آخر الأخبار

تهديد أمريكي باستهداف قادة شيعة والكاظمي كان يستعد لـ”حرب”.. الأسباب الحقيقية لإعلان حزب الله العراقي الهدنة

منذ أيام أعلنت كتائب حزب الله العراقية موافقتها على هدنة تتضمن وقف إطلاق الصواريخ واستهداف القوات الأمريكية المتمركزة بالعراق، ووفقاً لتصريح المتحدث باسم كتائب حزب الله، محمد محيي، فإن “عدداً من الفصائل المسلحة العراقية وافق على وقف مشروط لإطلاق النار”، لكن كثيراً من الأحداث كانت سبباً في هذا الإعلان.

نجح الكاظمي في الحصول على موافقة الفصائل المسلحة العراقية على الهدنة، ولكنها هدنة مشروطة، يقول القائد شبه العسكري لفصيل مسلح مدعوم من إيران، لـ”عربي بوست”: “ناقشنا الأمر بيننا، ووافقنا على الهدنة التي طلبها الكاظمي، لكن بشروطنا، نريد جدولاً زمنياً لخروج القوات الأمريكية من العراق، وبعد 40 يوماً إذا لم يتحقق شرطنا ستفتح أبواب الجحيم على الأمريكان في العراق”.

يرى سياسي شيعي بارز أن هذه الهدنة ستفشل بالتأكيد، فيقول في حديثه لـ”عربي بوست”: “لن يقدم الأمريكان جدولاً زمنياً، لو كانت لديهم النية لفعلوا هذا الأمر في زيارة الكاظمي لواشنطن، الكاظمي فقط أراد تأجيل الصراع إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، وستصير الأمور إلى أسوأ مما كانت عليه”.

وبعد إعلان كتائب حزب الله العراقية قبول الهدنة، وافقت حكومة الكاظمي على الإفراج عن الأصول الإيرانية المجمدة في البنوك العراقية، التي تصل إلى 10 مليارات دولار.

وكان محافظ البنك المركزي الإيراني ناصر همتي قد أعلن أن المباحثات مع الجانب العراقي نجحت، بالرغم من العقوبات الأمريكية، لكنَّ وزيراً عراقياً سابقاً تحدث لـ”عربي بوست”، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، وصف الأمر بأنه كان شرطاً إيرانياً لحمل الفصائل المسلحة العراقية على قبول الهدنة.

ويقول: “لا يمكن أن يحدث الأمر إلا بموافقة الولايات المتحدة، وطهران الآن في وضع اقتصادي صعب، وتحتاج إلى أموالها لشراء السلع الأساسية، لذلك فهذا هو التوقيت المناسب للإفراج عن الأموال الإيرانية مقابل هدنة الفصائل”.

لكن إعلان الهدنة سبقته مفاوضات موسعة، إذ أعلنت الولايات المتحدة نيتها إغلاق سفارتها في بغداد، نتيجة تعرّضها للتهديد والخطر من قِبَل الفصائل المسلحة العراقية المدعومة من إيران، وفي مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، والرئيس العراقي برهم صالح، تم توجيه تحذير شديد اللهجة من الجانب الأمريكي.

مصادر صرَّحت لـ”عربي بوست” بأن “بومبيو أخبر الرئيس برهم صالح بأن الولايات المتحدة رصدت أماكن سرية وملاجئ لأبرز القادة السياسيين الشيعة وقادة الفصائل المسلحة، وأنها على استعداد لاستهدافها في أي وقت أو إرسال صور الأقمار الصناعية إلى الجهات الأمنية العراقية لاتخاذ اللازم”.

وبعد مكالمة بومبيو، اجتمع صالح ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي، بشكل طارئ لمناقشة الأمر، خاصة أن الكاظمي كان لديه الكثير من المخاوف من نية الولايات المتحدة إغلاق سفارتها.

يقول أحد مستشاري الكاظمي لـ”عربي بوست”، مفضلاً عدم الكشف عن هويته: “منذ إعلان الأمريكيين نيتهم إغلاق سفارتهم يشعر الكاظمي بأنه إذا لم يتحرك لمواجهة الفصائل المسلحة سيخسر منصبه على الفور، وتدخل البلاد في فوضى عارمة”.

بعد التهديد الأمريكي بإغلاق السفارة في بغداد، والمكالمة التحذيرية من وزير الخارجية الأمريكي، أمر الكاظمي بتشكيل لجنة أمنية تضم قادة الأجهزة الأمنية لملاحقة عناصر الفصائل المسلحة المتهمة باستهداف القوات الأمريكية في العراق.

ووفقاً للوثيقة التي صدرت عن مكتب الكاظمي واطلع “عربي بوست” على نسخة منها، كان من المقرر أن يترأس اللجنة مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي، للتحقيق في مصدر الصواريخ التي تستهدف القوات والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، بالاستعانة بالمعلومات الاستخباراتية الأمريكية.

وفي هذا الصدد، يقول سياسي شيعي بارز لـ”عربي بوست”: “هذه اللجنة، واستهدافها للفصائل المسلحة، ومن قبلها معلومات الأمريكان عن الأماكن السرية لقادة الفصائل، تعني إعلان حرب بشكل صريح، ولقد حاولنا ثني الكاظمي عن هذا الأمر، لعدم تدهور الأمور داخل البلاد”.

وبحسب السياسي الشيعي، فإن الكاظمي قرر اللجوء إلى إيران، لمساعدته في كبح جماح الفصائل المسلحة المدعومة من طهران.

بعد الاجتماع الطارئ للكاظمي والحلبوسي وصالح، قرر رئيس الوزراء الاستعانة بالمساعدة الإيرانية لحل هذه الأزمة، وبحسب مصدر مطلع على هذه المناقشات من الجانب الإيراني، فقد اجتمع الكاظمي بشكل غير معلن مع السفير الإيراني لدى بغداد، إيرج مسجدي، لمناقشة المستجدات.

أبلغ الكاظمي السفير الإيراني برغبته في إقناع القادة الإيرانيين بطلب هدنة لمدة 40 يوماً من الفصائل المسلحة، لكي تستقر الأمور قليلاً؛ نظراً لخطورة إغلاق السفارة الأمريكية على أمن واستقرار العراق.

وبحسب المصدر، فإن السفير الإيراني لدى بغداد اجتمع بعدد من قادة الفصائل المسلحة والقادة السياسيين الشيعية في منزل هادي العامري، لإبلاغهم بطلب الكاظمي الهدنة.

يقول قائد أحد الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، الذي حضر الاجتماع في منزل العامري، لـ”عربي بوست”: “أبلغنا السفير الإيراني بطلب الكاظمي، ووجدنا رغبة إيرانية في تهدئة الأمور، لكننا طلبنا المزيد من الوقت لدراسة أمر الهدنة وفقاً لخُططنا نحن”.

بعد هذه الاجتماعات غير المعلنة، والمباحثات، قام رئيس الأركان العامة الإيرانية، محمد باقري، بزيارة مفاجئة وغير معلنة إلى بغداد، والتقى بوزير الدفاع العراقي لمناقشة بعض الأمور.

يقول مصدر مطلع على هذا الاجتماع من الجانب الإيراني لـ”عربي بوست”: “كان الاجتماع بأكمله يدور حول أمر الفصائل المسلحة، والتداعيات الأمنية لاستهدافهم القوات الأمريكية في العراق”، وبحسب المصدر، فإن اللواء محمد باقري أبلغ وزير الدفاع العراقي بأنه سيعرض الأمر على القادة الإيرانيين وقادة الفصائل المسلحة في العراق.

لكن لم يلتقِ اللواء باقري بقادة الفصائل المسلحة العراقية، واكتفى بلقاء هادي العامري فقط.

وقال قائد شبه عسكري عراقي لـ”عربي بوست”: “لم نتلقَّ طلب لقاء اللواء باقري، لكننا أطلعنا على تفاصيل اجتماعه بوزير الدفاع العراقي، وبحثنا الأمر مع باقي الفصائل المسلحة”.

لم يكتفِ رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بطلب المساعدة الإيرانية للسيطرة على الفصائل المسلحة العراقية فقط، ولكنه طلب العون من رجل الدين الشيعي البارز، آية الله العظمى علي السيستاني.

يقول مصدر مقرَّب من مكتب السيستاني في النجف لـ”عربي بوست”: “أرسل الكاظمي رسائل شفهية لآية الله السيستاني يطلب منه المساعدة في هذه الأزمة الأمنية، ويشرح له الخطر المرتقب لإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد”.

علم “عربي بوست” من مصادر إيرانية أن السيستاني وافق على التدخل، وتحدث إلى كبار القادة الدينيين في المدرسة الدينية في قُم بإيران، لحل هذه الأزمة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى