آخر الأخبار

رحلة التطبيع الأولى.. انطلاق أول طائرة إسرائيلية إلى أبوظبي على متنها مسؤولون رفيعو المستوى

أقلعت أول رحلة جوية إسرائيلية رسمية إلى الإمارات اليوم الإثنين من تل أبيب وعلى متنها كبار مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق تطبيع العلاقات الإسرائيلي الإماراتي الذي توسطت فيه واشنطن.

من شأن هذه الرحلة أن يكون لها أثر لعلاقات إسرائيل مع السعودية، فقد أفاد مصدر مطلع على خطة الرحلة إن السعودية، التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، سمحت للطائرة بوينغ 737 التابعة لشركة طيران العال بالتحليق فوق أراضيها في طريقها إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهو ما أظهره بالفعل موقع لتتبع حركة الطائرات، بأن طائرة العال الإسرائيلية دخلت المجال الجوي السعودي.

صنعوا التاريخ: وبحسب وكالة رويترز، فإن الموفدين على متن هذه الرحلة قد صنعوا تاريخاً في مجال الطيران باستقلالهم طائرة تجارية إسرائيلية مباشرة من تل أبيب إلى العاصمة الإماراتية فوق الأراضي السعودية.

من جانبه، عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن سعادته عن هذا الحدث، وقال على تويتر “هكذا يبدو السلام من أجل السلام”، مشيداً بما أسماها رحلة تاريخية وواصفاً اتفاق تطبيع العلاقات مع دولة عربية بأنه لا ينطوي على تسليم أرض احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

يرأس الوفد الأمريكي كبير مستشاري ترامب وصهره جاريد كوشنر ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين. ويقود الفريق الإسرائيلي مئير بن شبات، نظير أوبراين. وسيبحث المسؤولون التعاون الثنائي في مجالات مثل التجارة والسياحة، ومن المقرر أن يزور مبعوثو الدفاع الإسرائيليون الإمارات بشكل منفصل.

وقال كوشنير للصحفيين على مدرج مطار بن غوريون “صليت أمس عند الحائط (الغربي) من أجل أن يتابع المسلمون والعرب في أنحاء العالم هذه الرحلة وأن يدركوا أننا جميعاً أبناء الله وأن المستقبل يجب ألا يحدده الماضي مسبقاً”.

أما أوفير جندلمان، المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، فقال في تغريدة على “تويتر” إن على متن الطائرة “بعثة إسرائيلية كبيرة ستبحث مع الطرف الإماراتي إطلاق تعاون بين البلدين، في العديد من المجالات ومنها التجارة والسياحة والاقتصاد والطيران والثقافة”.

كما ذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مكتوب أرسل نسخة منه لوكالة الأناضول أن الطائرة التي ستعود إلى إسرائيل غداً، تقل عشرات المسؤولين الإسرائيليين إضافة إلى الوفد الأمريكي.

يذكر أن الإعلان عن اتفاق “التطبيع” جرى في 13 أغسطس/آب، وهو أول تسوية من نوعها بين دولة عربية وإسرائيل منذ أكثر من 20 عاماً، وقد جاء إلى حد بعيد بدافع من مخاوف مشتركة من إيران.

تفاصيل الرحلة: من المخطط أن يُعقد في العاصمة الإماراتية لقاء ثلاثي إسرائيلي-إماراتي-أمريكي، سيعقد في أبو ظبي بمشاركة رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، ومستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي كوشنر، ومستشار الأمن القومي الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد، بحسب ما كشفه مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

كما سيعقد رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، اجتماعات مع كبار المسؤولين الإماراتيين.

وأضاف مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي: “ستجرى المناقشات في مجموعات عمل مؤلفة من ممثلين إسرائيليين وإماراتيين وأمريكيين في المجالات التالية: الدبلوماسية، المالية؛ تأشيرات الطيران والدخول، الصحة، الثقافة والسياحة، الفضاء والعلوم والاستثمارات، الابتكار والتجارة”.

كما يأمل المسؤولون الإسرائيليون أن تخرج الزيارة التي تستغرق يومين بموعد حفل توقيع في واشنطن، ربما في وقت مبكر من سبتمبر/أيلول، بين نتنياهو وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

غضب فلسطيني: وشعر الفلسطينيون بالفزع من الخطوة الإماراتية، إذ يساورهم القلق من أنها ستضعف الموقف العربي القائم منذ فترة طويلة والداعي إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وقبول الدولة الفلسطينية مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية.

وفي أول تصريح من جانب السلطة الفلسطينية قال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، إنه من المؤلم هبوط طائرة إسرائيلية بالإمارات، في إشارة لأول رحلة جوية بين تل أبيب وأبوظبي.

كما صرح اشتية، خلال الاجتماع الحكومي بمدينة رام الله: “يؤلمنا جداً ونحن نرى اليوم هبوط طائرة إسرائيلية في الإمارات في خرق واضح ومفضوح للموقف العربي المتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي”.

وأردف: “بهذه المناسبة نحيي المواقف العربية الواضحة والرافضة للتطبيع المجاني مع إسرائيل”، مضيفاً: “أفشل العرب رحلة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، (شملت البحرين والسودان) رغم الضغوطات التي تمارس على بعض الدول العربية”.

أمل ترامب من هذه الخطوة: ويمكن أن يمنح ذلك ترامب دفعة في مجال السياسة الخارجية قبل محاولته للفوز بفترة جديدة في نوفمبر/تشرين الثاني. وقال كوشنر في القدس أمس الأحد إن الاتفاق “خطوة عملاقة إلى الأمام”.

كما تحاول إدارة ترامب إقناع الدول العربية الأخرى القلقة من إيران بالتواصل مع إسرائيل. وأشارت السعودية، أقوى هذه الدول، إلى عدم استعدادها لذلك.

لكن فيما يمكن أن يشي بموقف أكثر ليناً للرياض، سيتم السماح لطائرة العال اليوم الإثنين بالتحليق فوق الأراضي السعودية لتقليص زمن الرحلة.

من جانبها قالت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إن كوشنر وفريقه “يسعون لإقناع أكبر عدد ممكن من القادة العرب والمسلمين” لمنح ترامب دفعة انتخابية.

وأضافت “سيكون ذلك دعماً على خلفية مشهد لا معنى له لاتفاق سخيف لن يجلب السلام إلى المنطقة”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى