ثقافة وادب

كسروا حاجز “أول مرة”.. 7 شخصيات غيرت تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية

يعجُّ تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية بالشخصيات الفريدة التي كانت الأولى في تصنيفها. أول رئيس؟ جورج واشنطن. أول رئيس يموت في منصبه؟ ويليام هنري هاريسون. أول رئيس يشغل المنصب لفترتين غير متعاقبتين؟ كان ذلك غروفر كليفلاند، الذي فاز في انتخابات 1884، ثم خسر في 1888، وفاز مرةً أخرى في 1892. وبذلك كان كليفلاند هو الرئيس الثاني عشر والرابع عشر للولايات المتحدة، والرئيس الوحيد الذي حمل هذا التميُّز المُلتَبَس. 

لكنَّ هناك شخصياتٍ “أولى” في تاريخ الانتخابات الرئاسية تميِّز التغيُّر الذي طرأ على الأمة الأمريكية. 

لم يكن جميعهم بالأحزاب الكبرى في زمنهم. ولوقتٍ طويل، كانت أحزابٌ أخرى هي الطريق الوحيد المُتاح أمام أيِّ أحدٍ لم يكن رجلاً أبيض في محاولة الوصول إلى البيت الأبيض. 

إليكم أدناه 7 أمثلة لتلك الشخصيات “الأولى” في تاريخ الرؤساء ونواب الرؤساء، بحسب ما عددها موقع History.

Victoria Woodhull (1838-1927) championed women’s suffrage as well as unconventional causes such as free love & mystical socialism. 1st woman to run for US president, 1872. More in our exhibit #ShallNotBeDenied opening June 4 https://t.co/bUVB99MmRa #Suffrage100 #Changemakers pic.twitter.com/D4fz1RH5Xs

كانت فيكتوريا وودهول أول امرأةٍ تترشَّح لمنصب الرئيس، وقد كانت مُرشَّحةً عن حزب الحقوق المتساوية في العام 1872. 

رشَّحَ الحزب فريدريك دوغلاس لمنصب نائب وودهول، ما يجعله من الناحية التقنية أول مُرشَّح أسود لمنصب نائب الرئيس. ومع ذلك، لم يقبل دوغلاس الترشيح وألقى خطاباتٍ حادة للجمهوري يوليسيس غرانت الذي فاز بتلك الانتخابات. 

ومثل الكثير من المدافعين البيض عن حقِّ الاقتراع للنساء، استاءت وودهول من حقيقة أن الرجال السود حظوا بحقِّ التصويت قبل النساء البيض، ووجَّهَت نداءاتٍ عنصرية للرجال البيض حين كانت تدافع عن حقِّ النساء البيض في التصويت. 

وفي النهاية قرَّرَت أن تدعم غرانت!

الانتخابات الأمريكية هذا العام مختلفة بشكل كامل عن سابقاتها، فجائحة كورونا التي تسيطر على الولايات المتحدة ربما تقلل من إقبال الناخبين على التصويت

كان دوغلاس نفسه منافساً رئاسياً ثانوياً في جولتين من الانتخابات الحزبية، إذ حظى بصوتٍ واحدٍ في مؤتمر حزب الحرية في العام 1848، وصوتٍ واحد في مؤتمر الحزب الجمهوري في 1888 (كان المُرشَّح في العام 1888 هو بينجامين هاريسون، الذي أصبح رئيساً). 

غير أن أول أمريكي أسود يحظى بترشيحٍ رئاسي كان جورج إدوين تايلور في العام 1904. 

كان تايلور، وهو ابن رجلٍ مُستعبَدٍ سابقاً، صحفياً وسياسياً عمل مندوباً بديلاً في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري عام 1904، وفاز تايلور بالترشح للانتخابات الرئاسية عن حزب حرية السود الوطني، المعروف أيضاً باسم حزب الحرية الوطني. 

كان العداء للكاثوليكية شائعاً بين البروتستانت البيض في أوائل القرن العشرين. ورُبِطَ حظر الكحول بالحظر المُتحيِّز ضد المهاجرين الكاثوليك، ما أدَّى إلى تأجيج إرهاب جماعة الكو كلوكس كلان ضدهم في العشرينيات من القرن نفسه. 

وكان أول كاثوليكي يحظى بترشيحٍ للانتخابات الرئاسية من حزبٍ كبير هو حاكم نيويورك، أل سميث، وكان ديمقراطياً مناهضاً للحظر وخسر انتخابات العام 1928 أمام الجمهوري هربرت هوفر. 

وحين ترشَّح السيناتور الكاثوليكي جون كينيدي للانتخابات التمهيدية بالحزب الديمقراطي عام 1960، تشكَّك قادة الحزب في أن بإمكانه الفوز في الانتخابات العامة. 

واعتقد الكثير من البروتستانتيين أن الكاثوليك لديهم “ولاءٌ مُزدَوَج” للفاتيكان والولايات المتحدة، وإذا انتُخِبَ رئيسٌ كاثوليكي، فسوف يتَّبِع أوامر البابا (على سبيل المثال، كان البعض يخشون أن كينيدي سوف يحظر تحديد النسل). 

لكن بعد فوز كينيدي في ولاية فيرجينيا الغربية بالانتخابات التمهيدية، زادت ثقة قادة الحزب به، وواصَلَ حتى فاز بالترشيح للانتخابات الرئاسية، ومن ثم أصبح أول رئيسٍ كاثوليكي في البلاد. 

Today, Mighty Girl History: Shirley Chisholm, 1st black woman elected to US Congress and 1st woman to run for Democratic presidential nomination, born 1924: https://t.co/Dh6gS2gTqu pic.twitter.com/T7OPg6Vns5

في العام الذي فاز فيه نيكسون بانتخاباته الرئاسية الأولى، صارت شيرلي تشيشولم أول امرأةٍ سوداء تحصد مقعداً في الكونغرس.

وبعد أربعة أعوام، دخلت النائبة عن ولاية نيويورك الانتخابات التمهيدية بالحزب الديمقراطي، ما جعلها أول شخص أسود وأول امرأةٍ تسعى للترشُّح عن الحزب. 

خسرت تشيشولم أمام السيناتور جورج ماكغوفرن، الذي خسر خسارةً تاريخيةً لاحقة أمام نيكسون. 

ورغم أنها كانت تعرف أنها ربما لن تفوز، كانت تفهم أيضاً أن حملتها الرائدة للانتخابات الرئاسية سوف تفتح الباب أمام الأمريكيين السود والنساء لخوض الانتخابات في المستقبل. 

كان أول أمريكي أسود يفوز بالترشُّح للانتخابات الرئاسية عن حزبٍ كبير ويفوز بالانتخابات: باراك أوباما. 

هَزَمَ أوباما، المُرشَّح عن الحزب الديمقراطي، خصومه البيض، في انتخابات 2008 و2012، واستمرَّ لولايتين في منصب الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة. 

كان ترشُّحه (ورئاسته) حجر زاوية تاريخياً للولايات المتحدة، لكنه أيضاً أسفر عن ردِّ فعلٍ عكسي؛ إذ روَّجَت إحدى الحملات، على سبيل المثال، لنظرية المؤامرة التي لا أساس لها من الصحة والتي تقول إن أوباما لم يولَد في الولايات المتحدة. 

في العام 2016، صارت هيلاري كلينتون أول امرأةٍ تخوض حملة انتخاباتٍ رئاسية عن حزبٍ كبير. 

خاضت السيدة الأولى السابقة، والسيناتورة من ولاية نيويورك، ووزيرة الخارجية في إدارة أوباما، الانتخابات الرئاسية مُرشَّحةً عن الحزب الديمقراطي ضد الجمهوري دونالد ترامب. 

وانتهت حملة كلينتون التاريخية بانتصار خصمها، ترامب، رغم فوزها بالتصويت الشعبي. 

في أغسطس/آب 2020، خلال أول مؤتمرٍ “عن بُعد” للحزب الديمقراطي، وافقت كامالا هاريس على ترشيح الحزب لها لخوض الانتخابات على منصب نائبة الرئيس، مع مُرشَّح الحزب للرئاسة وهو جو بايدن. 

وتُعَدُّ هاريس، التي هاجرت والدتها إلى الولايات المتحدة من الهند، وهاجر والدها إلى هناك من جامايكا، أول شخص إفريقي أو من أصلٍ آسيوي يصبح مُرشَّحاً لمنصب نائب الرئيس عن حزبٍ كبير. 

وهي أيضاً ثالث امرأةٍ تحظى بالترشيح من حزبٍ كبير. كانت الأولى هي جيرالدين فيرارو، التي خاضت الانتخابات مع والتر موندال في انتخابات الحزب الديمقراطي عام 1984، وخسرا أمام المُرشَّح الجمهوري آنذاك رونالد ريغان ونائبه جورج بوش. 

والثانية كانت سارة بالين، التي خاضت الانتخابات مع جون ماكين عن الحزب الديمقراطي في العام 2008، السنة التي أحرز فيها أوباما نصره الانتخابي التاريخي. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى