اخبار إضافيةتقارير وملفات إضافية

في ذكرى ثورة (معارضون الخارج)

بقلم الباحث السياسى

أحمد شكرى

عضو مؤسس فى منظمة “إعلاميون حول العالم”

تمر ثورة يناير في مصر حسب تعبير الكثير ن من النشطاء والسياسيين بمرحلة من أصعب المراحل وبليل سواده شديد ؛ حيث أن النظام العسكري الإنقلابي يستخدم آخر أوراقه وأشد أنواع الأسلحة المادية والمعنوية للقضاء عليها ، مستعينا في ذلك بقوى شر وبغي أجنبية (إقليمي وعالمية) ؛ مما جعل من الصعوبة بمكان بل ومن المبكر بمكان ان يسترد الشعب المصري ثورته وكرامته وحريته…

وأمام بطش وقوة هذا النظام العسكري المستعين بالقوى الخارجية المستفيدة من تسلطه واستبداده كان ولا زال لا بد من قوة منظمة متماسكة الأركان والأطراف ولها استراتيجيتها وأهدافها ومفكريها وسياسييها ومنظريها وقوادها وغير ذلك من مقومات آية حركة او منظومة او تحالف او إئتلاف أو معارضة او حكومة موازية (أو ثورة)….

وبالنظر على الأرض في داخل البلاد وخارجها فإن تلك العوامل والمقومات لم تتوفر على الوجه الأكمل (على أقل تقدير)…

ومن تلك العوامل حسب رأي الأغلبية من الأحرار والثائرين للحق عامل تربية النفس وإعداد الفرد او الأفراد إعدادا يؤهل ويعد لتحمل المسئولية بكفاءة على المستوى المعنوي والتربوي والمادي والعلمي ..
فقد نجد سياسيا ولكنه لايصلح ان يكون على الأرض جندبا ، وبالمثل فهناك المنظرين بل والمؤرخين والمفكرين ولا يصلحون للقيادة ، والمنظمون ليسوا بالضرورة منظرين أو قادة آمرين …

ولا ننسى صفات الصبر والمثابرة والإيمان وحسن الظن والإيثار وإنكار الذات والتضحية بالوقت والمال وعدم التخَوين والانفتاح وفهم وتقبل الآخرين وغير ذلك من صفات وعوامل نجاح أية جماعة أو منظومة أو إئتلاف.

وفي الخارج أيضا كما في داخل البلاد ثوار وأحرار يغيرون على أوطانهم ويشعرون بآلام أخواتهم وإخوانهم الذين يعانون الأمرين ويعذبون ويشردون ويطاردون وكأنهم في حرب أو أمام عدو مغتصب يريد أن يقتلعهم ويقضي على هوياتهم …

يحاولون شحذ همم الشعب ويحاولون توعيته وتسليحه بالمعلومات ومساعدته بالمال ان استطاعوا حيث أنه من المفترض أنهم اكثر انفتاحا ووعيا وإمكانات وإمكانيات ، ولديهم فسحة أكبر من حرية التعبير والنقد والمقاومة والتأثير إعلاميا وربما ماديا وفكريا …

ولكن أين هم من ذلك ، كما وأنه بالمثل أين الشعب في الداخل من الوعي والمقاومة والتأثير وإعداد وتربية النفس والنشئ ؟؟

لا يستطيع أحد أن ينكر وجود معارضة ومقاومة ممن يقيمون خارج مصر ?? او غيرها ؛ لأنظمة القمع والفساد والاستبداد ، ونراهم (مع اختلاف أساليبهم وتأثيراتهم على الشعب والداخل) ، ومع قلة خبراتهم وقدراتهم السياسية والثقافية والعلمية والتكنولوجية بل والإقتصادية وغيرها فهم يحاولون بما يملكون من إيمان وإحساس بالمسئولية والوطنية أن يغيروا الأوضاع المتردية في بلادهم الأم ، ويحاولون نقل مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة بعدما ذاقوا بعض من نماذجها في البلاد التي يعيشون على أراضيها ؛ وشموا القليل من نسمات النظم المتقدمة التي تعمل بعض الشئ أو على الأقل أكثر بكثير من أنظمة الشعوب المغلوبة على أمرها والمعذبة في الدنيا تحت ظلم وقهر أنواع غير آدمية من الحكام المتشردين الشواذ المزروعين خصيصا لإيقاف نمو اقتصاد وثقافة الشعب ومحو حريته وكرامته …

نحتاج مزيدا من الوعي والخبرة والعلم والتكنولوجيا والسياسة .. ثم مزيدا من التخطيط والفهم والنظام والفكر والتنظير والإستراتيجية ..

ومن قبل ذلك وبعده مزيدا من الإيمان والتعاون والتكامل والإتحاد مع التواضع والإنفتاح على الغير .. وكل ذلك لا خيار لنا ولا بديل له ولنا..

فلنسأل أنفسنا أين نحن من كل ذلك ، وماذا قدمنا حتى نستحق استقلال وحرية وكرامة وعيشا كريما ؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى