل ، قليل من العقل ياسادة يمنح الرؤيا الصحيحة ، وقد يضع أقدامنا على طريق لم الشمل ، ويحقق حلم الإصطفاف الثورى بعيدا عن تجار الدم . فلا يستطيع أحد الإدعاء بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى