منوعات

مات منذ آلاف السنين.. باحثون ينجحون في إعادة تركيب وجه صبي مصري باستخدام تكنولوجيا حديثة

استطاع فريق من الباحثين في معهد علم الأمراض، بعيادة أكاديمية ميونيخ بوغنهاوزن بألمانيا الوصول إلى صورة لوجهٍ، مُثبتةً على نعشٍ مصريٍّ قديمٍ يعود لطفلٍ مات بين عام خمسين قبل الميلاد وعام 100 للميلاد، حيث حاول الباحثون تقصي مدى دقةٍ مطابقة الصورة لوجهه الحقيقي.

من أجل ذلك صنع الفريق باستخدام ماسح تصويرٍ مقطعي نموذجاً حاسوبياً لجمجمة الطفل الصغير دون إخراجه من كفنه، لتركيب صورةٍ رقميةٍ ثلاثية الأبعاد لوجهه، حيث كانت الصورة الناتجة شديدة الشبه إلى حدٍّ بعيدٍ بالصورة الأصلية، لكن الباحثين أشاروا إلى أن الصورة المرسومة للصغير جعلته يبدو أكبر من سنه الحقيقي، الذي بلغ عند وفاته ثلاث أو أربع سنواتٍ، وفق تقرير نشرته صحيفة Daily Mail البريطانية، الإثنين 21 سبتمبر/أيلول 2020.

فروقات في صورة الطفل: تضمنت الفروقات الأخرى عرض الحاجب الأنفي وحجم فتحة الفم، فكانا أضيق في الرسمة مما بدت عليه الصورة الرقمية. في حين تُشير الدراسة المنشورة في PLOS ONE إلى أن أكثر من 1000 صورة مومياء اكتُشفت منذ وُجدت للمرة الأولى عام 1887.

حيث اكتُشفت مومياء الصبي في ثمانينيات القرن الـ19 في مقبرةٍ قُرب هرم هوارة في منطقة الفيوم بصعيد مصر، المعروفة باحتوائها على العديد من المستعمرات التي تعود للحقبة الرومانية، والمقابر المرتبطة بها.

في المقابل يظهر الصغير في اللوحة بشعرٍ أشعث مضفرٍ إلى خيطين على طول حافة جبهته إلى ما خلف أذنيه. وكانت عيناه بنيتان وأنفه طويلاً وفمه صغيراً بشفهٍ مكتنزةٍ. كذلك يظهر في الصورة وهو يرتدي قلادةً بيدالية.

مومياء مصرية: أما في المتحف المصري بميونيخ، حيث ترقد المومياء استُخدم ماسحٌ مقطعيٌّ لرسم صورةٍ رقميةٍ لجمجمة الصبي. حيث تمكن الباحثون من تحديد عمر الصبي وقت وفاته بعد تحليل العظام والأسنان داخل الضمادات، كما حددوا سبب الوفاة.

يذكر أنه وفي رسالةٍ عبر البريد الإلكتروني قال كبير الباحثين في الدراسة، ومدير معهد علم الأمراض بعيادة أكاديمية ميونيخ بوغنهاوزن بألمانيا أندرياس نيرليتش لمجلة Live Science، إن الفريق تكهن بأن الصبي مات بسبب التهابٍ رئويٍّ؛ لأنهم رصدوا “بقايا أنسجة رئةٍ متخثرةٍ” في الأشعة المقطعية.

في حين بدأ نيرليتش وفريقه العمل من عيني الصبي، وأعادوا تركيبها بناءً على متوسط قطرٍ مقلة العين البالغ 22 مم، بعد تعديله ليُلائم سن الصبي.

بعد ذلك أُضيف نموذج جمجمة الصبي ثلاثي الأبعاد. أما الأنف فأُعيد تركيبه بطريقة ليبيدينسكايا، بعكس فتحة العدسة الكمثرية إلى الخارج، وفقاً للدراسة، وقد استخدم الباحثون وضع أنياب الطفل لتحديد عرض فتحة الأنف.

أنسجة الطفل الرقيقة: وبإجراء مسحٍ فوق صوتيٍّ لأنسجة رقيقة في أطفال أحياء بأعمارٍ تُقارب عمر الفتى، بين ثلاث إلى 8 سنواتٍ، تمكن الفريق من إعادة تركيب ملامحه.

من جانبه أشار نيرليش إلى أن أغلب أعمال إعادة التركيب اعتمدت على جمجمة المومياء وأسنانها واستخدمت اللوحة كمرجعٍ لملء الفراغات، مثل لون الشعر والعينين.

في حين كتب الباحثون في الدراسة أن الصورة المركبة رقمياً كانت “شديدة الشبه” باللوحة المرسومة من حيث الأبعاد بين الجبهة إلى خط العينين، وكانت المسافة بين الأنف والفم “نفسها بالضبط في اللوحة وفي الصورة الرقمية”.

غير أن الفروق وُجدت في عرض الحاجز الأنفي وحجم فتحة الفم، فكانا أصغر وأكثر استدارةً في اللوحة عن الصورة المركبة. ولأن الصورة الرقمية واللوحة المرسومة كانتا متشابهتين يعتقد نيرليتش أن اللوحة رُسمت “قُبيل الوفاة أو بعدها بوقتٍ قصيرٍ”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى