آخر الأخبار

الاغتيال مثَّل تحدياً في عقر دارهم.. قتل سليماني يفجر الغضب داخل الميليشيات العراقية ويدفعها للبحث عن البدائل

نقل موقع Middle East Eye البريطاني عن قادة شيعة،
قولهم إن الفصائل العراقية المسلحة التي تدعمها إيران قد باتت مُشتتة ولا تستطيع
مهاجمة القوات الأمريكية في العراق بشكل فعال، بعدما فقدت اثنين من القادة
الرئيسيين.

كانت الولايات المتحدة الأمريكية اغتالت، الجمعة 3 يناير/كانون الثاني
2020، القائد الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس،
حينما أطلقت طائرة من دون طيار ثلاثة صواريخ موجّهة على موكِبهما، وأسفرت العملية
أيضاً عن مقتل ستّة رجال آخرين.

في حين أججت واقعة الاغتيال الصارخة الغضب بين جموع الفصائل العراقية المسلحة، التي اعتبرت تلك العملية «انتهاكاً لقواعد الاشتباك المعترف بها دولياً وتحدّياً لهم في عقر دارهم»، حسب وصف بعض القادة والزعماء العسكريين الشيعة خلال جلسة خاصة، وفق تقرير نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

موقع Middle East Eye علم أيضاً أنه حينما كانت إيران تنفذ هجومها مساء الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني 2020، كان قادة فيلق الحرس الثوري الإيراني والمجموعات العربية التابعة له في اجتماعٍ دامَ أربع ساعات؛ لبحث الخطوات التالية المتوقّفة على الرد الأمريكي.

في المقابل، فإن قادة الفصائل المسلحة التي تدعمها إيران بالعراق
قالوا خلال حديثهم مع Middle East Eye، إنه بفقدان الزعيمين،
صارت الفصائل الآن مشلولة تقريباً ولن تتمكّن من ضرب الأمريكيين بما يأتي بنتيجة
حقيقية. وقد تحدّث الجميع إلى Middle East Eye بشرط عدم الكشف عن
هويتهم.

قائد مقرب من سليماني و «المهندس» علق على الحادثة بالقول:
«ما حدث كان مفاجأة وكابوساً، إذ كانت خسارة الرجلين معاً في الوقت نفسه صدمة
لنا جميعاً، والطريقة التي قُتلوا بها، والمكان والتوقيت كانوا جميعاً صادمين
ومؤلمين ومُرعبين».

من جانبها سبق أن تعهدت معظم الفصائل المسلحة العراقية، وضمنها تلك
التي لا تربطها بإيران ثمّة رابط، بالثأر لعمليات القتل، من خلال استهداف القوات
الأمريكية المنتشرة في العراق.

أحد القادة البارزين للحشد الشعبي، قال الأربعاء 8 يناير/كانون الثاني
2020، في أعقاب هجوم صاروخي إيراني انتقامي على القواعد العسكرية العراقية التي
تستضيف القوات الأمريكية، إن الوقت قد حان «لردٍّ عراقي».

في حين قال القائد العراقي قيس الخزعلي، في تغريدة نشرها عبر حسابه بـ
«تويتر«،
إن «هذا الرد من جانبهم لن يقل عن حجم الرد الإيراني».

كان قاسم سليماني، الذي تزعّم فيلق القدس التابع للحرس الثوري
الإيراني، هو القائد الميداني لجميع الفصائل المسلحة التي تقاتل نيابة عن طهران في
الشرق الأوسط و «البطل الملهم» لمقاتليها، في حين كان يُنظر إلى المهندس
على أنه عرّاب المقاتلين العراقيين ومؤسس معظم الفصائل المسلحة.

حيث كان الرجلان يمثلان البوصلة، إذ كان بمقدورهما إدارة العمليات
وتوجيه استراتيجيات الفصائل التي تدعمها إيران في العراق، وبفقدانهما، فقدت
الفصائل ثقتها وقدرتها على العمل معاً، حسبما تشير مصادر متعددة.

أحد السياسيين الشيعة البارزين ، قال تعليقاً على الأمر في حديثه مع
الموقع البريطاني، إن «الفصائل التي تدعمها إيران ليست إلا جماعات تنفذ
الأوامر دون أن يكون لها رأي، وليس لديهم مشروع خاص، وإن المشروع المذهبي الذي
يزعمون تبنّيه مشروع خيالي وغير واقعي يفتقر إلى مراعاة الحدود الجغرافية والجداول
الزمنية، ودائماً ما كان رسم حدود ذاك المشروع يُعزى إلى المهندس وسليماني».

أضاف: «تلك الفصائل كانت مُرتكزة على محورين؛ هما أبو مهدي
وسليماني، حيث كانا يُمثلان الوليّ الفقيه علي خامنئي. واعتاد الرجلان منح الثقة بالنفس
لتلك الفصائل، كما اعتاد الزعيمان تحديد أهداف الفصائل وغاياتها. والمشكلة الآن هي
أن العلاقة مع الرجلين كانت شخصية ومباشرة. وفي غياب سليماني والمهندس، فقدت هذه
الفصائل توازنها والبوصلة التي حددت وجهتها».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى