لايف ستايل

ترتكز شخصياتنا في الأغلب على 5 سمات أساسية.. تعرّف عليها

هل تعرف أن هناك سمات أساسية من
الصفات يندرج أسفلها ملايين البشر؟ 5 سمات أساسية على وجه التحديد تُحدد طبيعة
الشخصية والسلوك الذي نتبعه والمواقف التي نتبناها. ويشير إليها العلماء غالباً
باسم “الخمسة الكبار“. فما هي؟

السمات الشخصية العريضة الخمس هي: الانبساط، والقبول، والانفتاح،
والضمير، والعصبية.

نتعرف من خلال السطور التالية على هذه السمات وما يترتب عليها من اختلاف الصفات الشخصية:

استمرت أدلة السمات الشخصية الخمس أساسية في النمو لسنوات عديدة، بدءاً من أبحاث أُجريت عام 1949، ثم توسع
العديد من الباحثين في إثبات هذه النظرية خلال الستينيات والثمانينيات.

“الخمسة الكبار” هي فئات واسعة من سمات الشخصية، في
الإنجليزية يتم استخدام الاختصار OCEAN للتعبير عن السمات الخمس: (الانفتاح، والضمير، والانبساط بمعنى حب
التفاعل مع الآخرين أو عدمه، والقبول، والعصبية).

وهناك اختصار شائع آخر هو CANOE، ويُستخدم عندما يُصبح الترتيب (الضمير، القبول، العصبية، الانفتاح، والانبساط).

من المهم ملاحظة أن كل عامل من عوامل الشخصية الخمسة يُمثل وسطاً بين طرفين، على سبيل المثال، يُمثل الانبساط النقطة الوسط بين الانبساط الشديد والانطواء الشديد.

في العالم الواقعي، يقع معظم الناس في مكان ما بين طرفي القطبين لكل
سمة من السمات الخمس.

يتجلى كل فرد في كل من الأبعاد الخمسة الواسعة للشخصية بدرجة أو
بأخرى، والمجموعة اللانهائية من الطرق التي يختلف بها الأفراد في كيفية التعبير عن
السمات هي ما يجعل دراسة الشخصية مُتنوعة ومُثيرة إلى ما لا نهاية.

وباستخدام الاختبار القائم على الاستبيان يقيس علماء النفس الدرجة
التي تظهر بها كل سمة من السمات في الشخصية على حدة.

يتم استخدام النموذج المكون من خمسة عوامل للمساعدة في فهم العلاقات بين السمات الشخصية والنجاح في التحديّات الاجتماعية والأكاديمية والمهنية، بل والتنبؤ بها.

عادةً ما توصف هذه الفئات الخمس على النحو التالي:

الفكر والخيال أو الانفتاح، هي إحدى السمات التي تصف تفضيل الشخص
للخيال والأنشطة الفنية والفكرية.

الأشخاص الذين يحرزون نقاطاً عالية في هذه السمة يُنظر إليهم على
أنهم فكريون أو مبدعون أو فنيون، إنهم يميلون إلى أن يكونوا فضوليين للغاية تجاه
العالم من حولهم ويهتمون بتعلم أشياء جديدة.

عادةً ما يكون للشخص الذي يحرز أعلى الدرجات في هذه الصفة مجموعة
واسعة من الاهتمامات، وقد يستمتع بالسفر والتعلم عن الثقافات الأخرى وخوض تجارب
جديدة.

يُفضل الأشخاص الذين يحصلون على نقاط منخفضة في هذه السمة الالتزام
بما يعرفونه ولا يستمتعون بالتعلم أو الإبداع، إنهم غير مرتاحين للتغيير ويودون
التمسك بالتواجد في منازلهم كلما كان ذلك مُمكناً، ولا يتمتعون بتجربة الأشياء
الجديدة أو زيارة الأماكن الجديدة.

تشمل الميزات القياسية لهذه السمة مستويات عالية من التفكير، والتحكم
الجيد في الدوافع، واتباع السلوكيات الموجهة نحو تحقيق الأهداف.

إنهم يخططون للمستقبل، ويفكرون في كيفية تأثير سلوكهم على الآخرين،
ويدركون مسؤولياتهم وواجباتهم.

الشخص الذي يُسجل أعلى درجات في هذه الصفة يُفضل أن يتم تنظيمه
بسلوكيات موجهة نحو الهدف، يُنظر إليهم من قبل الآخرين على أنهم منظمون وموجهون
إلى العناية بكافة التفاصيل، ولديهم، كما سبق الذكر، تحكم جيد في دوافعهم
وسلوكياتهم.

الأشخاص الذين يُسجلون درجة منخفضة في الضمير يجدون صعوبة أكبر في
البقاء منظمين ولا يستطيعون التركيز على الهدف، ويميلون إلى أن يكونوا أكثر فوضى
ويكرهون الهياكل والجداول الزمنية، كذلك فهم لا يُقدرون أو يهتمون دائماً بكيفية
تأثير سلوكهم على الآخرين.

يتميز الانبساط بالإثارة، والتواصل الاجتماعي، والتحدث إلى الآخرين،
ودرجة كبيرة من التعبير العاطفي، يُعتبر الانبساط هو سمة تصف مدى اجتماعية الشخص
وقدرته على التعبير العاطفي ومستويات الراحة لديه في المواقف الاجتماعية.

عادةً ما يُنظر إلى الشخص الذي يحرز أعلى الدرجات في هذه الصفة على
أنه أكثر حزماً، وودود وصادق بشكل عام.

يرى آخرون أن الشخص الذي ترتفع نسبة وجود هذه السمة به يكون مؤنساً
ويزدهر في المواقف الاجتماعية مثل الاجتماعات أو الأحزاب، ويميلون إلى الشعور
بالراحة في التعبير عن المشاعر بشكل مناسب وجعل رأيهم مسموعاً. 

من الأشياء التي يُمكن اعتبارها عيوباً بهم أنهم يقولون أشياء في بعض
الأحيان قبل التفكير فيها، ويستمتعون بكونهم مركزاً لاهتمام الآخرين.

أولئك الذين يُسجلون انخفاضاً في الانبساط قد يُطلق عليهم أنهم
“انطوائيون”، يميل هؤلاء الأشخاص إلى تجنب المواقف الاجتماعية لأنهم
يستهلكون الكثير من الطاقة خلالها، إنهم أقل راحة في الحديث، ويشعرون بمزيد من
الراحة في الاستماع إلى الآخرين، فيُصبح الاستماع إلى الآخرين أفضل لديهم من
التحدث.

القبول أو الوفاق هو سمة تصف لطف الشخص ككل، ومستويات المودة،
والثقة، والشعور بالإيثار لديه، الشخص الذي يُحرز أعلى الدرجات في هذه الصفة هو
شخص مرتاح لكونه لطيفاً وودوداً مع الآخرين.

هؤلاء الأشخاص هم أيضاً مساعدون ومتعاونون، فلديهم قدر كبير من
الاهتمام ويريدون مساعدة الآخرين، ومن ثم هم جديرون بالثقة.

يُنظر إلى الشخص الذي يسجل انخفاضاً كبيراً في هذه الصفة على أنه أكثر
تلاعباً، وعموماً هو أقل وداً تجاه الآخرين، فلا يهتم بمشاعر أو مشاكل الآخرين،
وقد يُنظر إليهم أيضاً على أنهم أشخاص أكثر تنافسية وأقل تعاوناً.

هي سمة تصف عدم الاستقرار العاطفي العام للفرد، قد يرى الآخرون الشخص
الذي يُسجل أعلى درجات في هذه الصفة أنه مزاجي، سريع الانفعال، قلق، ودائم
التشاؤم، قد يُنظر إليه على أنه يُعاني أيضاً من الاكتئاب، أو التقلبات المزاجية
الحادة.

يُنظر إلى الشخص الذي يُسجل انخفاضاً كبيراً في هذه الصفة على أنه
أكثر استقراراً من الناحية العاطفية وأكثر مرونة في التعامل مع الآخرين، كما أنهم
يتعاملون بشكل جيد مع التوتر.

وجد الباحثون أن السمات الخمس الكبرى هي أيضاً عالمية بشكل ملحوظ،
وكشفت إحدى الدراسات التي نظرت إلى أشخاص ينتمون لأكثر من 50 ثقافة مختلفة أنه يمكن
استخدام الأبعاد الخمسة بدقة لوصف الشخصية.

بناءً على هذا البحث، يعتقد الكثير من علماء النفس المعاصرين أن
أبعاد الشخصية الخمسة ليست عالمية فحسب؛ بل لديها أيضاً أصول بيولوجية.

كما تُشير الأبحاث إلى أن التأثيرات البيولوجية والبيئية تلعب دوراً في تشكيل
شخصياتنا، فالعوامل الوراثية والتنشئة تلعبان دوراً في تطور كل من العوامل الشخصية
الخمسة.

وأظهرت الدراسات أيضاً أن النضج قد يكون له تأثير على السمات الخمس،
فمع تقدم الناس في العمر يميلون إلى أن يصبحوا أقل تقلباً وأقل عصبية، ومن ناحية
أخرى، يميل القبول والضمير إلى الزيادة مع تقدم الناس في العمر.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى