آخر الأخبارتحليلات

اما آن للأمة ان تفيق وتستحي من نفسها؟ ؟

الكاتب الصحفى والمحلل السياسي

د.محمد رمضان

نائب رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم”

ممّا لا شك فيه أن كل مسلم يفخر بانتمائه لهذه الأمة يشعر بالألم والأسى لهذا الحال ويفكّر ويتفكّر بالسبيل الأمثل للإصلاح والنهوض الذي يعيد الأمة إلى مكانها السليم في المقدمة بين الأمم، وهنا يحار كل منا من أين يبدأ، وتختلف التصورات حيث تصطدم في معظمها بالعوائق الكبار التي تستعصي على جهود الأفراد أو تحتاج إلى جهد جماعي منظم فعال غير متوفر ولا يسهل تحصيله، وبالتالي يشعر المرء أنه قليل الحيلة أمام حال الأمة وكأنها تدور في حلقة مفرغة لا خروج منها، فنعود إلى نفس النقطة، ويقعدنا العجز عن العمل فنبقى نراوح في المكان بدون أيّ تقدم فعلي يُذكر.

نحن دائما نتحرك في القضايا المصيرية كرد فعل ولا نتعامل معها كفاعلين واصحاب قضية .

للأسف ما اراه اليوم ويتردد علي مسامعي منذ الهجمة الاخيرة علي الاسلام اثر بشكل كبير في نفسي وشعرت بانني قد قصرت في حق ديني وحق من يدينون بهذا الدين العظيم .

اعتقدت منذ سنوات ان رسالتي التي خاطبت بها المسلمين في فرنسا وعبر صفحة موقعي وصفحتي الشخصية علي الفيس ووقفاتي امام مسجد باريس سيكون  لها اثر ايجابي في الوعي لدي المتلقين لكن بعد مضي سنوات ليست بالقليلة اكتشفت ان رسالتي لم تحقق الهدف المنشود منها .

كنت مع كل استحقاق انتخابي اتحدث الي الجميع بضرورة استغلال هذا الحق الذي منحه لنا الدستور في اختبار ممثلينا في البرلمان والرئاسة والمجالس المحلية وكنت احث الشباب علي الإدلاء باصواتهم مؤكدا علي مبدا التغير والبحث عن الافضل ، ان لم يكن لدينا عناصر مسلمة نستطيع الدفع بها  فعلي الاقل نختار من يمنحنا مميزات او يتجاوب مع متطلبات الجماعة المسلمة من كافة الجاليات عربية اوافريقية اواسيوية فالهدف الا يذهب اصوات المسلمين هباء وان يغتنموا هذا الحق في تحقيق المزيد من الحقوق والحريات وبناء دور العبادة والمعاهد الاسلامية لتخريج اجيال تحمل لواء الدعوة .

وفِي احد اللقاءات في مؤتمر لوبورجية للجالية الاسلامية تناولت هذا الحديث مع المسؤولين وطالبتهم بعمل قناة باللغة العربية والفرنسية ممولة من ابناءالجالية تبث برامج موجه للداخل الفرنسي لابناء الجالية المسلمة والفرنسيين ايضا لشرح هذا الدين وتناول حياة النبي محمد صلي الله عليه وسلم والصحابة والصالحين ،

فالاعلام هو الوسيلة التي تصل بسرعة الي المتلقي وتاثيرة كبير  ، وكما نشاهد اليوم ان الاعلام الفرنسي يهيمن علي عقول ومسامع المواطنين ويشكل وعي الاغلبية التي لا وقت لديها للبحث عن الحقيقة ،

فعندما يصفون الاسلام بالارهاب نتيجة فعل طائش من فرد هنا او هناك ينساق المجتمع خلف هذا الاعلام الذي يحقق مكاسب مادية وسياسية لبعض الاحزاب التي تريد اذكاء نار الفتنة و لتحقيق المزيد من المكاسب السياسة علي حساب الجالية المسلمةً .

ونحن علي بعد اشهر قليلة من الانتخابات الفرنسية وقد بدأت بالفعل الحملة واستخدم الاسلام ومنتسبيه وقودا لهذه الحملة واصبح المسؤولين يتحدثون بصورة تثير الاشمئزاز عن الارهاب الاسلامي واخر يقول انهم يريدونها حربا علينا وثالث يدعي ان الحكومات السابقة غضت الطرف عن تجاوزات المسلمين في حق علمانية الدولة .

 لم اسمع صوت عاقلا يقول لهولاء كفي ، فالمسلمون هنا منذ عقود وشاركونا في الدفاع عن شرف فرنسا ابان الحربين الاولي والثانية وقتل منهم الالاف دفاعا عن تحرير البلاد من النازي ، المسلمون يشاركون في المجتمع وفِي كل المجالات و بكل طاقتهم فهم اطباء ومعلمون وخبراء وصناع وحرفيون واصحاب رؤوس اموال لكن لم يتحدث احد عن هولاء او يذكر مساهماتهم ،  فقط يتحدثون بسوء عن الجميع عندما يخرج منفلت عن الصف ،

اننا امام معركة اثبات وجود معركة يستخدون فيها كل الاساليب القذرة لتاليب العالم علينا ، وعندما ندافع عن نبي الامة تتهم الامة بالرجعية وعدم التحضر لانها قاطعت المعتدي اقتصاديا وهو اسلوب راقي في التعاملات الدولية وليس رجعي او ارهابي كما زعموا .

رسالتي الي الامة اننا نمتلك من المقومات ما تجعلنا “خير امة اخرجت للناس” لكن تقاعصنا وخذلنا  نبينا وجنينا علي انفسنا فهل تستعيد الامة مجدها وعزتها قبل ان تصبح غثاء سيل ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى