آخر الأخبار

“انسحبوا من تحالفكم مع حزب الله، تصالحوا مع السعودية، ولا تشاركوا في الحكومة”.. رسائل شديدة اللهجة من ماكرون لجبران باسيل

قالت مصادر خاصة لـ”عربي بوست”، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أسمع جبران باسيل رئيسَ التيار الوطني الحر كلاماً واضحاً وشديداً، حول ضرورة الالتزام بالخطة الفرنسية للمرحلة القادمة في لبنان.

جاء ذلك خلال لقاء ماكرون رئيسَ التيار الوطني الحر جبران باسيل، على هامش الغداء الذي نظمه رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون في قصر بعبدا، على شرف الضيف الزائر والوفد المرافق الذس وصل إلى بيروت الاثنين 31 أغسطس/ آب.

وأضافت المصادر أن ماكرون سيوجّه نفس الخطاب لكل القادة اللبنانيين الذين سيلتقيهم خلال زيارته لبيروت.

وبحسب المصادر، فإن ماكرون قال لباسيل إن عليه أن يعي أن هناك أزمات في البلاد، بسبب إصراره -أي باسيل- على الحصول على كل شيء في السلطة في فترة قياسية، ما جعل باقي الأطراف تشعر بالإقصاء السياسي.

وطلب ماكرون من باسيل وتياره الانسحاب المباشر من الحكومة القادمة، لأن “اللبنانيين غاضبون من ممارسات التيار وتحالفاته في الفترات الماضية”.

ودعا ماكرون باسيل لتسهيل ولادة الحكومة، لكي تتمكن من إصلاح ما يمكن إصلاحه، بعد أن وصلت البلاد لهذا الواقع المأساوي من انهيارات في الاقتصاد، وشعور اللبنانيين بالغبن.

أوضحت المصادر المطلعة أن ماكرون أكد على ضرورة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، وأن المجتمع الدولي يريدها خلال 6 أشهر، وأن على القوى السياسية التفكير ليس ببرلمان يأتي بهم للرئاسة والسلطة فقط، بل ببرلمان يستطيع إقرار تعديلات على النظام السياسي والعقد الاجتماعي.

وشدّد ماكرون لباسيل على أهمية أن يسمح التيار الوطني الحر لحكومة مصطفى أديب بإجراء إصلاحات سريعة في قطاع الكهرباء، ومكافحة الفساد، والإسراع في التشكيلات القضائية التي أقرّها مجلس القضاء الأعلى لتحقيق شفافية قضائية تحاكم المتورطين في انفجار المرفأ وإفلاس لبنان.

ويؤكد المصدر أن ماكرون طلب من باسيل الانسحاب من علاقة التفاهم مع حزب الله بهذا الشكل الفج، لأنها تمثل عامل استفزاز لواشنطن وحلفائها، وأن أصدقاء لبنان ممتعضون من تيار باسيل السياسي بسبب هذا الغطاء لحزب الله.

وأكد ماكرون أن على التيار إقناع الحزب بالتنازل، لكي تستطيع الجهات الدولية رفع تحفظاتها على لبنان ودعم الحكومات القادمة وهي مطمئنة.

وطالب ماكرون باسيل بضرورة إصلاح علاقته مع السعودية؛ لأنها تعتبره مسؤولاً إلى جانب حزب الله في الهجوم عليها، وتصويب مواقفه على الرغم من دعمه للبنان طيلة الفترة السابقة.

وشدّد ماكرون لباسيل أنه توافق في الفترة الحالية مع الرئيس الأمربكي دونالد ترامب على تأجيل عقوبات تطال باسيل وسعد الحريري والوزير السابق سليم جريصاتي، وبعض الشخصيات الأخرى.

وأوضح ماكرون أنه يحاول إقناع ترامب بأن القوى السياسية ستدعم برنامجاً حكومياً يعيد الثقة بلبنان خلال فترة قصيرة.

وعلم “عربي بوست” أن رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ جبران باسيل سلّم رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نسخة عن مقترح أعدّه بعنوان خارطة طريق إصلاحية من شقّين، الأول دستوري سياسي، والثاني اقتصادي مالي، يتبعان مساراً محدّداً وفق الأولويات، واستناداً إلى برنامج زمني واضح.

وعُلم أن باسيل طرح هذا المستند في اجتماع قصر الصنوبر، مساء الثلاثاء، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ومن أبرز عناوين خارطة الطريق الإصلاحية تعهُّد القوى السياسية البرلمانية بتنفيذ البرنامج الإصلاحي عبر الحكومة والبرلمان، بما يستجيب لتطلعات الشعب اللبناني والدول الداعمة للبنان.

كذلك نصّ مقترح باسيل على حوار وطني ‏يطلقه رئيس الجمهورية، للاتفاق على الإصلاحات ومؤتمر دولي ترعاه فرنسا لدعم لبنان، على أن يتم تتويج مسار الإصلاحات بانتخابات نيابية تنبثق عنها سلطات دستورية جديدة تكرّس النظام الجديد، وعنوانه الانتقال الفعلي إلى دولة مدنية مع لا مركزية إدارية ونظام مالي شفاف، ورؤية اقتصادية إنتاجية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى