ثقافة وادب

شركة Erinys قادت مهمة «حماية» نفط العراق، ولكن ما علاقة Waking the Dead بمؤسسها؟

تعرف شركة Erinys International عن نفسها بأنها شركة أمن خاصة، لكن طبيعة المهام التي تتخصص بها تدل على أنها أكبر من صورتها العلنية بكثير.

من مقرها التشغيلي الرئيسي في
دبي إلى جانب مكاتب أخرى في أندوفر، وهامبشاير (Erinys UK
Ltd)،
وجوهانسبرغ (Erinys South Africa Ltd)، تدير الشركة شبكة عمليات وميليشيات لحماية النفط وشخصيات بارزة
أخرى، من ضمنها مثلاً منظمات إنسانية أو NGO.

لدى Erinys International شركات تابعة في المملكة
المتحدة وجنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو، وشركات
مرتبطة بها في العراق ونيجيريا ومؤخراً السودان. 

تقدم مجموعة شركات Erinys
Group خدمات
الأمن والدعم (على سبيل المثال: الاتصالات واللوجستيات) للموظفين والأصول،
باستثناء Erinys South Africa، التي تتخصص في تقديم تقييمات المخاطر المستمرة والمخصصة للبلدان
والمشاريع في إفريقيا بصفة خاصة.

تأسست Erinys
International على يد
جوناثان غارات (ضابط متقاعد في الجيش البريطاني) في عام 2001. 

وفي عام 2002، تأسست شركة Erinys South Africa بعد الاستحواذ على أعمال تقييم المخاطر الخاصة بشركة Strategic Concepts Pty Ltd، وهي شركة أسَّسها شون كليري (دبلوماسي جنوب إفريقي سابق)، الذي كان مديراً لشركة Erinys International حتى استقال عام 2003، بعد أن حصلت الشركة على أول عقد لها في العراق.

وقد عُززت المجموعة بوصول
أليستير موريسون (حاصل على وسام رتبة الإمبراطورية البريطانية بدرجة ضابط «OBE» ووسام الصليب
العسكري) في أوائل عام 2003 حتى مغادرته في مارس 2004 لشغل منصب كبير في شركة Kroll. 

ثم عاد أليستر إلى عضوية
المجلس التنفيذي للمجموعة، في ديسمبر/كانون الأول 2008.

سُجِّلَت Erinys
Iraq Ltd في جزر
فيرجن البريطانية، في أغسطس/آب 2003، (وفي وقت لاحق في العراق)، ومنحتها سلطة
الائتلاف المؤقتة عقداً لتوظيف وتدريب قوة حماية النفط (OPF) التابعة لوزارة النفط
العراقية. 

في البداية، كان المطلوب
توفير 6500 فرد لحراسة خطوط الأنابيب والمنشآت المحددة، لكن خلال فترة العقد نما
العدد ليصل إلى 16 ألف موظف عراقي يحرسون 282 موقعاً، وشمل ذلك المراقبة
الجوية. 

ووفقاً لموقع CorpWatch، كانت هذه الوظائف «مفتوحة لجميع العراقيين»، لكن بعض
حراس نقطة تفتيش مصفاة النفط في كركوك قدروا أن 95% من البيشمركة.

وفي
فترة الحرب على العراق، كانت قوات البيشمركة تتعاون مع قسم وكالة الاستخبارات
المركزية والقوات الخاصة والجيش الأمريكي.

وقتها كان يتقاضى عناصر
البيشمركة 120 دولاراً في الشهر، بينما يكسب المشرفون (كثير منهم من جنوب
إفريقيا)، 5000 دولار شهرياً في المتوسط.

وانتهى عقد قوة حماية النفط
في ديسمبر/كانون الأول 2004، بنقل القوة وأصولها إلى وزارة النفط. ويوجد حساب لقوة
حماية النفط على www.erinys.net

من بين العقود المهمة الأخرى
في العراق توفير خدمات تأمين ودعم إعادة الإعمار لفيلق القوات البرية الأمريكي
الهندسي (USACE)، لقسم منطقة الخليج (GRD). 

وكان الدور الرئيسي لـErinys كداعمة لمهمة GRD في جميع أنحاء العراق هو
توفير خدمات الحراسة الأمنية للموظفين المدنيين الذين كان دورهم مراقبة مشاريع
إعادة الإعمار في العراق. 

وزودت Erinys أيضاً GRD بشبكة اتصالات لاسلكية على مستوى البلاد وخدمات مسح وتقييم أمنية متخصصة.

كانت Erinys في قلب الأحداث في عام
2004 عندما تبين أن موظفيها أساؤوا معاملة سجين أثناء احتجازه في محبس خاص
بهم. 

وكشفت الصور المقدمة إلى
صحيفة The Observer البريطانية أن الشاب العراقي البالغ من العمر 16 عاماً الذي كانوا
يستجوبونه في مرأب في كركوك كان مقيداً بستة إطارات للسيارات حول جسمه. 

وبدا الفتى مجمداً من الخوف
في غرفة امتلأت حوائطها بثقوب طلقات الرصاص. وقيل للصحيفة أيضاً إن السجين حرم من
الطعام والماء لمدة 24 ساعة. 

أنكرت Erinys هذه المزاعم، قائلة إن
الصبي أطلق سراحه وعاد إلى والده بعد دقائق من احتجازه دون أن يصاب بأذى. ومع ذلك،
عُلق عمل أحد الموظفين الذين ظهروا في الصور في وقت لاحق.

ولا يقتصر الأمر على التعذيب،
بل نشرت عدة صحف أمريكية وبريطانية تقارير عن عقود بلغت مئات ملايين الدولارات،
حصلت عليها الشركة لقاء خدمات حماية النفط دون التصريح عنها.

ونشرت الصحفية جاين ماير في
تقرير لمجلة «نيويوركر» عن علاقات مشبوهة بين صديق أحمد الجلبي رئيس اللجنة المالية
البرلمانية العراقية حتى وفاته في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وإرينيس.

والجلبي رجل أعمال سابق وسياسي عراقي
اشتهر بمعارضته لحزب البعث الحاكم آنذاك، وبالخصوص صدام حسين، ولعب دوراً في إقناع
الولايات المتحدة للإطاحة بصدام حسين في عام 2003.

 وعنه قالت ماير:

«حصل العديد من أصدقاء
الجلبي على عقود مربحة، على سبيل المثال حصل عبدالهدى فاروقي، وهو رجل أعمال أردني
أمريكي يعيش خارج واشنطن العاصمة، على حصص كبيرة في شركتين، «نور الولايات
المتحدة الأمريكية» و «إرينس العراق»، والتي دفعت ملايين الدولارات
لتزويد الجيش العراقي وتأمين البنية التحتية النفطية في البلاد». 

وتحدثت عن حصول فاروقي على
قروض بقيمة 12 مليون دولار من بنك البتراء.

أما الصحفية سوزان غولدبيرغ،
فكتبت لصحيفة The Guardian تقريراً أشارت فيه إلى انتفاع الأصدقاء المقربين للجلبي من عقود
الشركة.

بدوره صرح إياد علاوي لصحيفة
«فاينانشال تايمز» أن أحمد الجلبي، زعيم المؤتمر الوطني العراقي المدعوم
من البنتاغون، صمم عقد إرينيس من أجل تشكيل ميليشيا خاصة من شأنها «أن تقوض
السلطة المركزية على قطاع النفط الحيوي»، على حد تعبيره.

في أبريل/نيسان 2005، بث
المسلسل التلفزيوني Waking the Dead من إنتاج شبكة BBC البريطانية حلقة بعنوان «Duty and
Honour»،
التي تضمنت شخصية تدعى جون غاريت. 

وكان غاريت الخيالي ضابطاً
سابقاً في الجيش البريطاني، غادر ليؤسس شركة أمنية خاصة. 

وفي مايو/أيار 2008، أصدرت
شبكة BBC اعتذاراً، موضحةً أن القاتل ومجرم الحرب الذي ظهر في المسلسل هو
شخصية خيالية تماماً، وليس المقصود أن يحمل أي تشابه مع جوناثان غارات الحقيقي،
وأن شركته الخيالية لم تكن تشير بأي حال إلى Erinys
International.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى