رياضة

يموّل 100 جراحة لأطفال ويطعِم 100 ألف مشرّد.. مديرة مدرسة أوزيل القديمة سبب اعتزاله اللعب الدولي

على جدار مطبخ منزل اللاعب مسعود أوزيل الواقع في شمال لندن، والمقدر قيمته بملايين الجنيهات، عُلّقت رسالة من أمه الحبيبة وحُفظت داخل إطار.

علقت السيدة غوليزار أوزيل الرسالة بنفسها بعد فترة وجيزة من توقيع ابنها مسعود لنادي أرسنال، منتقلاً من ريال مدريد قبل ستة أعوام، بعقد تبلغ قيمته 42.5 مليون إسترليني.

تقول الرسالة: «لا تنسَ يا مسعود، في الحياة، ما أنت إلا ضيف على هذا العالم، مثلنا جميعاً. حباك الله بموهبة معينة، لكنه لم يمنحك إياها لتعتني بنفسك فقط. إن لم تتقاسم ثروتك مع المحتاجين فأنت لست ابني».

يفسر هذا السبب وراء انخراط نجم فريق المدفعجية المسلم، الذي يبلغ راتبه الأسبوعي 350 ألف إسترليني، في حملات شخصية لمساعدة الجوعى في العالم، ومرضاه ومشرديه.

في مقابلة حصرية مع صحيفة The Sun البريطانية، كشف الدكتور إركوت سوغوت، المحامي والمعلم والوكيل الموثوق لأوزيل، الغطاء عن الحياة السرية لأحد أغنى لاعبي كرة القدم في العالم.

ففي يوم زفافه إلى أمينة غولشن،  ملكة جمال تركيا السابقة، في الصيف الماضي، وعد أوزيل بتمويل 1000 عملية جراحية للأطفال المحتاجين في جميع أنحاء العالم.

قال سوغوت: «بعد ذلك خلال كأس العالم في العام الماضي، قال لي أوزيل: أريد أن أفعل ذلك بصورة أكبر. لنغير حياة 1000 طفل، ولندعم 1000 عملية جراحية. قلت له: » سيكلفك هذا الملايين». فأجاب: «إن لم أشارك أموالي الآن، فمتى سأشاركها؟ ومع من؟..»أنا أجني الكثير من المال، ولا أستطيع أن أنفقه كله على نفسي فقط، لذلك يمكنني أن أهب أكثر بكثير مما أقدمه بالفعل».

وأوضح قائلاً: «انحدر مسعود من خلفية فقيرة للغاية، حيث عملت أمه بوظيفتي تنظيف يومياً. إنه يدرك معنى ألا يملك أي شيء».

وشملت هدية يوم زفافه إطعام 100 ألف شخص شريد في 16 مخيماً ومأوى للاجئين في تركيا وسوريا.

إذ دفع أوزيل، البالغ من العمر 31 عاماً، ثمن الوجبات، ونظم سوغوت عملية نقل الطعام الضخمة، وسلم الصليب الأحمر الغذاء إلى المواقع.

وأضاف سوغوت، البالغ من العمر 39 عاماً: «قال لي مسعود: «تلك هي هدية زفافي للعالم. الطعام اليوم على حسابي». تكبد أموالاً طائلة ذلك اليوم. لكنه كان أمراً يثير حماسته».

كان أوزيل قد تبرع سلفاً بأرباحه التي جناها من الفوز بكأس العالم 2014، والتي تبلغ قيمتها حوالي 240 ألف إسترليني، لتمويل جراحات لـ23 طفلاً برازيلياً مريضاً بالاشتراك مع جمعية BigShoe الخيرية.

على جانب آخر، يملك سوغوت مقطع فيديو مميزاً لبعض الجائعين في العاصمة التركية أنقرة، بينما يبعثون برسائل شكر من القلب لأوزيل. وبعدها كشف سوغوت عن محتوى رسالة والدة أوزيل، التي ألهمت ابنها نواياه الخيرية.

يذكر أن وكيل أوزيل قطع رحلة جوية في الشهر الماضي إلى مدينة ديفرك، مسقط رأس والدي أوزيل في تركيا، حيث يؤسس اللاعب رقم 10 بفريق أرسنال أكاديمية لكرة القدم مكونة من خمسة طوابق لخدمة المدينة.

ويتعاون أوزيل كذلك مع مؤسسة Rays of Sunshine الخيرية للأطفال ودار رعاية Barnet، في حين أن خمسة من المقاعد الـ15 المحجوزة للاعب في ملعب الإمارات مخصصة للأعمال الخيرية دائماً.

في ضوء ذلك علَّق سوغوت قائلاً: «يحب مسعود مساعدة الأطفال. وقد صار صديقاً عظيماً لطفل مصاب بسرطان مميت، توفّي تشارلي قبل سبعة أشهر للأسف، ونال موته من مسعود بحق».

وعانى أوزيل من الاضطهاد العرقي في ألمانيا رغم نجوميته وأعماله الخيرية هناك، فقبل عام تقريباً اعتزل اللعب لصالح المانشافت، بسبب «العنصرية وعدم الاحترام» الذي عانى منه في وطنه بسبب جذوره التركية.

بالرغم من أنه وُلد في مدينة غيلسنكيرشن الألمانية وفاز بـ 92 مباراة دولية لصالح بلاده، تعرض اللاعب لإدانة واسعة بعد ظهور صور له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في لندن في مايو/أيار الماضي.

تلقى أوزيل رسائل كراهية جراء ذلك، وأُلقي عليه باللوم بسبب أداء ألمانيا المتواضع في كأس العالم في روسيا، عندما خرج الفريق من دور المجموعات.

عندئذ خرج أوزيل معلناً: «أكون ألمانياً عندما نفوز ومهاجراً عندما نخسر. لم أعد أرغب في ارتداء قميص المنتخب الألماني بعد الآن».

وكان أوزيل قد التقى بأردوغان هو وزميله في المنتخب الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب مانشستر سيتي، الذي ينحدر من أصول تركية هو الآخر.

شكك عديد من السياسيين الألمان في ولاء أوزيل لبلده الألماني. لكن لاعب المدفعجية أصر على أنه كان «ليصبح مزدرياً لجذور أسلافه» لو لم يلتقط الصور، مضيفاً: «هل السبب وراء كل هذا أنها تركيا؟ هل السبب أنني مسلم؟».

لكن سوغوت كشف أن السبب الرئيسي وراء اعتزاله اللعب الدولي كان عندما أُبلغ أوزيل عن طريق مدير مدرسته القديمة في غيلسنكيرشن أنه «لم يعد مرحباً به في فعالية كان مخططاً لها سلفاً، بالرغم من تحمل أوزيل تكاليف تعليم أطفال المهاجرين هناك لمدة عشر سنوات».

وأضاف أن أوزيل أخبره وقتها: «إن لم يكن مرحباً بي في مدرستي، فكيف يمكنني ارتداء قميص المنتخب الوطني؟» وبرغم ذلك، كلما طلب منه أحد المساعدة، كان يقدمها.

وأوضح سوغوت: «أمّن أوزيل وظائف لسبعة من أصدقاء طفولته من غيلسنكيرشن. ويعملون الآن لحسابه في دوسلدورف بألمانيا. يكلفه عمله الخيري الملايين، ولكنه يكسب الملايين، لذا فهو سعيد برد الجميل. لا أعرف لاعباً آخر يفعل ذلك على هذا النطاق».

وأردف قائلاً: «لكنه لا يريد التباهي بما يفعله. معظم مشجعي أرسنال لا يهتمون بهذه الأشياء على أي حال، لا يهتمون إلا بكونه يلعب في المباريات أم لا».

شارك أوزيل في التشكيلة الأساسية في المبارتين اللتين خاضهما أرسنال تحت قيادة المدرب المؤقت  فريدي ليونغبرغ، الذي تولى الإدارة الفنية للفريق بعد إقالة يوناي إيمري.

أما سوغوت، الذي بنى لأوزيل حافظة ممتلكات في المملكة المتحدة ستؤمن له إيرادات بقيمة 100 ألف دولار في الشهر بعد تقاعده، فيقول: «تسري دماء أرسنال في عروق  مسعود. فهو ببساطة يحب النادي».

وتابع: «تلقى عروضاً من أندية أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه كان واضحاً: «إن لم ألعب لصالح أرسنال فسوف أغادر إنجلترا». فهو لم يرغب أبداً في الانضمام إلى نادٍ آخر هنا».

يذكر أن سوغوت -الذي يلقبه أوزيل باسم المهووس بسبب حبه للمكتبات- تفاوض على كل من عقد أرسنال الأول مع اللاعب الألماني، وصفقة تجديد عقده الضخمة حتى عام 2021 التي منحته راتباً سنوياً يقدر بـ 18.2 مليون جنيه إسترليني.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى