تقارير وملفات

ياحكام المملكة …انتظروا عدالة السماء

 

د  / محمد رمضان
نائب رئيس منظمة اعلاميون حول العالم
قتل جمال خاشقحي وأخفيت جثته وهرب القتلة ومن امرهم من العدالة ،
وبالامس أرادوا إكمال المشهد الختامي للمسرحية الهزلية بمحاكمة صورية تصدر أحكامًا علي أشخاص لا علاقة لهم بالقضية وأردوا فقط من هذا المشهد ان يقولوا للعالم ها نحن نفعل ما نريد نقتل ونحرق ونخفي وليس لكم علينا سلطان ،
الحقيقة ان العالم الذي يتحدث عن الحرية وحقوق الانسان شاركوا في الجريمة ولم يفعلوا شيئا ملموسا لتحقيق العدالة فقد قام بن سلمان وزمرته بشراء ذمم حكومات كثيرة في صورة صفقات عادت علي اقتصادياتهم بالكثير من الفوائد .
لقد استغل بن سلمان الوقت لصالحة وبمساعدة اعوان اخرج هذا المشهد الأخير ليسدل الستار علي ابشع جريمة تمت داخل مبني اداري يحمل صفة دبلوماسية وعلي أراضي تركية .
وعقب إصدار الاحكام صدرت ردود افعال من بعض الدول والشخصيات الدولية تستنكر كل ماصدر عن المحكمة وتعتبره مجافي للحقيقة وان الأشخاص المتهمين في القضية وذكرت اسماءهم مازالوا طلقا “سعود القحطاني واحمد عسيري “ولم يقترب منهم احد ، وهذا يجعلنا نؤكد ان القضية عادت الي نقطة البداية عقب ارتكاب الجريمة ونفي السلطات السعودية معرفتها بما حدث لجمال خاشقجي ،
الحكومة السعودية لم تشأ ان تنهي الأذمة وتقدم القتلة للمحاكمة العادلة لكنها تعلم ان القتلة لم يفعلوا ذلك من تلقاء انفسهم وان الاوامر التي صدرت لهم بإعادة جمال خاشقحي حيا او ميتًا هي اوامر ملكية لا تراجع عنها ولذلك نفذوا جريمتهم التي خططوا لها مسبقًا واعدوا لها جيدا .
فمقتل صحفيي بهذه الطريقة البشعة لانه تحدث في امر بلاده واراد لها ان تكون دولة تحترم الجميع وتحافظ علي تراثها وتقدر ابنائها العلماء والمفكرين وتفسح المجال للتعبير عن الرأي ثم يكون مصيره الي ماصار اليه امر لا يتقبله عاقل ،
فهل اصبح كل معارض للنظام السعودي محكوم عليه بالقتل ؟
وهل تحولت المملكة من دولة تقيم شعائر الله الي مجزر للمعارضين لحكم بن سلمان ؟
ان التغير الجذري الذي حدث منذ اغتصاب بن سلمان السلطة من محمد بن نايف فتح اليلاد علي مصراعيها للفساد وانتشار الفسق والرذيلة في المجتمع السعودي ، وظن بن سلمان بذلك انه يقدم نفسه للغرب علي انه مجدد ومحدث للنظام في المملكة ،
فالمليارات التي تقدم رشا للغرب في صورة شراء أسلحة ومعدات لن تمحوا افعال بن سلمان وجرائمه المتزايدة في حق الشعب السعودي ، وسياتي اليوم الذي سيدفع فيه حكام المملكةً الثمن غاليا علي ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعوب العربية التي اكتوت من تآمرهم علي ثورات الربيع العربي وتسببوا بسفك دماء آلاف الشهداء وتدمير العديد من البلدان ،
سنظل شهودا علي هؤلاء القتلة ودم جمال خاشقحي لم يذهب هباءا فان كان قاضي الارض قد باع ضميره او خاف من ظلم السلطان الجائر فلا امل في اعادة الحق لاهله ، ولكن لم نفقد الأمل في الله ، الحكم العدل يقتص للمظلومين ويعيد الحق لاصحابه ،
 (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) صدق الله العلي العظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى