ثقافة وادب

حصدت أرواح الآلاف.. أخطر الأوبئة التي ضربت العالم خلال آخر 20 عاماً

بالرغم من إحراز علم الطب تقدمات كبيرة في العصر الحالي، فهذا لا يعني أن العالم معصوم من وقوع أي وباء كبير في القرن الحادي والعشرين.

ففي الحقيقة، يبدو الوضع الناتج عن نمو سكان العالم، وزيادة المناطق الحضرية المكتظة بالسكان في جميع أنحاء الأرض، وتغير المناخ، والعولمة مثالياً لحدوث جائحة كبيرة.

يعتبر الوباء هو الانتشار السريع لمرض معدٍ في مجتمع معين خلال فترة زمنية قصيرة، وتتحمل عدة عوامل مسؤولية إطلاق الأوبئة، وقد تؤدي التغيرات في بيئة السكان، كزيادة كثافة الأسباب الناقلة للأمراض، إلى حدوث وباء.

وعادة ما يفتقد السكان المناعة الضرورية لمكافحة العدوى بمثل هذا العامل المُمرض. وعندما ينتشر وباء في الكثير من البلاد أو حتى القارات، فقد يُسمى جائحة. وفي حالة لم يتوقف المرض في الوقت المناسب، قد يتمكن من محو أمم كاملة خلال وقت قصير.

فيما يلي قائمة بأكثر الأوبئة فتكاً في القرن الحادي والعشرين حتى الآن وفق موقع World Atlas:

في 20 يناير/كانون الثاني 2016، أبلغ وزير الصحة الأنغولي عن تفشي الحمى الصفراء في البلاد، حيث أُبلغ عن 23 حالة من بينها 7 وفيات.

وكان الإبلاغ الأول عن هذا التفشي في 5 ديسمبر/كانون الأول 2015، وكان أول من عانى من المرض خلال تفشيه هم زوار لأنغولا قادمين من إريتريا.

وسرعان ما انتشر الوباء بين المواطنين الكونغوليين والإريتريين المقيمين في بلدية فيانا الأنغولية.

وبما أن تفشِّي الحمى الصفراء وقع في إحدى المدن، كانت احتمالية انتشار المرض بسرعة مرتفعة. وفي الأشهر القليلة التالية، أُعلن عن وفاة المئات مع انتشار المرض في العديد من أقاليم البلد.

وسرعان ما تخطى الوباء حدود أنغولا؛ إذ أُعلن عن وفاة 21 شخصاً بسبب الحمى الصفراء في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بعضها في الأقاليم المتاخمة لحدود أنغولا.

وأُطلقت على إثر ذلك حملة تطعيم جماعي للسيطرة على انتشار المرض. وكشفت التحقيقات الأولية أن الزوار الإريتريين الذين كانوا أول ضحايا الحمى الصفراء، حملوا شهادات تطعيم مزيفة ضد الحمى الصفراء خلال سفرهم إلى أنغولا.

وقد تناولوا جميعاً وجبة في أحد المطاعم، والتقطوا العدوى هناك. وتمكنت في النهاية الجهود المبذولة على المستويين الوطني والدولي من السيطرة على المرض.

حدث تفشي فيروس إيبولا الأوسع على الإطلاق في غرب إفريقيا عام 2013، واستمر حتى 2016.

كانت ليبيريا وسيراليون وغينيا هي الدول الأشد تضرراً؛ إذ لحقتها بسبب هذا الوباء خسائر فادحة في الأرواح وخسائر اجتماعية اقتصادية.

وقد سُجلت الحالة الأولى في غينيا في عام 2013. وأودى هذا المرض بحياة المئات مع معدل وفيات وصل إلى أكثر من 70% من المصابين.

وبعد بلوغه الذروة في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014، بدأت الأمور في الدخول تحت السيطرة، حيث بدأت الجهود الدولية في الإثمار. وأخيراً، في 29 مارس/آذار 2016، أنهت منظمة الصحة العالمية حالة الوباء بوصفها حالة طوارئ تثير القلق الدولي.

تعد هذه الجائحة من أفتك وقائع تفشي الأمراض خلال هذا القرن حتى الآن، وقد كان فيروس إنفلونزا H1N1 مسؤولاً عن وقوعها.

بالرغم من أن المصدر الدقيق للمرض غير معروف، فمن المقدر أن السلالة الفيروسية المسؤولة عن الوباء تطورت لأول مرة في عام 2008.

وقد انتشرت في البداية بين السكان لعدة أشهر قبل التعرف عليها رسمياً. وسُجلت لأول مرة في ولاية فيراكروز المكسيكية.

وبالرغم من محاولات احتواء المرض داخل الولاية، سرعان ما أصبح الوباء غير قابل للسيطرة، وانتشر إلى أجزاء أخرى من البلاد وإلى الولايات المتحدة، بل وأجزاء من آسيا وإفريقيا.

وبرغم ذكر التقارير الرسمية لوفاة 18 ألف شخص بسبب المرض، قد تكون الأرقام غير الرسمية أعلى بكثير.

مع أن تفشي الكوليرا كان شائعاً جداً في الماضي، تمكنت أنظمة الصرف الصحي الحديثة من احتواء المرض في معظم أنحاء العالم.

ومع ذلك، ظهر هذا المرض المهزوم مرة أخرى على نطاق واسع لدرجة لم تكن متصورة في هايتي في عام 2010.

وبالرغم من عدم الكشف عن مصدر المرض، كشفت التحقيقات التي أجراها الصحفيون أن التلوث كان بسبب أفراد مصابين من قوات حفظ سلام نيبالية تابعة للأمم المتحدة منتشرة في هايتي.

وبحلول مارس/آذار 2017، أودى المرض بحياة 9985 من سكان هايتي وغيرهم الكثير.

يُعرف سارس أو متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد بأنه مرض حيواني المنشأ يسببه فيروس السارس التاجي.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2002، أبلغ عن تفشى سارس في الصين. وتسبب ذلك في ذعر كبير في جميع أنحاء العالم، وسرعان ما انتشر المرض إلى دول أخرى.

وبين نوفمبر/تشرين الثاني 2002 ويوليو/تموز 2003، أُعلن عن 8098 حالة إصابة بالعدوى، وسُجلت 774 حالة وفاة في 37 دولة. وبعد تحقيقات دقيقة، تمكن العلماء من تتبع أصل هذا المرض إلى خفافيش حدوة الحصان بمقاطعة يونان الصينية.

حمى الضنك هي أحد الأمراض المعدية التي تظهر عادة في دول جنوب آسيا، مثل الهند وباكستان.

ومن المعروف أن البعوض هو الناقل لها، وأن فيروس حمى الضنك هو العامل الممرض.

في 2011، وقعت واحدة من أسوأ حالات تفشي حمى الضنك في باكستان، حيث تُوفي أكثر من 300 شخص بسبب حمى الضنك، وأصيب أكثر من 21204 أشخاص بحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2010. وكانت منطقة لاهور في إقليم البنجاب الباكستاني هي الأكثر تضرراً خلال هذا الوباء.

وقع وباء التهاب السحايا البكتيري في العديد من دول غرب إفريقيا بما فيه: نيجيريا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي.

حيث أصيب 13516 شخصاً بالمرض وبلغ عدد الضحايا 931.

وكانت نيجيريا هي الأكثر معاناةً من هذا الوباء. وقد أُطلقت برامج تطعيم جماعية لإبقاء المرض تحت السيطرة. واستُهلك ما يقرب من ثلث مخزون العالم من لقاحات الطوارئ المضادة للسلالة البكتيرية المعدية المسببة للمرض خلال هذا الوباء.

في 2012، أُعلن تفشِّي الحمى الصفراء في منطقة دارفور بالسودان. وبحلول يناير/كانون الثاني 2013، أُعلن عن الاشتباه في 847 حالة، وعن 171 حالة وفاة في المنطقة. وانطلقت حملة تطعيم جماعية لحماية السكان المعرضين للمرض.

بدأ تفشي الكوليرا في اليمن في أكتوبر/تشرين الأول 2016. ويعد ذلك أيضاً أحد أفتك الأوبئة في القرن الحادي والعشرين حتى الآن.

كان موقف الحرب في اليمن أحد أكبر العوامل المسؤولة عن تفشي المرض. فقد أدى تدمير البنية التحتية ونظم الصحة والصرف الصحي في أجزاء كبيرة من البلاد بسبب الحرب إلى انتشار المرض.

وبحلول يوليو/تموز 2017، أُبلغ عن 269,608 حالات إصابة بالكوليرا في البلاد، بما في ذلك 1,614 حالة وفاة مسجلة.

في عام 2008، عانت أجزاء كبيرة من زيمبابوي من تفشي الكوليرا، الذي استمر من أغسطس/آب 2008 إلى يونيو/حزيران 2009.

فأعلنت حكومة البلاد حالة الطوارئ الوطنية في ديسمبر/كانون الأول 2008، وتقدمت بطلب المساعدة الدولية لمواجهة الطوارئ.

وفي يناير/كانون الثاني 2009، كان الوباء في ذروته وأبلغ عما يقرب من 8,500 حالة جديدة أسبوعياً خلال هذا الوقت. علاوة على ذلك، تأثرت الدول المجاورة بالمرض. وفي النهاية، أُعلنت 4369 حالة وفاة.

أدت سلالة متطورة حديثاً من فيروس كورونا بيتا إلى تفشِّي هذا المرض في عام 2012.

حيث أُعلنت أول حالة من المرض في المملكة العربية السعودية في أبريل/نيسان من عام 2012.

ومنذ ذلك، أُبلغ عن حالات متفرقة، وعن تفشٍّ كبير في 24 دولة. وأُبلغ كذلك عن أكثر من 400 حالة وفاة بسبب هذا المرض.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى