ثقافة وادب

ادّعى وجود شخص بداخله يجبره على قتل واغتصاب الفتيات.. القاتل المتسلسل تسوتومو ميازاكي

في أواخر الثمانينات روع القاتل المتسلسل الياباني تسوتومو ميازاكي اليابان كلها، خاصة عندما بدأت الفتيات الصغيرت بين 4 و7 سنوات في الاختفاء بطرق غامضة، ما دفع أجهزة الأمن اليابانية لبدء تحقيق مكثّف، انتهى باعتقال واحد من أكثر القتلة المتسلسلين عنفاً ووحشية في تاريخ اليابان الحديث.

وُلد ميازاكي بيدين مشوهتين بسبب ولادته المبكرة؛ كانت يداه ملتحمتين بمعصميه، ما يعني أنه كان يحتاج إلى تحريك ساعده بالكامل من أجل تدوير يده. وخلال سنوات دراسته بالمدرسة الابتدائية، كان طالباً هادئاً وخجولاً بلا أي أصدقاء بسبب تشوه يديه، وبسبب الرفض المتكرر من أقرانه أصبح ميازاكي مهووساً بالقصص المصورة.

وبرغم مشكلاته في الاختلاط والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، كان من أفضل الطلبة في المدرسة الثانوية، حتى بدأت درجاته تنخفض بشكل ملحوظ، إلى أن لم يتمكن في النهاية من الالتحاق بجامعة ميجي الخاصة العريقة في طوكيو. ولكنه التحق بكلية صغيرة وبدأ الدراسة لكي يصبح فني تصوير، تاركاً طموحاته في أن يصبح معلماً. وسرعان ما شعر ميازاكي بعقدة نقص جديدة بسبب عدم قدرته على التعامل مع النساء وضعفه الجنسي.

انتقل ميازاكي إلى منزل والديه مشاركاً غرفة شقيقته الكبرى. كانت عائلة ميازاكي بالغة النفوذ والتأثير في بلدتهم، فكان والده يمتلك صحيفة، ولكن لم يكن ميازاكي يرغب في أن يتولى وظيفة والده، وزعم ميازاكي لاحقاً أنه بدأ خلال تلك الفترة يفكر في الانتحار. 

كره ميازاكي جميع أفراد عائلته، باستثناء جده، الذي توفي في مايو/أيار 1988؛ وتسببت وفاة الجد في تفاقم شعور ميازاكي بالاكتئاب، ومن أجل أن “يحتفظ بشيء من أثره”، أكل ميازاكي بعضاً من رماد جده. وبعد أسابيع، اكتشفت شقيقة ميازاكي أنه يتلصص عليها أثناء استحمامها، وعندما واجهته بالأمر اعتدى عليها وعلى أمهما بالضرب بعد مشاجرة معها. 

ثم بدأ ميازاكي تجميع الصور الجنسية، والمجلات الجنسية، والأفلام العنيفة، وأفلام الاعتداء الجنسي على الأطفال، ليصل مجموع مع جمعه 5763 شريط فيديو.

جاءت أولى جرائمه في يوم 21 أغسطس/آب 1988، بعد يوم واحد من عيد ميلاده، استدرج واختطف ميازاكي فتاة صغيرة اسمها ماري كونو أثناء لعبها في منزل صديقتها وأخذها إلى منطقة غابات، وجلس الاثنان في السيارة بضع دقائق قبل أن يخنقها حتى الموت ويغتصب جثتها، ثم ترك جثتها في التلال القريبة من منزله بعدما جردها من ملابسها وأخذها معه. 

وفي النهاية عاد ميازاكي إلى جثة ماري، وفصل أجزاء من جسمها وبعضاً من أسنانها. حول ميازاكي عظامها إلى مسحوق ووضعه في صندوق، إلى جانب أسنانها، وصور لملابسها وأرسلهم إلى عائلة ماري التي كانت قلقة بسبب غيابها، وأرفق معها بطاقة كتب عليها “ماري، أحرقت، عظام، تحقيق، إثبات”. واحتفظ ميازاكي بأيديها وأقدامها في شقته.

في يوم 3 أكتوبر/تشرين الأول، استهدف ميازاكي الطفلة ماسامي يوشيزاوا، التي كانت تسير على أحد الطرق الريفية، وعرض عليها توصيلها، ولكنه اقتادها إلى نفس المكان الذي قتل فيه ماري كونو، وكرر معها نفس الأمر من خنق واغتصب جثتها وأخذ ملابسها. 

وفي الشهر التالي، كان ميازاكي عائداً من منزل أحد أصدقائه عندما اختطف إريكا نانبا وقادها إلى موقف سيارات، وأجبرها على خلع ملابسها والسماح له بالتقاط صور عارية لها قبل أن يقتلها. غطّى ميازاكي جثتها بملاءة سرير وأخذ ملابسها، ولكنه تخلص منها لاحقاً في منطقة الغابات، تاركاً جثة الفتاة في موقف السيارات، ثم أرسل ميازاكي لاحقاً بطاقة إلى عائلتها كتب عليها “إريكا، برد، سعال، حلق، راحة، موت”.

وفي يوم 6 يونيو/حزيران 1989، اقتاد ميازاكي فتاة إلى سيارته بعدما التقط صوراً لها وقتلها، وترك جثتها في شقته حتى يغتصبها، والتقط صوراً لها بأوضاع مختلفة، وسجّل فيلم فيديو أيضاً. وعندما بدأت جثتها في التحلل قطعها ميازاكي إلى أجزاء، وتخلص من الرأس في المقابر، ومن الجذع في التلال، ولكنه استعاد أجزاء جثتها لاحقاً ووضعها في خزانة ملابسه، كما شرب ميازاكي الدماء من يدي الفتاة وأكل جزءاً منهما. 

وفي يوم 23 يوليو/تموز، حاول ميازاكي التحرش جنسياً بفتاة في أحد مواقف السيارات، ولكن والدها أوقفه، وهرب ميازاكي من المنطقة عارياً وحافياً، ولكن قُبض عليه عندما عاد لاستعادة سيارته. وسرعان ما عثرت الشرطة على مجموعة ميازاكي المرعبة وأجزاء الجثث التي كان يخفيها. 

وخلال محاكمته، ألقى ميازاكي اللوم في جرائم القتل على شخصية أخرى تعيش داخله، أطلق عليها “الرجل الفأر”، وقال إن هذه الشخصية أجبرته على ارتكاب تلك الجرائم. 

قضت المحكمة بأهليته للمثول للمحاكمة وحُكم عليه بالإعدام. رفض والد ميازاكي أن يدفع رسوم الدفاع القانوني عن ابنه وانتحر عام 1994. وشُنق ميازاكي في 17 يونيو/حزيران 2008، بعمر الخامسة والأربعين.

بعد تحليل جرائم وشخصية ميازاكي خلص علماء النفس إلى أنه كان عاقلاً، ولكنه عانى من اضطراب الهوية الفصامي وحالة فصام حادة، غير أن علماء نفس آخرين قالوا إنه لم يكن يعاني من أي اضطراب واضح. 

وصف دكتور سوسوما أودا، عالم النفس بجامعة تسوكوبا، جرائم ميازاكي بأنها “جرائم قتل انفعالية نادرة من نوعها”، ويعتقد أودا أن ميازاكي كان يرى نفسه شخصاً مهماً بسبب تشوهه الخلقي وضعفه الجنسي، وأنه كان لا يرى في ضحاياه أكثر من مجرد شخصيات في كتاب حياته المصوّر. وذكر المعالج النفسي أكيرا إيشي أن ميازاكي مهووس جنسياً بالأطفال أولاً، ثم قاتل ثانياً؛ لأن “القتل كان امتداداً لاهتمامه بالفتيات الصغيرات، وكان يمثّل له طريقة لامتلاكهن”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى