آخر الأخبار

قلق صيني من تصرفات “غير عقلانية” لترامب! سيحاول إثارة أزمة كبيرة لمواجهة صعوبات الانتخابات الرئاسية

تخشى بكين مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية من تحركات غير محسوبة يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإثارة مواجهة معها، رغبة من جانبه في تعزيز فرص إعادة انتخابه وفوزه أمام منافسه جو بايدن في نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

التقرير الذي نشرته صحيفة Washington Post الأمريكية، الجمعة 18 سبتمبر/أيلول 2020، قال إن هذه المخاوف لها دلالاتها على أرض الواقع، حيث استطاع ترامب افتعال أزمة مع الصين حول التجارة، حتى يعزز من شعبيته في الأوساط التي يسعى لكسب أصواتها في الانتخابات المقبلة.

مخاوف في بكين: في المقابل يخشى أكاديميون بارزون في بكين من أن يشعل ترامب هجماته لخلق الدعم وصرف الانتباه عن المشكلات المحلية، مثل البطالة وعدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المُدمِّر، الذي كَشَفَ عن استجابة ترامب البطيئة للجائحة.  

حيث قال جيا كوينغو، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة بكين، والذي يدلي بمشورته للحكومة الصينية، في إشارة إلى الإدارة الأمريكية، إنها لن تمتنع عن فعل أي شيء لإيذاء الصين وتدميرها، حتى إن جاء بتكلفةٍ اعتقدت إداراتٌ سابقة أنها غير مقبولة للولايات المتحدة.

مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه يتوقع أن ترامب باتت فرص فوزه في الانتخابات ضيئلة، وهو ما سيدفعه إلى افتعال أزمة كبيرة مع الصين.

الحرب مع بكين: كذلك قال التقرير إنه حين تولَّى ترامب منصبه ظنَّ كثيرون هنا أنه كان يبحث عن نصرٍ يمكن أن يتغنَّى به على منصة تويتر في حربه التجارية مع بكين. شجَّعه البعض بهدوء، على أمل أن يضخ زخماً في الإصلاحات المُوجَّهة نحو السوق، والتي وَعَدَ بها الزعيم الصيني شي جين بينغ ولم ينفِّذها. 

أما الآن، فيقرُّ مستشارو الحزب الشيوعي الحاكم في الصين أنهم ربما كانوا على خطأ في الاعتقاد بأن هناك حدوداً لما سيفعله ترامب ضد الصين. 

فيما مدَّدَت إدارة ترامب حملتها ضد شركة هواوي، لتتضمَّن تطبيقي التواصل الاجتماعي المملوكين للصين WeChat وTikTok، والأخير يتمتَّع بشعبيةٍ هائلةٍ بين الشباب الأمريكيين، والطلاب الصينيين في الولايات المتحدة، وهم مصدرٌ كبيرٌ لعائدات الجامعات الأمريكية. 

هذه الإجراءات جاءت بينما تقترب الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المُستجد في الولايات المتحدة من 200 ألف حالة وفاة، بعدما اعترف ترامب بأنه كان يقلِّل من جسامة المخاطر ليتجنَّب إفزاع الناس. أما الوفيات في الصين، حيث بدأ الفيروس في أواخر العام الماضي، لكنه جرى احتواؤه عبر عمليات إغلاق واسعة النطاق، فقد وَقَفَت عند 4634 حالة. 

في المقابل سعى ترامب إلى تفادي الانتقادات لاستجابته للجائحة، مُكرِّراً لومه للصين على ما اصطلح عليه “فيروس ووهان” و”إنفلونزا الكونغ” الهجومية. 

الانقلاب على العولمة: وقال شاي ين هونغ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تسينغهوا وعميد المؤسَّسة الأكاديمية في بكين، إن التنافس الاستراتيجي والانقلاب على العولمة يحدثان بالفعل لكن جائحة كوفيد-19 سرَّعَت من هذه التحوُّلات، مشيراً إلى أن ترامب شخصٌ مُمَيَّز، وأنه من الصعب إيجاد أيِّ خلفيةٍ عقلانية أو ثقافية لما يفعله.

كذلك، وبينما أصبح القلق بشأن صعود الصين قضيةً مشتركةً بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في واشنطن، فقد انتشر هذا القلق أيضاً بين الجمهور الأمريكي. فقد توصَّلَ أحدث استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث لآراء الأمريكيين للصين إلى أن 73% من المشاركين في الاستطلاع لديهم وجهة نظر غير إيجابية إزاء الصين، بزيادة 26% عن العام 2018. 

لكن مع تمتُّع المُرشَّح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن بتقدُّمٍ ثابتٍ في استطلاعات الرأي، يقول مُحلِّلون صينيون إن ترامب قد يلجأ إلى إثارة الغضب القومي. وفي الواقع، تناوَلَ ترامب مؤخَّراً قضايا حقوق الإنسان، مثل انتهاكات الصين في مقاطعة شينجيانغ والقمع الذي تمارسه في هونغ كونغ، بقوةٍ لم يسبق لها مثيلٌ من قبل. ويثير هذا تكهُّناتٍ بأن تصرُّفات بكين تجاه تايوان وفي بحر الصين الجنوبي ستكون هي التالية على قائمة أهداف ترامب. 

مقاطعة منفصلة: في المقابل تنظر بكين إلى تايوان باعتبارها مقاطعةً منفصلة يجب “لمُّ شملها” معها، رغم أن تايوان لم تكن قط جزءاً من جمهورية الصين الشعبية التي تأسَّسَت عام 1949. وأطلَقَ الزعيم الصيني شي جين بينغ صخباً حازماً على نحوٍ متزايد بشأن الاستحواذ على الجزيرة الديمقراطية التي تتمتَّع بالحكم الذاتي، مُصوِّراً إياها على أنها قضيةٌ وجودية، حيث يشعر الشباب التايواني بأنهم أكثر بُعداً عن الصين. 

كذلك فقد أشرَفَ الزعيم الصيني على توسُّعٍ عسكري في بحر الصين الجنوبي، مطالباً بنصيبٍ في المياه المُتنازَع عليها لبناء جزرٍ اصطناعية، ثم بناء منشآتٍ عسكرية وصناعية عليها. وبالنظر إلى شدة نهج ترامب المناهض للصين، يبدو فجأة أن احتمال شنِّ هجومٍ أمريكي محدود على مثل هذه الجزر في بحر الصين الجنوبي، أو احتمال أن تقيم إدارة ترامب علاقاتٍ دبلوماسية مع تايوان، أمر منطقي. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى