آخر الأخبار

لافروف في بيروت قريباً لحل أزمة الحكومة.. ماكرون طلب من روسيا التوسط لدى حزب الله بعد فشل مبادرته

يصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى بيروت نهاية الشهر الحالي للقاء المسؤولين اللبنانيين، في إطار مبادرة ستقدمها موسكو استكمالاً للمبادرة الفرنسية، وبحسب مصادر مقربة من سفارة موسكو في بيروت، فإن السفير الروسي الجديد ألكسندر روداكوف الذي عيّنه بوتين سفيراً جديداً ومفوضاً لروسيا لدى لبنان، خلفاً للسفير ألكسندر زاسبكين الذي كان على رأس البعثة الدبلوماسية الروسية في لبنان منذ عام 2010، سيصل لبنان في 13 أكتوبر/تشرين الأول الحالي وسيقدم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية ميشال عون.

تشير المصادر إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أصبح يميل إلى البحث عن مفاتيح حلحلة خارجية لحل العُقد الداخلية في لبنان، فبادر بالطلب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التوسّط لدى طهران لإنجاح مبادرته اللبنانية.

وتؤكد المصادر أنّ المسؤولين الإيرانيين أبدوا استياءهم أمام الإدارة الروسية من دخول ماكرون المباغت على الساحة اللبنانية، وكشفت المصادر أنّ باريس طلبت دخول موسكو على خط الوساطة مع طهران لاستطلاع المساحات المشتركة بين الجانبين في الساحة اللبنانية، ومن هذا المنطلق بدأت اتصالات المسؤولين الروس بالقيادات اللبنانية خلال الأيام الأخيرة لمحاولة استكشاف مواقفهم في حلحلة الأزمة، تمهيداً لزيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المرتقبة إلى بيروت. 

بحسب مصادر سياسية مطلعة على حيثيات زيارة لافروف لبيروت، فالرجل سيقدم طرحاً مرتبطاً بملف تشكيل الحكومة، والعمل على تفعيل مبادرة ماكرون بإضافات جديدة تسهِّل ولادة حكومة قريبة وفق طرح حكومة تكنو-سياسية تضمن للقوى السياسية، وعلى رأسها الثنائي الشيعي، المشاركة في الحكومة.

ويشدد المصدر على أن فريق لافروف أعد دراسة شاملة عن الوضع اللبناني وإمكانية خلق حل لمعالجة المعضلة الحكومية في حال قرر الأطراف ذلك، ولا يخفي المصدر “رهاناً لبنانياً وتحديداً من قبَل رئيس الجمهورية ميشال عون على الحراك الخارجي، خصوصاً أن ما سيطرحه لافروف سيصب في خانة تفعيل المبادرة الفرنسية، خصوصاً أن عدة أيام تفصل زيارته عن موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية”.

 سيلتقي لافروف رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، كما سيلتقي رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ومعه رؤساء الحكومات السابقون نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، بالإضافة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ووفد قيادي رفيع المستوى من حزب الله لمناقشة الاقتراح الروسي القائم على تشكيل حكومة تكنو-سياسية برئاسة الحريري والسير بإصلاحات يطالب بها المجتمع الدولي، وسيؤكد لافروف للمسؤولين اللبنانيين ضرورة استغلال لحظة ترسيم الحدود للمباشرة في تشكيل حكومة في ظل إيجابية أمريكية تلت الإعلان عن الترسيم.

يؤكد المصدر المقرب من السفارة الروسية في بيروت أنه في خضم الصراع بين باريس مع أنقرة ومحاولة التمدد التركي على شواطئ المتوسط وتهديد نفوذ فرنسا، فإن موسكو وبحكم المصالح المشتركة تجد نفسها أقرب إلى أنقرة منها إلى باريس، ولا تزال تراعي النفوذ الإيراني في لبنان وسوريا والعراق، ما يفسّر وجود تلاقي مصالح بين موسكو وطهران وأنقرة في وجه باريس وأوروبا، ويؤكد المصدر أن المسؤولين الروس أكدوا أن المشكلة ليست في الطروحات الفرنسية بل في العرقلة الأمريكية المتعمدة، ويعتبرون أن الحلول الجذرية في المنطقة، ومن ضمنها الأزمة اللبنانية، تحتاج إلى توافق أمريكي روسي بالتنسيق مع تركيا وإيران، لأن لا أوروبا ولا الصين ولا أي دولة أخرى تملك مفتاح الحلول في ظل وجود واشنطن وموسكو ووكلائهم في المنطقة.

وبعد فشل المبادرة الفرنسية، هاتف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين، طالباً الضغط على إيران لتسهيل مبادرته، وعلى الفور، تم رفع الملف اللبناني لدى الدبلوماسية الروسية إلى مستوى الأولويات، وتمت دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لزيارة موسكو.

خلصت المحادثات بين لافروف وظريف إلى نتائج إيجابية وإلى تطابق وإلى وجوب أن تكون الحكومة المقبلة حكومة وحدة وطنية تعيد الثقة وتخفف الاحتقان وتعالج المشاكل، وبحسب المصدر فإن لافروف أبلغ ظريف تمسك موسكو بعودة سعد الحريري لرئاسة الحكومة، فيما أكد ظريف لنظيره الروسي عدم ممانعة طهران لذلك، وأن الجهة الرافضة لعودة الرجل للحكومة هي السعودية.

يؤكد مرجع سياسي مطلع أن الدور المتنامي الذي تتطلع إليه روسيا في المنطقة، وخصوصاً في سوريا وليبيا، سينسحب على لبنان وفي المعايير والمصطلحات اللبنانية، فإن منطقة النفوذ الروسية ستتركز في الشمال مع ترسيم الحدود مع سوريا البرية والبحرية.

وما يرتبط بملف النفط خصوصاً أن هناك نقاطاً شائكة في البحر، لا تنفصل عن الترسيم البري، حيث إن واشنطن تهتم بالجنوب وترسيم الحدود هناك بما يرتبط بأمن إسرائيل وتوفير أمن النفط ووجهة انتقاله، وهنا حتماً ستلعب روسيا دوراً أساسياً مع إيران وحزب الله المعنيين الأساسيين في المنطقة الجنوبية.

 وإن موسكو وواشنطن في لبنان تجتمعان في لبنان، كما في سوريا، على ضمان أمن إسرائيل، وهذا ملتقى استراتيجي بينهما، من دون إغفال التنافس على توسيع كل دولة لمناطق نفوذها ومن هنا يبرز الاهتمام الروسي الحديث بالملف اللبناني وهو حتماً بالنسبة إلى بوتين، ينطلق من سوريا، لأن من يسيطر عليها يتحكم بلبنان، ويملك المفاتيح الرئيسية فيه.

حاولت روسيا مراراً عرض مساعداتها العسكرية على لبنان، لكنها قوبلت بالرفض أو التسويف من المسؤولين اللبنانيين خوفاً من عقوبات أمريكية، فروسيا تركز في لبنان على مجموعة ملفات، أبرزها استقرار أمني وسياسي، لأن ذلك سينعكس على العملية السياسية في سوريا في ظل الحديث الروسي الدائم عن حلحلة للملف السوري.

 ثانياً إن موسكو تعهدت لإسرائيل بضمان أمنها من البوابة السورية، وهذا ما حدث، وحريصة أيضاً على ضمانه من البوابة اللبنانية، لذا فإن موسكو لا تمانع في توسيع صلاحيات قوات اليونيفيل للتخفيف من قوة حزب الله، ويرى المرجع أن موسكو حريصة على المشاركة في تقاسم الثروة النفطية اللبنانية المحاذية لسوريا، لذا فإنها استطاعت الحصول على تعهد لشركة روسية بإعادة تأهيل خزانات النفط في طرابلس شمال لبنان، وبحسب المصدر فإن موسكو حريصة على أن تكون ضمانة للمسيحيين الشرقيين أسوة بفرنسا الساهرة على مصالح الموارنة المسيحيين وحضورهم في المشهد السياسي. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى