منوعات

لهذه الأسباب نحب عبلة كامل: وصفت صبحي بـ “الأستاذ” رغم إهانته.. وتتقاضى أجراً زهيداً لأن “الطمع قل ما جمع”

تتحدث جميع المواقع الفنية عن خبر اعتزال عبلة كامل الفن في صمت، بعد محاولة أحد المنتجين التواصل معها لعمل فني جديد، وتغييرها جميع أرقام هواتفها وحرصها على توصية المقربين منها على عدم منح أرقامها الجديدة لأي شخص على صلة بالوسط الفني، الخبر أثار ضجة على الشبكات الاجتماعية بين محبي الفنانة المصرية ومستخدمي إفيهات وميمات من أفلامها ومسلسلاتها بكثرة، وبعد ساعاتٍ من القلق، نُفي الخبر.

عبله كامل تعتزل التمثيل نهائيا ?
_الحاجه النضيفه ف الوسط الفني حرفيا ❤️ pic.twitter.com/bSYG1eLOAg

مَن نفى الخبر كان والد ابنتيها وزوجها السابق الفنان أحمد كمال في تصريح لصحيفة “اليوم السابع“، وأكد خلاله على ما يلاحظه مُحبو عبلة كامل؛ وهو حبها الابتعاد عن الأضواء، خصوصاً فيما يتعلق بحياتها الشخصية، وقال زوجها السابق الذي تربطه بها علاقة صداقة إنها فقط تنتظر العمل الفني المناسب، بعد آخر أعمالها الجزء الخامس من مسلسل “سلسال الدم” الذي عُرض عام 2018.

بعيداً عن خبر اعتزال عبلة كامل الفن، هناك شيء واحد أكيد، وهو أن الجميع يحب عبلة كامل دون مبالغة مقارنةً بزملائها الذين قد تختلف الآراء حول الإعجاب بهم أو انتقادهم.. وهنا سنحاول تفسير السبب وراء حُبنا لعبلة كامل على الصعيد الشخصي وليس أدائها الفني المميز الذي نعرفه ونقدره جميعاً:

كما لاحظنا، فإن الجهة التي أعلنت الخبر أو نفته لم تكن عبلة كامل، ولن تكون. فهي لا تحب الظهور الإعلامي رغم أنها فنانة شهيرة، فعدد المرات التي أجرت فيها حوارات صحفية أو لقاءات تلفزيونية تعد على أصابع اليد، وهنا أسباب لذلك.

تجتهد في أداء الشخصية، لكنها لا تقرأ ما يُكتب عنها في الصحف من مديح مهما بلغ عنان السماء أو انتقاد مهما كان بسيطاً، ولا علاقة لها بالصحافة من قريب أو بعيد. فترى أن الانتقاد حق لمن يشاهد أعمالها، ولا تحب أن تُجري حوارات صحفية.

تخيل أنها عندما تواصَل معها سيناريست وكاتب كبير للكتابة عن نجاح تجربتها الفنية، رفضت بأسلوب مهذب، وقالت له: “أجريت حوراً صحفياً في السابق مع يُمكنك الاستعانة به”، المشكلة أن هذا الحوار الذي أشارت له كانت أجرته قبل 10 سنوات من هذا الوقت.

حكى الكاتب بلال فضل هذه التفاصيل التي تعود لعام 1998 في الجزء الخامس من برنامج “الموهوبون في الأرض” الذي عُرض على “التلفزيون العربي” عام 2019،  وقال إنه طلب رقم عبلة من المنتجة ناهد فريد شوقي، وعندما اتصل بها في توقيت مناسب كما نصحته -بين المغرب والعشاء- ومدح أعمالها في بداية المكالمة وأخبرها نيته، شكرته كثيراً لكنها اعتذرت له وأرجعته إلى حوارها القديم مع جريدة المصور.

عاد بلال خائب الرجاء إلى ناهد، فضحكت ضحكة الواثق من هذه النتيجة، وقالت إنها لم ترد إخباره هذا وتركته يجرب حظه في التواصل معها. 

“الحاجّة عبلة مطلّعة روحي ومش عاوزة تطلع في البرنامج”، كان تعليقاً من زميلتها إسعاد يونس حول رد فعل عبلة كامل على الظهور في برنامج “صاحبة السعادة”.

السبب هو أن عبلة خجولة، فعندما نشاهد الدقائق القليلة في ظهورها التلفزيوني السريع وهي بعمر الـ  26 (اللقاء عام 1986، وهي مواليد 1960)، نرى أنها خجلت من الظهور أمام الكاميرا، مكتفةً يديها وانزوت خلف المذيعة سلمى الشماع، وقام أحد زملائها بشدها لتظهر أمام الكاميرا.

فنانة جديدة على الساحة الفنية شاركت في أدوار صغيرة بـ 5 أعمال فقط يجري التلفزيون المصري لقاء مصوراً معها في عامها الفني الأول، إنها فرصة ذهبية لتبرز نفسها وتتحدث عن أعمالها، لكنها كانت خجولة تحكي بتواضع بدايتها بأنها أحبت التمثيل في الجامعة ثم شاركت في عرض شاهده المخرج يوسف شاهين، وعملت معه بعدها دون كلمة إطراء واحدة على تمثيلها.

حتى إن المذيعة سألتها مباشرةً إن كانت تعتقد أنها فنانة موهوبة لتؤدي 5 أدوار في عام واحد، ضحكت، ورفعت يدها بخجل لتغطي فمهما وبدأت تبعد نظراتها عن المذيعة بتوتر ملحوظ، ثم أجابت: “الحقيقة أنا مش شايفة حاجة. مش عارفة. أنا بحب التمثيل جداً، وشايفة إن الفن ده مهم جداً. ومسألة الموهبة دي مقدرش أتكلم فيها مش أنا اللي أقول فيه موهبة ولّا لأ”. 

نقطة الخجل هذه تحدثت عنها عبلة أيضاً في حوار قديم مع جريدة “الهلال”، وقالت نصاً: “أخاف جداً من أشياء كثيرة حتى الكاميرا أخجل من الوقوف أمامها، فرغم تلقائيتي أمام الكاميرا إلا أن ما يقابلها هو الخجل الشديد بداخلي”، وفق مقتطفات الحوار المطبوع التي نقلها موقع “دنيا الوطن“.

الخجل أيضاً أكده الناقد الفني طارق الشناوي في حديثه عن كواليس ندوة صحفية أعقبت مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” عام 1996 نقلتها صحيفة “الدستور“، فلم تكن ترغب في حضور الندوة، وبعد إلحاح الشناوي، وافقت لكنها لم تنطق بكلمة واحدة طوال الندوة، وأجاب نور الشريف عنها على الأسئلة.

 “مشكلتي أنني أريد أن أتزوج، فقط، أريد أن أتزوج. سلام لا سلام، أمريكا لا أمريكا، أريد أن أتزوج”

بلغة إنجليزية متواضعة قالت عبلة بتلقائية إنها لا تريد سوى الزواج ولا تهتم كثيراً بشأن السياسة، كان الزواج كل ما كانت تريده عندما أجرت حواراً مع قناة BBC.

بلال فضل أشار في إحدى حلقاته الثلاث عن عبلة كامل عن السر وراء تلهفها على الزواج، وهو رغبتها في الهرب من رفض العائلة لدخولها التمثيل، فكانت عائلتها تعارض دخولها عالم التمثيل بعد تخرجها في كلية الآداب عام 1984، وإن كانت معارضة والدها ووالدتها أقل، لكنها كانت تريد الهرب من هذه الأزمة بالزواج.

وبعد الزواج وإنجاب بناتها، أصبحن شغلها الشاغل في الحياة البسيطة التي كانت تأملها مع لقاء الأصدقاء والعناية بالنباتات، وكان هذا يأتي أولاً ثم حبها للتمثيل الذي تلقت مقابلاً زهيداً لقائه. ففي حوار مجلة “المصور” قالت:

“لو مش أد الخلفة ما كُنتش خلفت، أنا مبدئي كدا، اللي عايز حاجة يتحمل نتايجها، فاستعنت بمربية مرتبها دبح، وبقى اللي جاي على أد اللي رايح ودا بقى حال أغلب جيلي، محدش مننا حوش مدخرات في شركات توظيف الأموال، جيلنا محبط لأن الفرص بتتحجب عنه، وكتير من الكفاءات بتضيع مش في الفن بس، الشباب بينكسر لأن بقى تحقيق العدالة صعب ومحكوم على جيلنا ما يبطلش جري من يوم ميلادنا ليوم مماتنا.. أحياناً بيكون نفسي أزوغ من الشغل وأقعد مع بناتي تحت اللحاف وأنام أو أروح أقابل صحباتي في جنينة الحيوانات.. مش انتي برضو نفسك في كدا؟”.

لم تكن تخجل من التصريح بمشاعرها بطريقة بسيطة دون أن تنمقها وكان هذا مقصوداً، فنقل عنها قولها:  “أنا حتى لو طلع منّي الكلام متلخبط أحسن ما يطلع متذوق ويطلعني فيلسوفة ويطلع بيا السما بس مش أنا”.

لم تسلم عبلة من النقد الفني، كان بعضها يقول إنها استسلمت لفتنة الأموال في اختيار أدوارها الفنية. لكن بلال قال إن أجرها كان زهيداً إلى حد أن مؤسسة الضرائب كانت تستغرب أرقام دخلها في عمل مثل فيلم “اللمبي”، الذي حقق ملايين الجنيهات في إيراداته بالعام 2002، وكان دور بطولتها فيه أحد أهم أسباب نجاحه. 

روى أيضاً حديث دار بينه وبين المنتج أحمد السبكي عن أجر عبلة، وقال إن السبكي أقسم له إن عبلة هي الزاهدة في الراتب الكبير، وكان يفتح لها المجال لتطلب ما تريد، لكنها كانت ترد: “لأ، أنا هاخد بس زيادة بسيطة عن الفيلم اللي قبله عشان ربنا يكرمني فالفلوس والطمع يقل ما جمع”.

المال عموماً لم يكن يشكل فارقاً ذا أهمية كبيرة بالنسبة لعبلة، حتى إن زوجها الثاني الفنان محمد الجندي (2003: 2005) قال إنه دفع مهراً قيمته 25 قرشاً فقط، وإنهما لم يتحدثا في أي أمور مادية.

إضافة إلى كل مؤشرات زهدها في المال، وحبها لأصدقائها، فهي غاية في الكرم وتحب إسعاد الجميع حولها، وقد أكد ذلك زملاؤها خلال استضافتها في برنامج “صاحبة السعادة”، فروى الفنان محمد نجاتي إنه خلال تصوير فيلم “المدينة” عام 200 طلب من مصممة الملابس ناهد نصر الله أن توفر له خاتماً ذهبياً ليناسب شخصيته المغرورة في الفيلم، وفوجئ في اليوم التالي بأن عبلة أحضرت له الخاتم الذي نسيته مصممة الملابس.

حتى عندما انزلق منه وضاع أثناء التصوير ذهب معتذراً وواعداً بأن يحضر بديلاً له خاصة أنه يعود لسيدة تعمل معها في المنزل لكنها رفضت، وحكت أيضاً دلال عبدالعزيز أنها سمعتها مرة تقول إنها تتمنى أن تأكل سمك الرنجة، فأحضرت لها صندوقاً.

أحد الأسباب التي جعلت عبلة محبوبه في محيطها الاجتماعي والفني أنها لم تحب يوماً أن تتحدث عن أي شخص في غيابه حتى من تسببوا لها بأذى. مثلاً، في العام 1989 رشح السيناريست لينين الرملي عبلة لتشارك بطولة مسرحية “وجهة نظر” مع الفنان محمد صبحي، لكنه لم يحب ذلك، وحاول أن تحل ممثلة أخرى مكانها، وعندما أصر المؤلف (كان هذا الموقف بداية انهيار المشروع المسرحي بين المؤلف وصحبي)، أخذ صبحي يخصم من راتبها ويعنفها أمام الجميع، لكن رغم هذه الإساءة التي سجلها لينين في مذكراته كانت عبلة تقول عن صبحي: “أستاذ محمد صبحي أستاذ كبير وربنا معاه”.

حتى إنها لم تكن تحب أن ترد على الانتقادات المتطاولة أحياناً، ولا تحب أن ينوب أحد عنها في الرد. حكى بلال أيضاً هذا الموقف، وقال إنها كانت تنزعج من أصحابها وتهدد بمقاطعتهم لو تصدوا وكتبوا رداً صحفياً على الانتقادات اللاذعة التي تطالها.

كتبت ناقدة فنية مقالاً لاذع النقد في عبلة بعنوان “الست بركة”، عندها أخبر بلال الفنانة عبلة إنه سيرد بمقال آخر، فقالت له: “إنت ابني بس أوعى تعمل كده. هو أنا أطول أبقى ست بركة؟”. كان جميع من حولها يعرف ذلك لدرجة أن أحد زملائها قال بها: “يا مدام عبلة ده احنا لو جبنا سيرة الشيطان وانتي موجودة هتقولي لنا بلاش نجيب سيرته ربنا يهديه”.

الكراش قالي You are my best friend وحطلي قلوب كتييير .. انا في الفريندز زون؟ يا خسارة اغاني الحب اللي كنت بلمح بيها pic.twitter.com/rMltdbzSwc

نحفظ التعليقات العفوية في أدوار عبلة الناجحة سواء في تمثيل دور الأم المصرية أو الشابة البسيطة المحبة أو السيدة القوية، ويبدو أن هذه العفوية لم تكن مصطنعة، فقد كانت حوارات عبلة كامل القليلة تظهر كيف كانت ترد ردوداً تلقائية بسيطة لا تخشى فيها من التعبير عن مخاوفها، أو الإفصاح عن رأيها البسيط. ومنها مثلاً:

لا عيب في البكاء: 

“مشكلات العصر دا لا تصلح معها الدموع. . أمي وخالتي وعمتي وقبلهم جدتي بيبكوا عمال على بطال. . فادهم البكا بإيه؟” – حوار جريدة “المصور”

“تتابعان أعمالي في التليفزيون، لكن مرة كنت أمثل على المسرح مسرحية (عفريت لكل مواطن)، وكانت السيدة التي ترعاهم تلعب معهم في الحديثة خارج المسرح حتى انتهى العرض وفي أحد المشاهد كنت أبكي بكاء مستمراً وفجأة وجدتهما أمامي في الصالة تصرخان (يا عبلة تعالي يا عبلة)، كانت فضيحة، بكوا واسودت الدنيا في وجهي، موقف لا يعرف الإنسان كيف يتصرف فيه، لكن الجمهور صفق، حيّاهم وحيّاني، ولم أنزعج إلا لأن أولادي كانوا يبكون.. إنهم أولادي” – مجلة “نصف الدنيا” 2001

تخاف من الأجهزة الكهربائية:

“أحس برعب شديد من كل الأجهزة الكهربائية ولا أجازف بالاقتراب منها، لا يمكن أضغط على مفتاح مروحة حتى لو هموت من الحر، وإذا غابت الشغالة عني أقوم بتحريك زرار الغسالة أولاً ثم أضع الفيشة وتكون حالتي حالة وبترتعش من الخوف، وعمري ما شغلت التلفزيون، بستنى غيري يقوم بالمهمة دي خوفاً من ذلك” – حوار مجلة “الهلال”

تخاف من الأدوار العالية وتكره الغروب:

“أسكن في الدور الثاني ولا بد أن يكون بعد ثلاثة أدوار أخرى، لا يمكن أقبل يكون مني للسما، ولا أحب الأبواب المفتوحة، وأكره فترة الغروب، أقفل الشبابيك والأبواب حتى تمر هذه اللحظة دون ألحظها، ولو كنت خارج بيتي إما أن أعود قبل الغروب بفترة أو بعدها بفترة معقولة حتى أتحاشى وجودي في الطريق خلال هذه الفترة” – حوار مجلة “الهلال”

أيضاً، كان يعرف المقربون منها مدى عفويتها في التعامل مع من تحب، فمثلاً كانت تصف أي شخص تحبه بأنه “قمور أوي” (وسيم وجميل من القمر). يحكي بلال أنه شهد بنفسه استخدامها لهذا المصطلح في وصفها للمخرج خيري بشارة، عندما كان يتحدث عنه أحد، فبدأت كلامها: “أستاذ خيري أمور أوي”، ثم تكمل حديثها.

عبلة كامل تقريباً هي الممثلة الوحيدة في الوسط الفني التي لا تحب وضع المكياج، ولا تخجل من النمش على وجهها. وقد سئلت عن هذا وكان جوابها إنها لا تريد أن ترهق بشرتها، وقالت: 

“وشي بيصعب عليا، إحنا عايشين في بيئة متربة ومش نضيفة، ليه أحمّل وجهي عبء إضافي، وكمان أدواري اللي بقدمها مش بتبقى محتاجة مكياج، لكن لو احتاجت هحطه وقتها” – جريدة المصور

كما تحدثت عن انتقادات هذا الأمر وحصرها في أدوار البنت البسيطة أو الفقيرة بأنها تستطيع أن تؤدي دور ابنة الطبقة الأرستقراطية إذا وجد نص مناسب، وبالفعل برعت في ذلك أيضاً كما شاهدنا في مسلسل “أين قلبي؟” على سبيل المثال لا الحصر.

“كثيرون يعتقدون أنني لا أستطيع أداء أدوار الفتاة الأرستقراطية لأنهم تعودوا على رؤيتي في مظهر بسيط لا أستخدم فيه الماكياج ولا ألجأ فيه للكوافير لكني أعلن لهؤلاء أنني قادرة على كل هذه الأدوار وكمان الكوميديا لكن عندما يأتي النص المكتوب بشكل جيد”. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى